الفضائح تتسلل إلى بيت 'الفاتح' أردوغان
تاريخ النشر : 2014-02-20 10:24

اردوغان

أمد/ أنقرة- وكالات: فجرت الصحافة التركية فضيحة مدوية عن ابنة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وزوجته تتهمهما باستغلال النفوذ للحصول على فوائد مادية كبيرة.

تقدم الأحد أومت أوران، نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض بتركيا، باستجواب برلماني بشأن تسريب صوتي جديد لابنة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوضح اختيارها هي ووالدتها لفيلّتين، بمساعدة أحد رجال الأعمال المتورطين في فضيحة الفساد الأخيرة، لتعد فضيحة جديدة لرئيس الوزراء وتورطه في قضايا رشوة مقابل التصريح بأعمال غير مشروعة بالبلاد، بحسب ما نقلته صحيفة “توداي زمان” التركية.

وأوضحت الصحيفة أن أومت أوران، تقدم بالسؤال البرلماني بعد أن تبين أن التسجيل الصوتي لـ”سمية” ابنة أردوغان مع أحد رجال الأعمال المتورطين في قضية الفساد الأخيرة، يوضح اختيارها هي وأمها لفيلّتين، تقول عنهما وسائل إعلام إن أردوغان أخذهما كرشوة مقابل تسهيل الحصول على تراخيص بناء 8 فيلات لرجل الأعمال بعد مواجهته صعوبات في الحصول على تلك التصاريح.

وكشف “أوران” أن ابنة أردوغان أخبرت رجل الأعمال مصطفى لطيف توباش في المكالمة أنها ووالدتها ألقيا نظرة على رسوم بناء الفيلات، في إحدى مقاطعات مدينة أزمير، وأعجبتا باثنتين منها، في الوقت الذي نفى فيه “أردوغان” أن يكون قد حصل على الفيلتين، وقال إن “الفيلات ملك صديقه الذب يعرفه منذ 25 عامًا”.

وفي السياق ذاته رد أوران على نفي أردوغان متسائلاً: “إذا كانت الفيلات ليست ملك أردوغان كما ادّعى، ما الذب يجعل ابنته تناقش تفاصيلها؟”، مضيفًا: “كيف يقول أردوغان إن الفيلات بنيت منذ 25 عامًا، في حين أظهرت الصور التي جرى التقاطها عبر موقع “غوغل إيرث” أن المنطقة كانت خالية”.

وكان «توباش»، أحد المشتبه فيهم في الحملة الثانية لفضيحة الفساد، إلا أنه جرى وقف العملية من قِبل الشرطة. وكان 150 عضواً بحزب العدالة والتنمية تقدموا باستقالاتهم، لاعتراضهم على سياسات الحكومة ورئيسها في الفترة الأخيرة، خاصة بعد فضيحة الفساد، وابتعاد الحزب عن الإطار الديمقراطي الذي كان يدعمه الأعضاء واتباع سياسة الانفراد بالقرارات، فيما صادق الرئيس التركي عبدالله جول، على مرسوم حكومي يقضي بنقل 8 محافظين وسحب 6 آخرين من مناصبهم إلى ديوان وزارة الداخلية.

وافتتحت هذا الأسبوع الجولة الثانية من الهجوم على أردوغان. حيث كشف خصومه السياسيون عن مكالمات هاتفية ومستندات تدل على حصول أفراد عائلته على فيلّتين فخمتين في منطقة أورلا (بجانب إزمير). وحسب ما نقلته تقارير إعلامية فقد حصل أردوغان على الفيلّتين مقابل تسهيلات في المصادقات على البناء. لكون المنطقة تعتبر محمية طبيعية، وتمنع فيها أشغال البناء إلا أن المبادر إلى المشروع، لطيف طوباش، المتهم هو الآخر برشوة ضخمة، حصل على مصادقة خاصة.

ويقول متابعون إن سلسلة الفضائح هذه لم تأت بشكل عرضي إذ يظهر أنه جرى التنصت على الهواتف من قبل النيابة والشرطة، كجزء من التحقيق في الرشاوى، وتم تسريبها إلى الإعلام، على الأرجح، من قبل المدعين الذين أقيلوا من وظائفهم، حيث قاموا بحفظ التسجيلات بحوزتهم.

ويشير مراقبون للتجاذبات السياسية الكبيرة في تركيا أنه على خلاف سلسلة الفضائح السابقة لرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان والتي لم تكشف عن حقائق يمكن لها أن تنهي مسيرته السياسية، فإن الفضيحة الجديدة “صعبة الدحض” إذ أنها مقترنة بوقائع حقيقية يمكن لاستقصاء صغير تبين دقتها.

هذا وجدير بالذكر أن هذه الفضيحة الجديدة التي كشفت عنها الصحافة في تركيا ليست الأولى من نوعها إذ لا يزال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في موقف ضعيف بسبب فضيحة الفساد غير المسبوقة التي تهز البلاد، والتي يبدو أنها باتت تهدد أسرته مباشرة، وخاصة نجله، إذ سبق للمدعي العام في اسطنبول أن أصدر أمراً بضبط بلال، نجل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وإحضاره للتحقيق للاشتباه في تورطه في جريمة مالية في حق الدولة.