الحايك: نلعب دور الحكومات والمجتمع المدني وقوى الاقتصاد من أجل خدمة المواطن
تاريخ النشر : 2014-02-20 19:30

أمد / غزة - حوار عماد سليم محسن : علي حسن الحايك (أبو حسن) رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال بغزة، واحداً من أبرز رجال العمل العام المهمومون بتطلعات الوطن وأحلام المواطنين نحو تحقيق الهدف الأسمى للتنمية المستدامة، وهو بموقعه الحيوي على رأس أكبر تجمع لرؤوس الأموال في القطاع المحاصر، كمرتكز هام من مرتكزات الاقتصاد الغزي، وبما يملكه من أفق واسع الخبرة والتميز يواصل الجهد الحثيث ليل نهار لدعم آليات التطوير والتحديث فى إطار الجمعية التي تعتبر قطاعاً خدمياً وتنموياً متعدد الأنشطة، وذلك من خلال أطر متكاملة ورؤى خلاقة تهدف لمواكبة آخر المستجدات فى خدمة المجتمع وتنشيط قطاع الأعمال بمجالاته المختلفة من خلال استراتيجيات مدروسة بعناية فائقة.

استقبلنا (أبو حسن) بوجه مبتسم وشعرنا معه بالكثير من حيوية اللقاء وحرارة المواجهة، كان منشرحاً لتناول كل القضايا، قال ما لا يقوله الكثيرون، وانفتح بسرور على كل تساؤلاتنا، كان اللقاء في حضرة مجموعة من رجالات المجتمع المدني ورجال الأعمال، الذين آثر بعضهم أن يداخل في هذه الحوارية التي قلما يجتمع فيها قادة الرأي بأصحاب رأس المال، كان من بينهم د. مجدي شقورة مسؤول الشؤون القنصلية للجمهورية الفرنسية في قطاع غزة، وسامي الرنتيسي رجل أعمال ووكيل إحدى شركات السيارات الأوروبية، ناهض ضبان رجل أعمال ووكيل أجهزة كهربائية، وحول الكثير من قضايانا اليومية كان لنا هذا الحوار الخاص الثري بمفرداته وما فيه من معلومات.

البدايات

 عن بداياته في عالم المال والأعمال، وكيف كانت الانطلاقة، وطبيعة النشاط الاقتصادي الذي يمارسه بالأساس، يقول علي الحايك "أذكر أنني كنت أصغر رجل أعمال فلسطيني، عملت مع والدي منذ كان عمري لا يتجاوز 16 عاماً، ترأست مؤسسات عدة منذ العام 1994، ونشاطي الأساسي تركز في تجارة مواد البناء، استيراداً وبيعاً".

يرى (أبو حسن) أن والده هو أكثر الناس الذين أثروا في حياته، ويعتبره صاحب الفضل الأول عليه، ويضيف "بعد توفيق الله عز وجل، أرى في والدي صاحب الفضل الأول علي، علمني الصدق والأمانة، الشجاعة والجرأة، المخاطرة المحسوبة وروح المغامرة"، ويؤكد الحايك أن هذه الصفات لا يمكن لرجل الأعمال بدونها أن يعرف معنى للنجاح أو طعماً للإنجاز.

صعود برسم الإنجاز

 فيما يتعلق بانخراطه في العمل العام، وكيف أصبح يدير ويرأس أكبر تجمع لرؤوس الأموال في قطاع غزة (جمعية رجال الأعمال)، يقول الحايك انتسبت للجمعية في العام 2003 تقريباً، كنت حينها رئيساً لإتحاد أصحاب الشاحنات، كان انضمامي للجمعية بناء على رغبة وإلحاح من رئيسها حينذاك (محمد اليازجي)، الذي رأي فيّ طاقة ونشاطاً يمكن أن يفيدا المؤسسة وقطاع الأعمال"، ويضيف "بعد ذلك تدرجت في المواقع الإدارية في الجمعية، حيث انتخبت عضواً في مجلس الإدارة، ثم نائباً للرئيس في الدورة التي تلتها، ثم رئيساً لمجلس الإدارة في الدورة اللاحقة"، ويرى أن هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على ثقة الجمعية العمومية ممثلة بالسادة رجال الأعمال الكرام، وتقديرهم للجهود التي بذلها والخدمات المختلفة التي يقدمها لهم ولشعبنا الصامد.

