بعد أستانا هناك مؤتمر جنيف
تاريخ النشر : 2017-01-22 21:13

بعد الانتهاء من مباحثات أستانا سيذهب المتفاوضون إلى جنيف الشهر المقبل، ولكن لأي غرض؟ مما لا شك فيه بأن مؤتمر جنيف لن يكون مختلفا عن أستانا، ربما لكي يؤكد المتفاوضون هناك بأن الرئيس السوري سيظل حتى عام 2021، وهي نهاية مدته في الحكم، وربما سيقترحون أن تجري انتخابات مبكرة، وأن تكون هناك حكومة شراكة وطنية. لا أحد يعلم إلى ماذا ستنتهي المباحثات إن كان في أستانا أو جنيف، لكن يبقى السؤال هل كلا المؤتمران سيفضيان إلى تسوية أو حل سياسي في سورية؟

وكما نرى بأن تركيا باتت تلعب دورا مهما في تحريك نلف الأزمة السورية لكن الأسباب التي دفعت تركيا لأن تغيّر من سياستها تجاه سوريا فتغيير سياسة تركيا ربما يكون تغييرا تكتيكيا، لكن تركيا ماضية في عملية أستانا، على أمل أن تحقّق بالمفاوضات ما لم تحقّقه بالتورّط العسكري، فضلاً عن محاولة تحقيق اختراق طالما طمحت إليه وعملت عليه، وهو تعزيز الفروق أو الصدوع القائمة أو المحتملة بين موسكو وطهران، ولكن السوريين والروس والإيرانيين قطعوا الطريق على تلك التقديرات، معلنين أن عملية أستانا تقتصر على مناقشة العمليات العسكرية، ولن تتطرّق للجوانب السياسية، وأن نظام وقف إطلاق النار لا يشمل جبهة فتح الشام، فطهران وموسكو عازمتان على إنجاح هذه المباحثات والمضي قدماً في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يضمن مصالح البلدين وشريكهما السوري، فمؤتمر جنيف ستكون فيه مفاوضات بحسب ما تقوله الأطراف الدولية وأن هذه المفوضات ستؤدي إلى حل انتقالي أو دائم في سورية ينبغي أن يمهد لتسوية سياسية.