عيدنا يوم وحدتنا
تاريخ النشر : 2014-02-21 11:27

لكل مرحلة من مراحل النضال الوطني الفلسطيني شروطها وخصائصها ومميزاتها التي تختلف عن المرحلة الاخري, فما هو صحيح بل وضروري في مرحلة من المراحل قد يكون ضار وغير مفيد بل ومدمر في مرحلة اخري , فمسيرة النضال الوطني محكومة في سياقاتها التاريخية بمراحل وموازين قوي في الميدان المباشر للاشتباك بمختلف صيغه واشكاله بين الطرفين الاساسيين المتقدمين في هذا الصراع, وليس هذا بمعزل عن المحيط وجبهة الحلفاء والاصدقاء والانصار والمؤيدين لكل طرف من الاطراف , فكنا مثلا في السابق نرفع شعارات عيدنا يوم عودتنا والعيد ليس لمن لبس الجديد بل العيد لمن مات شهيد ..الخ واذا كانت هذه الشعارات مازالت صحيحة و قائمة ولم تستنفذ اهدافها بعد, بوصف الشعار هو (تعبير مكثف عن الهدف)

الا ان الشعارالان الذي يتقدم علي كل الشعارات بوصفه الهدف الاول الذي يتقدم علي كل الاهداف ويمثل الحلقة المركزية في السلسلة وحجر الزاوية الذي يتم البناء عليه هو (عيدنا يوم وحدتنا ), فالوحدة الان تساوي الوطن وبلا وحدة سنفقد كل الاهداف وسنفقد الوطن الي الابد ، كما جري مع الهنود الحمر ومع الاكراد , فاما ان نتوحد واما ان نندثر ونتلاشي ونغرق في طوفان المستعمرات الجديدة والتهويد والمعازل والحصار والتجويع والافقار, فعدونا يعد خططه الهجومية للانقضاض علينا قبل عشرين عام من تنفيذها , ونحن دائما في حالة دفاع جزئي لم نترقي يوما لحالة الدفاع الشامل , ومرات حتي لا نقوي علي الرد الجزئي او ممارسة حقنا الدفاعي والان نحن غارقين في صراع داخلي لا نقوي علي الرد علي الهجوم الصهيوني المتواصل والشامل علي كل مقوقات حقوق ووجود شعبنا , فهل ثمه شئ اعظم من الوحدة للرد علي هذا الهجوم الصهيوني العنصري الاجرامي؟ ؟ الا يستحق شعبنا الذي قدم طواعية علي مذبح الحرية القوافل المؤلفة والمتواصلة من الشهداء والاسري والجرحي والعذابات والتضحيات الجسام ان ينعم بالوحدة بديلا للانقسام والتشرذم والفرقة ؟؟

ان العيد الحقيقي لشعبنا وقضيتنا ولتضحيات شعبنا الاعظم من كل شئ والاكبر من كل شئ والاهم من اي شئ هو الوحدة فبلا وحدة لاصمود بلا وحدة لامواجهة حقيقية بلا وحدة لا انتصار جزئي بلا وحدة لا وجود لثبات علي ارض الوطن بلا وحدة لا هوية وطنية فلسطينية واحدة ولا عودة ولا حرية اسري ولا وطن ,

فلنثور من اجل الوحدة فلندق اجراسها من الان وليس غدا و لتطرق اصوات اجراسها كل الاذان ,ولتستصرخ كل الضمائر في كل الفصائل والقوي ومؤسسات المجتمع المدني والاهلي والشارع الفلسطيني في كل بيت ومخيم وقرية ومدنية ومن فرد الي فرد ومن دار الي دار , وليصدح صوتنا الي الاعالي الوحدة اليوم , الوحدة الان وليس غدا , في وحدتنا قوتنا , في وحدتنا عيدنا, في وحدتنا حفظ لقيمتنا وكرامتنا ولقضيتنا , فالوحدة الان الان هي الخيار ,وهي المطلب الشعبي العام, وهي المصلحة الوطنية