رجال السياسة ورجال المال

 تعامل الحايك مع كثير من الساسة الفلسطينيين، شعر إلى جوارهم بسرعة الانجاز وفعالية الأداء، وفي هذه المسألة بالذات لا يخفي تأثره الشديد بشخصية الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ويقول "كنت ضيفاً دائماً على مكتب الرئيس الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار)، قدّم لنا تسهيلات كثيرة، ووقف بجوارنا في كل المحطات والمنعطفات، وكان نعم النصير والسند والقائد"، ويضيف عن الساسة الحاليين "لا أزال أشعر بالكثير من الراحة عندما أجلس إلى الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وأجد فيه درجات عالية من التعاطف مع قطاع غزة وهموم أهله"، ولا يفوته أن ينوه بالتسهيلات الجمّة التي يمنحنا لرجال الأعمال رئيس الوزراء في حكومة غزة إسماعيل هنية (أبو العبد)، ووقوفه الدائم إلى جوار رجال الأعمال والقطاع الخاص في مواجهة الظروف الاقتصادية القاهرة التي يحياها القطاع المحاصر.

يرفض الحايك مقولة "رجال الأعمال في واد والمواطن البسيط في واد آخر"، ويقول "هذه مقولة خاطئة تماماً، فرجال الأعمال هم بشر لديهم طاقة تحمل، يعملون ليل نهار، ويخاطرون بأموالهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية، ومعقدة أشد تعقيد، وهناك ما يُقال وهناك كذلك ما لا يُقال في أنشطة رجال الأعمال، فليس كل شيء ينبغي أن يصل إلى المواطن وإلى وسائل الإعلام، حيث مجموعة من الأدوار التي نؤديها والتي تعجز عنها مؤسسات على المستوى الوطني والإقليمي".

شقورة: ما فعلته الجمعية سيسجله التاريخ المنصف وغير الزيف

 يتدخل هنا د. مجدي شقورة (مسؤول الشؤون القنصلية الفرنسية في غزة) ويثمن دور الجمعية ورئيسها، ويقول "عندما تُطوى صفحة الانقسام الوطني، وعندما يجري تسجيل الوقائع التاريخية بحرفية وموضوعية وحياد، سيسجل لعلي الحايك ورفاقه دورهم المتميز في تقريب وجهات النظر، وتذليل الصعاب من أجل تحقيق انجازات تعود بالنفع على المواطن الفلسطيني وتنهض بالعجلة الإنتاجية والتنموية.

يخوض في هذا النقاش سامي الرنتيسي (رجل أعمال) وينوه أن جمعية رجال الأعمال بالأساس هي إطار مهني يخدم أعضاءه ويدافع عن مصالحهم، هذا لو كان الوضع على الصعيد الوطني اعتيادياً، لكن ظروف الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة من جهة والانقسام الوطني من جهة أخري دفعا الجمعية إلى لعب أدوار مختلفة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتحملت الجمعية ومعها باقي رجال الأعمال مسؤوليات جسيمة، فهي تؤدي دور الشؤون المدنية حيناً، ودور وزارة الشؤون الاجتماعية حيناً آخر، ودور الهيئة العامة للبترول تارة، ودور وزارة الخارجية تارة أخرى، ومن جهة هي وسيط بين حكومتي رام الله وغزة، ومن جهة أخري هي أكثر من يدفع ثمن الخلافات التي تنشأ بينهما.

