"أخونة" الدولة.. والتوبة السياسية
تاريخ النشر : 2014-02-21 09:44

توطئة: «الإخوان المسلمين» ليسوا شياطين ولا ملائكة، بل بشر يؤخذ منهم ويرد عليهم حالهم حال عشرات الحركات السياسية في العالم.

ليس «الإخوان» وحدهم بل كل التيارات السياسية في الكويت، تيارا تيارا وبلا ادنى استثناء، كلهم وما ان يقترب من نفوذ السلطة سواء عن طريق الانتخاب أو الوصول بالتعيين حتى يبدأ بصبغ مفاصل الدولة بالمقربين له، ويقوم بزرعهم وكلاء ووكلاء مساعدين ومدراء عامين، بل حتى مراقبين، الجميع وليس الإخوان وحدهم يتبعون هذا الاسلوب في زراعة «ابناء جلدة تيارهم» و«الموالين لهم» و«المحسوبين عليهم»، «حدس» تفعلها ومنذ عقود ولكن حتى التيارات الأخرى تفعلها بل ان تيارات سياسية ناشئة بلغت قدرتها على التوزير وتسمية الوزراء لم تبلغه حركة سياسية اخرى.

تيار سياسي حديث، عدد أعضائه لا يتجاوز الـ 14 نفرا، تمكن من توزير شخصية سياسية وتسمية وزير آخر، إذن المسألة ليست حكرا على «الإخوان» بل كل التيارات وأغلب القبائل الكبرى، اذن المشكلة ليست في الاخوان وحدهم، وليست في التيارات السياسية، فهم يمارسون العمل السياسي ولا يلعبون «كوت بوستة»، وبمقتضيات العمل السياسي هو الوصول إلى النفوذ ومن ثم محاولة التمسك به.

منطقيا، هذا الامر خطأ كبير جدا، بل كارثي تدفع الدولة ثمنه في النهاية، ولكن سياسيا ووفق مفهوم الساسة في الكويت هذا الامر صحيح 100%، خطأ لأنه يقصي الكفاءات، ويقتل روح المنافسة والفرص التي كفلها الدستور، ويخلق دولة متلونة سياسيا، كل تيار ينال حصته اكبر من النفوذ يقوم بصبغ مفاصل الدولة بـ «الموالين له».

ما اتحدث عنه هو أس الفساد السياسي الذي لا تعيشه الكويت فقط، بل أغلب الدول العربية، لذا خسرنا كثيرا وتعطلت مشاريعنا وتوقفت عجلة التنمية، فكل شيء تم صبغه سياسيا بمقتضيات كل مرحلة، ألا ترون ان وزيرا يبني ويأتي خلفه ليهدم ما بناه ويبدأ بناء جديدا؟! وهكذا تمر الدولة بمرحلة هدم وبناء كلما تشكلت حكومة، وهذا سبب رئيسي بل ووحيد لموت التنمية.

توضيح الواضح: سمو رئيس مجلس الوزراء ..ليس كل شخص ينتقدك علانية هو عدو لك بالضرورة، بل ربما يكون اكثر حرصا منك على البلد، وحكومتك تمتلك كل المقومات التي يمكنها ان تعبر بالبلد سنوات في أقل من شهرين، الأمر بحاجة فقط الى قرار منك.

توضيح الأوضح: عندما يخرج سياسي مخضرم ويتهم من ايد الاتفاقية الامنية الخليجية بـ «الغباء»، فهو هنا يمارس خطيئة الرأي الواحد.

وعندما يتهم رجال قانون أيدوا الاتفاقية بأنهم «قبضوا»، من السلطة، فهو هنا يرتكب خطيئة الاتهام، بل ويرمي اناسا في ذممهم دون قرينة... وعليه التوبة سياسيا عن هذين الفعلين... فما اسهل الطعن في ذمم الآخرين ولكننا لا نفعلها.

عن  "الأنبار" الكويتية