منمنمات / ليست كل إيماءة قبول
تاريخ النشر : 2014-02-21 18:14

حين تكون في عزلة، تشعر أن المسافة بعيدة جدا، وتكون ردة فعلك مضاعفة، ويتحول سلوكك إلى ثقافة تصادمية وبطولة وهمية، وتسقط في أول المسافة.

الدفاع المستميت عن مواقف فاشلة، لا تعني أن علو الصوت نجاح أو المجازفة بالتاريخ جرأة وقوة، ولا البطش أو إيقاع الظلم بالناس وأحوالهم تفوق أو بطولة، يمكن لكل واحد أن يكتب عن نفسه انه المهدي المنتظر أو أنه من أطلق الرصاصة الأولى أو حتى يؤرخ لنفسه ويكتب الأشعار في تاريخه الذي لا يعرفه أحد، في النهاية هناك تاريخ لا يكذب وشهود يعرفون الحقائق .

الفجوة تعني وجود نقاط التقاء وأخرى ابتعاد، لكن حين يكون الأمر عبارة عن حق وباطل، فالقصة ليست شمعة أُطفأت أو تجربة صوت تفخيما أو نفخا أو تأتأة، هناك فجوات في رؤوس أصحابها لا تردمها كل مجلدات الدجل والتسويف والتمرير والتفاهات التي يتقنونها ويحفظونها ويروجون لها.

فالبسطاء في ثقافتهم أصبحوا أغنياء في وعيهم، وثقافة التصفح والتمعن والقراءة والاستماع لم تعد ممنوعة، فالممنوع هو أن تعتقد أنك تجذب الناس بصوتك وبغلظة تصرفاتك، فهذا وهم مغلظ وسلوك منفر وحضور منبوذ.

الجهل والبلاهة وجنون العظيمة وإدمان الأنا، عوامل تأخذ بصاحبها الى الحضيض، وتتحول حياته إلى شقاء وغوص أعمق في السلبيات .

سلة المهملات تحوي القاذورات وأحيانا تحوي معلبات منتهية الصلاحية، هكذا التشكيلات الإدارية، ففيها ما هو مفيد وفاعل ووزان، وفيها من لا يوجد له مكان إلا في التاريخ المظلم .

تعريف السام/ أن ترى نفس الوجوه تتدحرج في فسادها وفي ظلمها وفي فشلها، وتقفز أمامك بين كل فترة وأخرى بعد كل تجربة محبطة . هناك يولد السأم .

الإيماءة لا تعني الموافقة، لربما هي نوع من التعجب والاستغراب والرفض، فمن يراهن على الإيماءات الكاذبة فلن يجني إلا الخسران ..