رأس المال الشجاع

 ويؤكد (أبو حسن) أن رجال الأعمال يغامرون باستثماراتهم في ظل معابر مغلقة، وحصار مشدد، بعد أن عاشوا في منطقة تعرضت لحربين شرستين في غضون أعوام ثلاثة، كان هدفها تدمير القطاع الخاص، الذي قدّم الشهداء في مصانعهم، ودُمرت منشآتهم في الحربين الأولى والثانية على غزة، هؤلاء هم ضحايا تحكّم الاحتلال في الموانئ والمعابر والحياة الاقتصادية الفلسطينية، حيث أغلق المحتلون كل المعابر التجارية مع القطاع وأبقوا معبراً واحداً تمر من خلاله عجلة حياة السكان في غزة وهو معبر كرم أبو سالم، وهم كذلك ضحايا الانقسام الفلسطيني الذي نتج عنه تحمل رجال الأعمال مسؤوليات عدة، لا يستطيع أحد تحملها، فبعد حصار قطاع غزة وحصار الحكومة في غزة أخذ هذا القطاع على عاتقه مسؤولية التواصل مع كل الجهات المحلية والعربية والإسرائيلية والدولية من أجل التخفيف من معاناة الناس وتسهيل حياتهم.

وعن حال الاقتصاد الغزي في ظل وجود معبر تجاري واحد بين غزة وإسرائيل، وفي ظل انسداد كل أوجه وصول مستلزمات القطاع من أية جهة أخرى، يقول الحايك "من خلال معبر كرم أبو سالم يتم إدخال كل احتياجات المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، من غاز وبترول وسولار صناعي لتشغيل محطة توليد الكهرباء وأدوية ومستلزمات المستشفيات، وكذلك مواد البناء والمواد الخام والأغذية"، ويبين أن كل هذه المتطلبات وغيرها لا يتم إدخالها إلا بعد تقديم طلبات يومية لسلطات الاحتلال، على الرغم من أن هذه السلطات لا تقبل كل ما يقدم لها، ولكن هناك جهد يومي من خلال مؤسسات السلطة الوطنية في رام الله، ومن خلال التواصل اليومي مع رجال الأعمال في العالم ومن خلال مؤسسات المجتمع الدولي، ويقول "نمارس ضغوطاً يومية على الجانب الإسرائيلي لحل كل المشكلات التي تواجهنا ولإدخال البضائع وكل ما يحتاجه المواطن الغزي، وكذلك إخراج المرضى إلى المشافي الإسرائيلية ومستشفيات المحافظات الشمالية"، ويؤكد أنه لا يمكن حل هذه المشكلات دون التواصل اليومي مع الجانب الإسرائيلي من خلال اجتماعات متكررة ودورية.

غزة ... معاناة مستمرة وهم متواصل

 وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي الحالي في قطاع غزة، وأبرز الجهود التي تبذلها جمعية رجال الأعمال لدعم وتطوير الاقتصادي الغزي، يقول الحايك "بالرغم من كل الضغوط التي تمارس على الاحتلال، من جانب السلطة الوطنية والمجتمع الدولي، فإن غزة تعاني من وضع اقتصادي معقّد للغاية، نتيجة الحصار الجائر المفروض على أهلها، وبسبب منع إدخال مواد البناء التي تعبر بمثابة المشّغل الأول لعمال قطاع غزة، حيث أن هناك 70 مهنة مرتبطة بوجود وتوفر مواد البناء، وهو أمر رفع من نسبة البطالة في قطاع غزة إلى أكثر من 50%، فيما يقبع آلاف الخريجين في منازلهم نتيجة الحصار الخانق والوضع الاقتصادي الصعب، وعدم توفر آليات للتشغيل في القطاع الحكومي، وتراجع احتياجات القطاع الخاص للعمالة البشرية".

