حماس لا تحتمل المزاح!
تاريخ النشر : 2014-02-20 09:58

أمد/ غزة - لميس فرحات : يحاول بعض الشبان في غزة السخرية من واقعهم، لكن سخريتهم محكومة بقيود حماس القاسية، فهذه الحركة الاسلامية لا تحتمل المزاح كثيرًا.

يبدو أن غزة التي لا تعرف الفرح والفكاهة تحاول التعويض عن واقعها الأليم بالكوميديا السوداء، علها تضحك على أحزانها ومعاناتها، إنما مع الحذر الشديد أيضًا بعدم المس بسلطة حماس التي تسيطر على القطاع.

في التقارير الإخبارية العادية، نادرًا ما تجتمع كلمة "ضحك" مع كلمة "غزة". لكن القطاع بدأ يشهد صعودًا في ظاهرة الفرق الكوميدية التي تحاول نقل مآسي الحياة اليومية بنفحة من الفكاهة، إنما بحذر شديد أيضًا.

في الدول المتقدمة، أية كلمة غير مناسبة أو بذيئة تظهر في البرامج الفكاهية قد تؤدي بصاحبها إلى المحاكم. لكن في غزة التي تسيطر عليها حماس، العقاب لا يقل من الشنق. وقال ثائر منير (23 عامًا)، من فريق "تشويش" الكوميدي الهزلي الذي يحاول أفراده البحث عن ابتسامة والبقاء بعيدًا عن المشاكل: "نحن نعيش في مكان يحتاج إلى القليل من الفكاهة".

وقد نشر فريق "تشويش" مقاطع فيديو على موقع يوتيوب، وبدأ أخيرًا الظهور في برنامج أسبوعي على قناة تلفزيون الدولة المملوك للسلطة الفلسطينية. أحد هذه المقاطع الساخرة يظهر شابًا يحاول تقليد إعلان الممثل جان كلود فاندام لشاحنات فولفو، الذي لقي إقبالًا شديدًا وصل إلى أكثر من 550 ألف متفرج. لكن المختلف في هذا المقطع هو أن السيارات في غزة تسير بأيدي شبان يدفعونها، بسبب نقص الوقود.

فريق "تشويش" ليس وحده الذي يحاول الخروج من معاناته اليومية بالفكاهة. فهناك مجموعات أخرى من بينها فريق من الشبان نشروا على يوتيوب نسخة من فيديو "غانغنام ستايل" إنما بنسخة "غزاوية". تدور أحداث الفيديو في غزة، حيث فرغت سيارة الشبان من الوقود ولم يجدوا في محطة المحروقات أية قطرة لتعبئة الخزان، فيرتدون الكوفية الفلسطينية ويركبون الحمير بدلًا منها، راقصين على أنغام "غزة ستايل".

يصنع "تشويش" أفلامه الفكاهية في شقة بالطابق الخامس في غزة، يصعدون اليها على الاقدام بسبب انقطاع الكهرباء. ويعمل أفراد الفريق على تصوير مواقف كوميدية بكاميرا محمولة بسيطة، وإجراء مقابلات مع الناس في الشوارع وسؤال السكان المحليين عن الأحداث الجارية.

قال محمود زعيتر (28 عامًا) لصحيفة واشنطن بوست: "نحن نحاول معالجة بعض الأفكار الخطيرة"، مشيرًا إلى أن الفريق يحاول معالجة هذه المواضيع من الناحية الاجتماعية وليس السياسية. وأضاف: "الوضع هنا مختلف، إذ يمكن أن يلقى القبض عليك لأمر كهذا"، آملًا في أن يتمكن الفريق من اللجوء إلى النكتة السياسية يومًا ما.

على مر السنين، شنت حماس حملة متصاعدة تستهدف شباب غزة، فاعتقلت كل من يستخدم "جل الشعر" أو يرتدي سراويل الجينز الضيقة ويطيل شعره. كما حظرت على النساء ركوب الدراجات النارية وتدخين النرجيلة في الأماكن العامة أيضًا.

في ظل هذه الممارسات، يقول زعيتر إن الانتقاد الفكاهي السياسي مثل فرك الملح في الجروح، "ونحن نسعى لكسب ثقة الناس، فهم يعرفوننا ويعرفون قصدنا وهدفنا، ونحن نسعى للعثور على الجانب الجميل من غزة لعل الغد يكون أفضل". ولكنه أضاف: "بالطبع نحن نكذب في ذلك".

عن ايلاف