بركة في مظاهرة عارة: الهزيمة من نصيب العنصرية والتدمير والنصر لمعركة بقاءنا
تاريخ النشر : 2017-01-21 22:13

أمد/ الناصرة: قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في خطابه في المهرجان الختامي لمظاهرة وادي عارة الجبارة اليوم السبت، إن الهزيمة هي من نصيب العنصرية وعقلية الهدم والتدمير، أما النصر فهو من نصيب معركة بقاءنا، وبناء مجد مستقبلنا.

وحيّا بركة الحشود الضخمة التي جاءت للأسبوع الثاني على التوالي تطلق صرخة الغضب على جرائم الهدم والتدمير، محذرا حكومة نتنياهو من الرد على هذا المد البشري الوحدوي بمزيد من الجرائم.

وقال بركة، إن مشروع الهدم السلطوي الاسرائيلي الصهيوني لم يبدأ في قلنسوة، ولا أن تنتهي في أم الحيران. بل إن العديد من قراننا ومدننا مهددة بالهدم، من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب بما يشمل الساحل، ولذا يجب أن نبقى متيقظين متنبهين في كل ساعة وفي كل دقيقة. وقال إنني أحذر السلطة باسم جماهيرنا كلها، من أن لا ترد على هذا المد الجماهيري وهذه الوقفة الموحدة، بمزيد من التدمير والقمع. ووجه بركة التحية لأبناء الطائفة العربية المعروفية، الذين أعلنوا الاضراب العام يوم الثلاثاء المقبل، 24 الشهر الجاري، للرد على مخططات التدمير وتضييق الخناق في القرى المعروفة.

وتابع بركة قائلا،" إن إسرائيل تريد ان تهدم المبنى المادي لحياتنا والمبنى المعنوي وتحولنا الى شعب مقهور وملاحق في بيته وفي حياته، ومن دون قيادة. فإذا إسرائيل لم تكن قادرة على كسر شوكتنا في سنوات الخمسين والستين، فليتوهموا بقدرتهم على كسر شوكتنا اليوم. فنحن لا نختار الشهادة ولا الموت، لكن هيهات منا المذلة، وهيهات منا المهانة. لقد وقفنا وصمدنا وبقينا وشيدنا قامتنا من جديد من ركام النكبة ورمادها. مسيرتنا مرصوفة بالتضحيات والشهداء الذين يعمدون طريقنا بأكاليل من العزة والغار".

الشهيد أبو القيعان

وقال بركة" من هنا، من هذا الحشد البشري، نحن هاماتنا لذكرى الشهيد المربي يعقوب أبو القيعان، الذي استشهد في قرية أم الحيران، في معركة الأرض والمأوى، في مواجهة العدوانية الصهيونية. وقال، إنه فقط عقلية وسياسة خسيسة حقيرة، تصر على احتجاز الجثمان لأربع وخمسة أيام، ونحن نؤكد على رفض أي محاولات لفرض شروط على جنازة الشهيد، ونصر على أن تكون جنازته بما يليق بالشهداء وبالمعركة التي استشهد لأجلها". وقال، سنتابع هذا الملف في الساعات القادمة وقد نستنفركم مرة أخرى في الساعات القادمة أو غدا لتكون كلنا في النقب في جنازة مهيبة.

وقال بركة" إنه في دولة طبيعية تنجلي فيه الحقيقة، هل يعقل أن يبقى وزير الأمن الداخلي في مكانه، وهل يعقل أن يبقى رئيس الحكومة في مكانه؟ فقط حكومة مجرمين تعطي مكافأة للمجرمين، بدلا من أن تقلعهم الى البيت. وقال، إن وسائل الإعلام الإسرائيلية هي اعلام قطيع، إعلام أغنام".

وقال، إن الصحفي الذي ناقش الشخصيات من مجتمعنا، لم يعمل كصحفي بل مندوب مؤسسة حاكمة، أراد الصاق التهمة بنا، وهذه ليست صحافة، وعلى العالم المتحضر أن يرى الهوة التي تسقط فيها الصحافة الإسرائيلية. ولكن في المقابل هناك أقلام إسرائيلية وقنوات شجاعة كتبت وبثت، مثل الصحفي غدعون ليفي وغيره من الصحفيين الذين بثوا أشرطة فيديو، ونحن من هنا نوجه التحية لكل صحفي انتصر للحق. كما وجه التحية للقوى الديمقراطية اليهودية التي تشارك في المظاهرة.

وقال بركة، إن الاستعجال في دفن الشرطي القتيل، الذي راح ضحية زملائه من عناصر الشرطة، كان لغرض عدم التشريح، كيف لا تتكشف تفاصيل الجريمة التي ارتكبوها هم في أم الحيران، ولكن التفاصيل التي نعرفها جيدا، بدأت تظهر في وسائل الإعلام. وقال، هم لم يطلقوا النار على الشهيد يعقوب، وحسب بل نزف امامهم حتى الموت خلال عشرين دقيقة، وبعد ذلك حاولوا الصاق الداعشية به، بمعنى أنهم اغتالوه ثلاث مرات: أطلقوا النار، وتركوه ينزف حتى الموت، ثم قتلوه ثالثة بتهمة الداعشية المردودة عليهم وعلى نتنياهو شخصيا.

نصر على وحدتنا

وقال بركة، نحن نلتقي في لجنة المتابعة من كل أطياف مجتمعنا الفلسطيني، ونتخذ القرارات، وقد لا تروق القرارات بمستواها لهذا الشخص أو تلك الجهة، ولكن حينما نتخذ القرار، فإنها يجب ان تكون ملزمة لنا جميعا كما هي، وإلا فقد نتفتت وحينها يستهترون بنا وبقراراتنا. فالقرارات هي مؤشر وحدتنا الوطنية، ونشاطاتنا الوحدوية، أهم من أي نشاط تقوم به أي فئة. وقال لنكن جاهزين ومستعدين، فالعنصرية هي التي ستتكبد الهزيمة، وسياسة الهزيمة هي التي ستتكبد الهزيمة، بينما حقنا في الحياة الكريمة، وحقنا في الحفاظ على هويتنا وعلى بقائنا، هو الذي سينتصر، فهذا بيتنا وهنا وطننا، وهنا مستقبلنا، نحن الآن مشغولون بالمولد الجديد الذي سننجبه غدا، ومشغولون بالبيت الجديد الذي سنبنيه غدا، نحن مشغولون غدا بشهادات العلم والمجد والكرامة، نعلقها في صدور بيوتنا وعلى جبهاتنا، وعلى صفحات انتمائنا.   

ودعا بركة الى أوسع مشاركة في مظاهرة قافلة السيارات التي ستنطلق من مدينة قلنسوة في التاسعة من صباح يوم الاثنين، نحو مقر الكنيست في القدس، وقال إن هذه المظاهرة يجب ان تشعر بها كل أنحاء البلاد، وبالذات المؤسسة الحاكمة.