ويضيف (أبو حسن) "تحمل رجال الأعمال مسؤولياتهم تجاه الأهل في قطاع غزة منذ اللحظة الأولى لبدء الحصار الظالم، حيث تم إعادة بناء المصانع والشركات الاقتصادية التي دمرتها الحرب على غزة، من خلال مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي، بجهود من القطاع الخاص الفلسطيني، بقيمة إجمالية تصل إلى 33 مليون دولار، ومن خلال تواصل رجال الأعمال مع البنك الإسلامي للتنمية بجدة، الذي قدم للمصانع التي دمرت في الحرب ماكنات لإعادة العملية الانتاجية، حيث بلغت قيمة ما تم دفعه في المرحلة الأولى حوالي 3 مليون دولار، وهناك مرحلة ثانية، مع تواصل مستمر مع البنك من أجل الاستمرار في دعم القطاع الخاص الفلسطيني، ودعم المرافق الاقتصادية التي دمرتها الحروب المتعاقبة على قطاع غزة"، ويبين أن هذه الجهود تمت بمباركة وتأييد ودعم وتنسيق مع الحكومة الفلسطينية في رام الله، أما ما تم إنجازه من خلال التنسيق مع الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد قام رئيس الوزراء إسماعيل هنية (أبو العبد) بتقديم مساعدة عاجلة للقطاع الخاص بقيمة 12 مليون دولار، لإعادة بناء المصانع التي دمرتها الحرب، كما أصدر عدة قرارات هامة من بينها الإعفاء الضريبي عن الفترات السابقة، وإعفاء رجال الأعمال من دفع قيمة التراخيص للمصانع التي جرى تدميرها.

المسؤولية الاجتماعية

 ويشير الحايك إلى أن القطاع الخاص في غزة فتح أبواب مصانعه وشركاته أثناء الحرب لإيواء آلاف الأسر التي رحلت عن منازلها التي دمرتها الطائرات والدبابات الإسرائيلية، كما ساهم في الاعتناء بهذه الأسر وتوفير كل مستلزماتها الحياتية خلال فترة الإيواء، كما قام رجال الأعمال بالتنسيق بين حكومتي رام الله وغزة من أجل إنهاء أزمة غاز الطهي وأزمة الوقود التي كانت عبئاً إضافياً على المواطن الغزي، ناهيك عن إدخال النقد إلى قطاع غزة، وإدخال جميع احتياجات المواطنين، إضافة إلى المشاركة ضمن وفود في مؤتمرات لإنهاء الانقسام والمشاركة ضمن وفود لشرح معاناة غزة.

جهود كسر الحصار

 ويذكرنا الحايك أن جمعية رجال الأعمال كانت أول مؤسسة تتمكن من كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، عندما استقبلت السيد هولز مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، ثم استقبالها للسيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، إلى جانب عشرات الوفود المتضامنة مع غزة التي حضرت بناء على دعوة وتنسيق من جمعية رجال الأعمال.

كانت لجهود جمعية رجال الأعمال الميزة خلال المنخفض "أليكسا" الذي تعرضت له غزة مؤخراً أثرها البالغ لدى المواطنين، وكان دورها مميزاً ومؤثراً، وهنا يقول الحايك "دخلنا خلال المنخفض الجوي "أليسكا" إلى منازل المواطنين الغارقة، ووصلنا إلى مناطق جغرافية عانت خلال المنخفض، وتواصلنا مع الناس، أنزلنا أربعة زوارق محملة بجميع المستلزمات الأسرية إلى الناس، واستخدمنا طرق بدائية من أجل إيصال المساعدات إلى الناس".

ضبان: رضا الناس غاية لا تُدرك، ولا نلتفت إلى أعداء النجاح

 ويتدخل هنا رجل الأعمال ناهض ضبان ليقول "جمعية رجال الأعمال واحدة من المؤسسات الوطنية الرائدة في خدمة المواطن الفلسطيني، وقد تحملت على الدوام أوزاراً في سبيل النهوض بالواقع ومساندة المواطن البسيط كي يتمكن من الاستمرار والصمود، وقد أدت أدواراً يصعب اليوم حصرها أو التوقف عند محطاتها، لكنني أجزم أنها اجتهدت طويلاً لحل أكثر من عقدة في منظومة الاقتصاد الوطني وسخرت إمكاناتها أكثر من مرة في خدمة المواطن".

