في غزة ...أعواد الثقاب تصور الواقع الفلسطينى عبر لوحات فنية - صور
تاريخ النشر : 2017-01-22 20:52

أمد/ غزة - كتبت دعاء شاهين: بطريقة غير تقليدية أراد الخروج عن المألوف وتصوير الواقع الفلسطينى بأشكال متنوعة ،من خلال تشكيل أعواد الثقاب التى تجعلك تنظر لها كأنها نماذج حية تحاكى الواقع .

الشاب الغزّي محمد سلام "26" عاما، خرج من قلب معاناة قطاع غزة المحاصر الذى لم يعرف أبناؤه حدود للابداع والتميز، محاولين استغلال كل جديد بحياتهم لتكوين ابتكارات تغير الصورة النمطية المرسومة عن القطاع .

 طوع الشاب محمد التصوير الفوتوغرافى والفن التشكيلى، جاءته الفكرة بمحض الصدفة عندما رأى اخاه الصغير يلعب بأعواد الثقاب أثناء انقطاع التيار الكهربائي، فأراد أن يشكل منها لوحات فنية متعددة مستغلا الوضع الذى يعيشه تحت الظلام، ولكن اراد لأعماله ان ترى النور .

يقول الشاب سلام لـ ( أمد): " تخرجت من الكلية الجامعية بغزة تخصص اعلام وعلاقات عامة، ولم اجد فرصة عمل، فبحثت مطولا عن طريقة أصقل بها مهاراتى بالتصوير والفن التشكيلى، مستغلا موهبتي لصنع شيئ جديد يعبر عن حالة الشعب الفلسطينى التى  يعيشها بهمومه ومشاكله" .

يتابع في حديثه لـ(أمد):  "نتيجة لمعاناة زملائي الخريجين روادتنى فكرة رسم صورة الخريج الذى يبحث ولم يجد فرصة عمل، فكانت أولى المجسمات التى صنعتها من خلال أعواد الثقاب  فوجدت تشجيع واقبال من الكثيرين لأستمر" .

لم تقف لوحات سلام الفنية عند هذا الحد محاولا تجسيد االقضايا الفلسطينية، كحالة الانقسام التى يعيشها  الشعب عشرة اعوام، وحالة الحب والحرب التى يعيشها الشعب أثناء تعرضه للأزمات، وحالة الفقر التى تعيشها العديد من العائلات الغزية، ومدى استغلال أصحاب النفوذ والمؤسسات الخيرية لهم، ووصف "العمليات الاستشهادية" التى يقوم بها الشباب بالضفة وكان اخرها عملية جبل المكبر .

للعادات والتقاليد التى توارثها الفلسطينين جيل بعد جيل نصيب من لوحات محمد الفنية، كما ونقلت  لوحاته حالة الحرب التى تعيشها مدينة حلب السورية .

سلام يشرح لـ ( أمد) كيفية صنع لوحاته، ويقول: " تأتى لى الفكرة المراد تنفيذها، فأحركها بأعواد الكبريت والصاقها ببعضها من خلال  " السيليكون "، ومن ثم  ادعمها بخلفيات تصويرية حسب المضمون .

 لم يكتفى الشاب سلام  بالتقاط كاميرته للصور بين أرجاء قطاع غزة، لكنه استطاع بأدوات بسيطة ان يمزج بين موهبة  الفن التشكيلى والتصوير الفوتوغرافى، وابتكر فن جديد جعله يتميز بين زملائه من فنانين بقطاع غزة

 يجلس محمد بغرفته لساعات طويلة لإخراج منتجه بشكل مميز، ولكن تمثل أزمة انقطاع التيار الكهربائى أحد المعيقات التى تقف امامه، بالاضافة للوضع الاقتصادى الصعب التى تعيشه عائلته .

 وأشار، ان لوحاته لن تقف عند هذا المستوى فقط بل ستتسع هذه الموهبة لتنفيذ قصص كاملة، لبناء مدينة كاملة تعبر عن واقع غزة كاملا خلال الفترة القادمة.

ويطمح سلام إلى المشاركة في المسابقات الدولية ليشارك لوحاته وصوره لايصال معاناة سكان قطاع غزة المحاصرين من العالم.

يتطلب العمل الفني للشاب سلام الكثير من المهارة و الموهبة في حد ذاته،  لكنه يتحدى نفسه  والظروف ليشكل واقعه الفني الخاص،  منتجا تحفة فنية على مستوى آخر من الحداثة.