التبجح بتهمة "التجنح"
تاريخ النشر : 2014-02-22 14:17

فلنعترف بالحقيقة ,,,, منذ سنوات بعدما انتهت من دراستي الجامعية وعدت إلى قطاع غزة المحتل من قبل حركة حماس آنذاك ، بدأت بمحاولاتي المهنية بتطبيق ما درسته في مجال "الإعلام" وكتبت ما كتبته في تلك الفترة عن هموم الناس و معاناتهم ، وما لفت نظري أن القيادي الفتحاوي محمد دحلان يرعى ويساعد قطاع واسع من الشباب ويساهم جيداً في تطوير قدراتهم وتقدمهم علمياً وثقافياً ، كما أنه يقدم المساعدات المالية للكثير من أهالي الأسرى والجرحى والمعتقلين السياسيين وضحايا الانقلاب الأسود بالإضافة للعائلات المستورة والأسر المحتاجة ، كان كل ذلك يجري بطريقة سرية بعيداً عن نظر عيون الأمن الحمساوي التي ترصد كل رمشة عين في غزة ، ولكنه كما فهمت لم يرغب هو كشخصه بالإعلان عن هذه الخدمات النبيلة التي يقدمها للناس ، ويستند في هذه الرؤية إلى أن ما يقوم به هو واجب وطني وفرض عين على كل شخص مقتدر ، بالإضافة إلى جانب آخر مهم وهو أن الناس كانت تخشى أن تكشف عن مساعدات دحلان لهم خوفاً من بطش وملاحقة حماس التي كانت ولازالت تلاحقهم وتعتقلهم ، علاوة على الخوف الذي يطارد الكثيرين بقطع رواتب الموظفين منهم بتهمة التآمر مع دحلان على السلطة .
لذلك شعرنا بأن هناك إنسان قيادي يحتضن جيل الشباب ويقدم لهم ما استطاع من مساعدات وخدمات في الوقت الذي يعتبر هذا الجيل من المغضوب عليه والمنكوب ، الذي لم ينال حقه في وطنه ولم تتطلع له السلطة بعين من الاعتبار والأهمية خصوصاً أهالي قطاع غزة ، هذه المنطقة التي أصبحت عنوان للمعاناة تحت احتلال حماس وديكتاتوريتها وعنجهيتها وظلم واستبداد وتهميش سلطة المقاطعة في رام الله ، ناهيك عن اختفاء كل القيادات وعدم شعورهم بالمسئولية اتجاه الغزيين ولم يجد هذا الجيل غير دحلان الذي تحول إلى رمز شعبي بامتياز في غزة ،فكيف له ألا يحب دحلان ؟!!! وكيف لهذا الجيل ألا يرفع صورته في وطن يعانى الظلم والإهمال من سلطتين فاسدتين في ( غزة ورام الله ) وفوقهما احتلال غاشم بحصاره وناره وعدوانه ؟!!!
إن ما يجري اليوم من غباء تنظيمي وانحراف سياسي على شكل قرارات وتصريحات من البعض تتحدث بشكل واضح عن مواقف حاسمة من قيادة فتح الغائبة عن الوعي والمحسوبين على بطانة الرئيس ينوون اتخاذها بحق مؤيدي دحلان و المتعاطفين معه بتهم (التجنح) تشير إلى مدى الحقد الدفين منهم على دحلان وكل من يؤيده ويواليه أو يتفق معه بموقف أو مبدأ ، وسبق أن تم محاسبة البعض على انتقادهم للسلطة وسياسة حركة فتح على أنهم دحلانين ،بينما هم بالأساس لا علاقة لهم من قريب أو بعيد مع دحلان ولكن لمجرد توجيه انتقاداتهم لبعض التصرفات والسياسات العقيمة التي أودت بالسلطة والحركة إلى الهاوية تم استهدافهم من قبل قيادة فقدت الأساس الأخلاقي لوجودها وما تقوم به من ممارسات تعسفية .
وبدأت الحرب تشتعل بشكل واضح للجميع ، وتبين مستوى الحقد المسموم في القيادة والملتفين حول الرئيس أبو مازن الذين لا يتمنون للحركة خيرا ولا يريدون للرئيس الاستمرار في منصبه ويزيدون من كره الشارع له ولكل عناوين القيادة سواء بالسلطة أو الحركة ، فمثلا ما نسب إلى جمال محيسن عضو مركزية فتح الذي ينام دهراً وينطق كفراً ، الذي أشار فيه إلى فتح لجنة تحقيق لكل دحلاني وفصله من الحركة في الآونة الأخيرة بعد اجتماع الجنة المركزية المؤخر مستنداً إلى النص القانوني في النظام الأساسي من باب العقوباب "التجنح" ولم يوضح ما هو المقصود بالتجنح داخل النص القانوني إنما أوضح محسين حينما قال ‘أي واحد يعمل تكتلاً داخل الحركة لصالح ناس داخل الحركة أو خارجها سيتخذ ضده إجراء، وفق النظام الداخلي للحركة’. والمقصود هنا دحلان والموالين له على اعتبار أن دحلان والمؤيدين له يعملون ضد حركة فتح !!!!
السؤال الذي يطرح نفسه ماذا فعل محيسن وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ؟!!!! وكيف قاموا بتطويرها والحفاظ عليها ؟!!! ألا يعتبر محيسن وآخرين من أعضاء اللجنة المركزية من المتهمين بإنشاء تكتلات "متجنحين " فمن يدخل المقاطعة يعرف جيدا من هم أصحاب التكتلات والشلل الحقيقية التي تعمل ضد حركة فتح وأبناء قطاع غزة والسلطة أيضا ، وسؤال أخر يتوجب علينا طرحه ...ما علاقة حركة فتح في رواتب الموظفين وكيف يتم الترهيب والتلويح بقطع رواتب كل من يتهم بالتجنح ضد حركة فتح كما يتحدث محيسن ولماذا الخلط بين القضايا الحركية الخلافية و الاستخدام الانتهازي والإجرامي للنفوذ في السلطة والحكومة لعقاب الناس ، بغير أي وجاهة قانونية أو أخلاقية ؟!!!!

بما أن هذه الحرب الشعواء ضد دحلان و أنصاره قد دخلت مرحلة جديدة فمن المتوقع أن نجد قرارات فصل كثيرة وعديدة ، وهي إستكمال لما تم تسريبه من أقوال عن صدور قرار مخفي بفصل عدد من أعضاء المجلس الثوري والتشريعي من الحركة ، لكن هؤلاء الصغار الذين يقودون الحركة إلى الهاوية لن ينجحوا في مواجهة الجماهير الفتحاوية التي ترفض هذه المؤامرة المفضوحة .