ذكرى رحيل اللواء الركن محمد سلامة جفال ثابت
تاريخ النشر : 2017-01-19 19:34

ولد اللواء/ محمد سلامة ثابت في بئر السبع بتاريخ 01/01/1940م في أسرة متدينة من عشيرة الثوابتة، عندما بلغ الخامسة من عمره أرسله والده مع أبناء عمومته إلى المدرسة والتي كانت تبعد عن سكنهم حوالي عشرة كيلو مترات وذلك للتعليم.

عندما حلت النكبة بالشعب الفلسطيني عام 1948م وهجر من دياره وأرضه غادرت الأسرة مدينة بئر السبع إلى قطاع غزة، حيث أستقر بهم المطاف في مخيم النصيرات لللاجئين الفلسطينيين، تابع دراسته الابتدائية والاعدادية في مدارس وكالة الغوث ومن ثم حصل على شهادة الثانوية العامة الفرع العلمي من مدرسة خالد بن الوليد عام 1960م.

عمل بعد حصوله على الثانوية العامة موظفاً في مصر مع عدد كبير من أبناء قطاع غزة، وبعد أنشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م، التحق مع حوالي مائة وخمسون طالباً في الكلية العسكرية العراقية بقرار من المرحوم/ أحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وموافقة الرئيس العراقي آنذاك/ عبد السلام عارف رحمهما الله، حيث كانت هذه الدورة أحد نواة تشكيل جيش التحرير الفلسطيني في العراق.

تخرج من الكلية العسكرية عام 1965م وقد ضمنت تلك الدفعة أبناء فلسطين من كل من لبنان والأردن وغزة، وتم تحويل نصف هذه الدفعة لتعمل ضمن تشكيلات جيش التحرير الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.

بعد التحاقه بجيش التحرير الفلسطيني تم إرساله ضمن ثلاثون ضابطاً إلى جمهورية الصين الشعبية لتلقي دورة عسكرية في حرب العصابات وبعدها عاد للعمل ضمن وحدات جيش التحرير المتواجدة في قطاع غزة.

بعد عدوان عام 1967م واحتلال ما تبقي من الأراضي الفلسطينية وبعض الأراضي العربية التحق بقوات التحرير الشعبية بعد تشكيلها حيث خدم في أماكن عدة أثناء تواجده على الساحة الأردنية.

بعد أحداث أيلول الأسود عام 1970م بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني غادرت قوات التحرير الشعبية الأردن متوجهة إلى سوريا تم إلى لبنان لاحقاً حيث عمل ضمن تلك القوات، وأرسل فيما بعد في دورة قادة كتائب إلى الاتحاد السوفيتي.

تنقل في العديد من المواقع في لبنان وخارجها حيث سافر إلى إيران ضمن أول بعثة لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979م، ومكث عدة أشهر قبل العودة إلى بيروت.

شارك في كافة معارك الثورة الفلسطينية في لبنان وكان يعمل ضمن القوات في جنوب لبنان خلال اجتياح الجنوب عام 1978م تحت قيادة المرحوم الشهيد العقيد/ عبد الله صيام.

بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م خرج مع القوات المغادرة إلى تونس ومن هناك توجه إلى اليمن ضمن البعثة العسكرية المكلفة بفض الاشتباك بين الأشقاء في اليمن الشمالي واليمن الجنوبي آنذاك، بعدها عاد إلى طرابلس حيث شارك مع قوات الثورة الفلسطينية في الدفاع عن القرار الوطني المستقبل ضد المنشقين وجماعة أحمد جبريل والقوات السورية المساندة لهم.

بعد خروج قوات الثورة من طرابلس نهاية عام 1983م عين بقرار من الرئيس الشهيد/ ياسر عرفات ملحقاً عسكريا في سفارة فلسطين بالعراق، وبقي في موقعه حتى العودة إلى أرض الوطن.

خلال عمله ملحقاً عسكرياً في العراق أوفد إلى الباكستان لحضور دورة القيادة والأركان في الأكاديمية العسكرية الباكستانية والتي حصل فيها على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية.

بعد عودة إلى أرض الوطن عام 1994م تنقل في العديد من المواقع حيث عمل قائداً لقوات الأمن الوطني في عدة محافظات مثل (محافظة بيت لحم، محافظة أريحا، محافظة طولكرم) وأخر موقع عمل فيه كان مفتشاً للأمن الوطني في محافظات الشمال قبل أن يتقاعد.

اللواء/ أبو بكر متزوج من أبنة عمه أم بكر وهي سيدة مؤمنة محتسبة شاركته في مسيرة حياته وتحملت معه كل مصاعب الحياة في تنقلاته وسفراته حيث رزق منها بخمس بنات وولدين هما: المهندس/ بكر، والأستاذ/ أحمد ثابت.

أنتقل اللواء الركن/ محمد سلامة ثابت أبو بكر إلى رحمة الله تعالي فجر يوم 05/01/2011م إثر حادث سير مؤسف تعرض له أثناء عودته من الصلاة في مسجد بلدة جفنا في مدينة رام الله، وقد شيع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير.

كان رحمه الله ودوداً يحب مرؤوسين وأصدقائه، ولم تسجل عليه أية ملاحظات سلبية أثناء مسيرته النضالية، وقد أدي فريضة الحج والعمرة عدة مرات، وكان من المقربين من الشهيد الرئيس/ ياسر عرفات نظراً لسلوكه ووطنيته وغيرته على عمله.

اللواء/ أبو بكر ثابت لم يتأخر يوماً عن نداء الواجب الوطني، حيث كان حاضراً في كل الميادين، مقاتلاً شرساً، وقائداً ملتزماً بتعليمات قيادته السياسية والعسكرية.

لقد كان متواضعاً ومحباً للآخرين وصادقاً وخلوقاً رحمه الله، وصاحب شخصية محبوبة لدي الجميع من حوله، لما هو عليه من أخلاق طيبة يتمتع بها.

رحم الله اللواء الركن/ محمد سلامة جفال ثابت (أبو بكر) وأسكنه فسيح جناته