على حساب الصحة والعائلة

 ينوّه الحايك إلى أن عملهم المتواصل في إطار جمعية رجال الأعمال يأتي على حساب عالمهم الاجتماعي وعلى حساب أسرهم،ـ ويقول "كل النشاط الأهلي والمجتمعي يأتي على حساب الأسرة والأهل، وحتى المؤسسات التي أتشرف برئاستها تدرك حجم العبء الشخصي المترتب على وجودي في صفوفها، ولا أذكر أنني طالبت يوماً ببدل مهمات أو نفقات سفر من أية جمعية أنتسب إليها، فكل تنقلاتي وأنشطتي ومساهماتي الخيرية هي من جيبي الخاص، وكل جهد إضافي أقوم به في خدمة أبناء شعبي يأتي على حساب صحتي وأسرتي".

الرنتيسي: رجال الأعمال أدوا على الدوام دورهم الاجتماعي نحو شعبهم

 يشيد رجل الأعمال سامي الرنتيسي بدور الجمعية ومجلس إدارتها ورئيسها، ويقول "الأخ علي الحايك رجل مهني بامتياز لا يتطلع إلى مكتسبات شخصية أو امتيازات بقدر اهتمامه بتطوير القطاع الخاص، وتحقيق غايات وأهداف التنمية في الوطن، وهو في سبيل ذلك ينفق وقته وجهده وماله، ولطالما كان الرجل محفزاً ودافعاً إلى تبنى قضايا الفقراء والشرائح الاجتماعية المهمشة، ولطالما حثّنا على مد يد العون لكل محتاج وكل سائل".

يوضح الحايك إلى أن جمعية رجال الأعمال تعمل على مدار الساعة، ولا تغلق أبوابها ليلاً ونهاراً، وهي مشرعة الأبواب في خدمة أعضائها وأبناء شعبها، كما أنها تستقبل كل صاحب همّ وكل صاحب حاجة، وتقدم المساعدات على مدار اليوم والساعة للعائلات المستورة والمرضى والطلبة الجامعيين، إضافة إلى الكثير من الفئات الاجتماعية المحتاجة.

مسيرة الخير

 تهتم جمعية رجال الأعمال بالعمل الخيري، ولها حضور في أكثر من وجه من وجوه النشاط الخيري، ويقول الحايك "حملت جمعية رجال الأعمال على عاتقها مسؤولية التكافل الاجتماعي في ظل الانقسام، وفي ضوء الوضع الاقتصادي المتفاقم، والبطالة العالية، وبالرغم من أننا على تواصل يومي مع القيادة، تساهم الجمعية من مال أعضائها الخاص بالكثير من الأعمال الخيرية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر دفع الغرامات عن المساجين أصحاب قضايا الذمم المالية، وزيارة مراكز الإصلاح والتأهيل خلال شهر رمضان المبارك، وتقديم وجبات الإفطار للسجناء وأسرهم، وتوفير الأدوية لمن لا يقدرون على شرائها، ودفع الرسوم المدرسية والجامعية عن أبناء السجناء"، وبالتأكيد، يوضح الحايك، أن كل هذا يتم إلى جانب عشرات أنواع الأعمال الخيرية التي لا تتوقف على مدار العام.

 "لا يُرجم إلا الشجر المثمر"، مقولة نسمعها عندما يتعلق الأمر بأي نشاط ناجح مرتبط بوجود منغصات وحاسدين، وهنا يقول الحايك "ألتمس العذر للجمهور، المواطن ليس على اطّلاع كامل بالظروف السياسية والاقتصادية التي يحياها الوطن، وكيف تدار الأمور يومياً مع احتلال احتل أرضنا وقتل أبناءنا ونهب خيرات الوطن ودمر الاقتصاد".

ظنون ليست في محلها

 يقول الحايك "الاحتلال يتحكم في القوت اليومي، ويتحكم في المعابر، ونحن من خلال المؤسسات التي نديرها أو تلك التي نحن أعضاء بها، واللجان التي نشارك فيها، يقع على عاتقنا مسئوليات خدمة المواطن، حتى لو تمت الإساءة لنا، بغير قصد من المواطن، وهذا لن يثنينا عن الاستمرار في دربنا من أجل خدمة الوطن والمواطن، نحن من هذه الأرض، ونحن أبناء غزة، ولن نترك غزة، ولن نتوقف عن تقديم كل ما نستطيع عمله لخدمة أهلنا في القطاع الصامد".

ويشير الحايك إلى التنسيق الدائم مع الجهات الحكومية المختصة قبل القيام بأي نشاط يتعلق بالاقتصاد الغزي، ويؤكد أن القطاع الخاص لا يقوم بأي نشاط أو عمل فردي دون التواصل والرجوع إلى المؤسسات الحكومية المعنية، سواء السلطة الوطنية في رام الله أو المؤسسات الحكومية في غزة.

وينوه هنا د. شقورة إلى أن "البعض يحترف المزايدة العلنية والتجريح في الناس عندما يشاهد لقاءً مع الإسرائيليين أو صورة تجمع أحدنا بهم، وهذا البعض يتجاهل أن مجرد تسجيل مولود جديد من غزة فإن الأمر يمرّ عبر أكثر من دائرة فلسطينية حتى يصب في النهاية لدى الجانب الإسرائيلي، وهذا هو الواقع الذي يحاول البعض تجاهله، فنحن لا نمارس ضغوطا بالقوة التي نملكها، وإنما نجتهد بكل خيار ممكن وكل وسيلة متاحة من أجل المواطن الغزي وخدمة الوطن بصفة أساسية".

يؤكد شقورة أنه كان إلى جوار علي الحايك في أكثر من موضع وأكثر من محطة، وأنه لولا جهود شخصية من الرجل ومن الشخصيات التي جعلت الوطن والمواطن همها الأساسي لكانت الأزمات قد تفاقمت، ولكان الحال أسوأ ألف مرة من الحال الذي تقف عليه غزة اليوم.

ويتفق معه رجل الأعمال ضبان بالقول "البعض يأخذ سلوكيات وأحاديث رجال الأعمال بطريقة يمكن أن يُساء فهمها، لكننا نؤكد أننا جزء من هذا المجتمع الصامد، ونجتهد في كل الاتجاهات من أجل تحسين ظروف العيش في القطاع المحاصر، ولا يهمنا في سبيل ذلك وجهات النظر التي تعادي كل نجاح وتنتهز كل فرصة من أجل إيقاف المسيرة الناجحة".

عن طموحاته وآماله اليوم، يقول (أبو حسن) "لدي أمنية واحدة فقط هي إنهاء الانقسام، ورفع الحصار عن غزة، وهو أمر سيضمن إنهاء الاحتلال".

الشباب .. حاضر ومستقبل

 يستشعر الحايك مشاكل الشباب اليوم، وهمومهم في ظل انسداد الأفق وتراجع فرص العمل، واستفحال البطالة، وتفشي الظواهر الاجتماعية السلبية، ويقول "يجب التواصل مع كل الفئات والعمل معاً، والتنسيق معاً، لنسمع آلامنا معاً ونحل مشاكلنا معاً، ونكون قوة ضاغطة مؤثرة غير مبعثرة على جميع الأطراف لإنهاء الانقسام، والوصول إلى أهدافنا وتحرير أرضنا وإقامة دولتنا وعاصمتها القدس".

ويبين أنه في كثير من المشاكل يتحجج المجتمع الدولي وحتى الاحتلال بوجود الانقسام لوقف المشروعات، ويرى أنه لو انتهى الانقسام ستنتهي معه الكثير من المشكلات الاقتصادية والمجتمعية، وسيكون هناك مشاريع وإعادة اعمار، وهي مشروعات سيقوم بها الشباب بطبيعة الحال.

ويضيف "نلتقي يومياً مع كل الفئات، وأبوابنا مفتوحة لسماع المشاكل والهموم، وعملنا كان على مدار السنوات الماضية على عدة مشاريع، بالتنسيق مع أونروا والمؤسسات الدولية لتشغيل الشباب وإنهاء البطالة، لكن هذا ليس طموحنا لجيل الشباب الصاعد والذين هم عماد الوطن، أطمع أن يكون هناك وطن مستقر وموحد لاستيعاب طاقات الشباب وتوجيهها بما يخدم التنمية".