ابرز ما تناولته الصحف العبرية15/01/2017
تاريخ النشر : 2017-01-15 12:24

عباس: "مؤتمر السلام في باريس قد يشكل الفرصة الاخيرة لتطبيق حل الدولتين"

تكتب "هآرتس" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال بان مؤتمر السلام في باريس الذي سينعقد اليوم الاحد، قد يشكل الفرصة الاخيرة لتطبيق حل الدولتين. وكان عباس يتحدث في لقاء مع صحيفة لافيغارو الفرنسية، وحذر من نية الادارة الامريكية المقبلة نقل السفارة الأمريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس، وقال ان مثل هذا القرار سيدمر العملية السلمية وقد يقود الى تغيير موقف السلطة الفلسطينية بشأن الاعتراف بإسرائيل.

واضاف عباس ان "سنة 2017 يجب ان تكون سنة انهاء الاحتلال وسنة الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني".

والتقى عباس في روما، امس السبت، بالبابا فرانسيسكوس، ومن ثم دشن سفارة فلسطين في الفاتيكان، ودعا كل دول العالم الى الاعتراف بفلسطين. وقال ان هذا الامر سيساعد على تسريع العملية السلمية. وكان من المقرر وصول عباس الى باريس اليوم للاجتماع بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسماع نتائج المؤتمر، لكنه تم الاتفاق بينها خلال محادثة هاتفية طويلة جرت امس، على تأجيل اللقاء لمدة اسبوعين.

اسرائيل تعتبر المؤتمر زائفا لن يحقق اي تقدم

في هذا الموضوع تنقل "يسرائيل هيوم" عن مسؤول اسرائيلي رفيع، قوله ان "هذا المؤتمر لن يلزم اسرائيل. انه مؤتمر زائد، مؤتمر زائف. ليس هكذا يتم صنع السلام. المؤتمرات الدولية والقرارات في الامم المتحدة تبعد السلام فقط، لأنها تشجع الفلسطينيين على مواصلة رفض التفاوض مع اسرائيل، الذي يعتبر الطريق الوحيدة للتوصل الى السلام، كما تم مع مصر والأردن. اذا كانت الدول المجتمعة في باريس تريد حقا دفع السلام، يجب عليها الضغط على ابو مازن كي يتجاوب مع دعوة نتنياهو للتفاوض المباشر".

واضاف المسؤول ان "الادعاء بأن كل ما يقع وراء خطوط 67 هو ارض فلسطينية ليس صحيحا، وليس واقعيا وسيقود دائما الى باب موصود. لا يوجد أمر عبثي اكثر من اعتبار حائط المبكى والحي اليهودي في القدس اراضي فلسطينية محتلة. المستوطنات ليست عقبة امام المفاوضات، وانما مجرد ذريعة من قبل السلطة الفلسطينية للامتناع عن المفاوضات. المجتمع الدولي التزم بمناقشة هذه المسالة في اطار المفاوضات المباشرة، مع كل القضايا الجوهرية الاخرى وليس على انفراد. السلطة الفلسطينية تواصل تثقيف شعبها على كراهية وقتل الاسرائيليين وتصفية دولة اسرائيل. الصراع لم يكن ابدا حول دولة للشعب الفلسطيني وانما حول دولة الشعب اليهودي التي يرفض الفلسطينيون الاعتراف بحقه بدولة له داخل اية حدود".

نائب ليكودي ينشر خطة تدعو للضم 60% من اراضي الضفة والغاء اتفاقيات اوسلو

في السياق نفسه تنشر "يسرائيل هيوم" انه بمناسبة مؤتمر السلام الذي سيعقد في باريس اليوم، ينشر عضو الكنيست من الليكود، يوآب كاش، خطة سياسية ينوي مناقشتها داخل مؤسسات حزبه. وترفض هذه الخطة الخط الذي حدده نتنياهو وهو ان حل الصراع يقوم على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

وقال كاش لصحيفة "يسرائيل هيوم" انه طلب من نتنياهو الاستماع الى شرح عن الخطة فقال له: "تحدث معي عن هذا بعد 20 كانون الثاني"، اليوم الذي سيتسلم فيه ترامب مقاليد الرئاسة الامريكية.

وترفض خطة كاش اقامة دولة فلسطينية وتدعو الى الغاء اتفاقيات اوسلو. وحسب الخطة يتم تفكيك السلطة الفلسطينية وبدلا من دولة يحصل الفلسطينيون على حكم ذاتي على 40% من اراضي الضفة (مناطق  T)، من دون اي مسؤولية امنية، لكنهم يديرون حياتهم في مجالات الصحة والعمل والتجارة والاموال والزراعة والتعليم والمواصلات وما شابه. ويتم ربط المدن ذات الحكم الذاتي بطرق المواصلات التي يسمح بالسفر المشترك عليها (منطقة .(I اما بقية المناطق فتضم الى اسرائيل ويمكن للفلسطينيين الذين يقيموا فيها الاختيار بين المواطنة الاسرائيلية او الفلسطينية. وفي موضوع المستوطنات تبقى في اماكنها. كما لا يتم استيعاب لاجئين فلسطينيين لا في مناطق الحكم الذاتي ولا في اسرائيل ويتم الغاء مكانة اللاجئ.

وفي موضوع القدس، تقترح الخطة بقاء المدينة تحت السيادة الاسرائيلية الكاملة، بينما يتم فصل الاحياء العربية الواقعة خارج الجدار الفاصل عنها، وتحول الى سلطات محلية مستقلة في اسرائيل. ومن اجل عدم تقليص مساحة القدس يتم ضم 6000 دونم اليها، تشمل قبر راحيل في الجنوب، وقبر النبي صموئيل في الشمال.

وقال كاش ان "الخطة هي خطوة اسرائيلية من جانب واحد. يمنع تكرار الحديث عن اقامة دولة فلسطينية". وحسب اقواله يمكن للسلطة الفلسطينية ان تنهار مع موت ابو مازن ويجب ان يكون على الأرض واقع بديل نطرحه. واعترف كاش بأن خطته تشبه خطة نفتالي بينت رئيس البيت اليهودي لكنه يقول انه يقترح خارطة مفصلة ويطالب "بتصفية لغة اوسلو".

طاقم ترامب يتنصل من دانئيل ارباس ويؤكد انه لا يمثل الرئيس المنتخب

في موضوع الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، تكتب "هآرتس"، ان مسؤولين كبار في طاقم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تنصلوا في نهاية الاسبوع المنصرم، من رجل الاعمال الامريكي دانئيل ارباس الذي التقى في الأسبوع الماضي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، واكدوا انه لا يمثل ترامب او مستشاريه بأي شكل من الاشكال.

وكانت "هآرتس" قد نشرت يوم الجمعة، بأن ارباس الذي تحدث مع عباس عن نقل السفارة الامريكية الى القدس، عرض نفسه كمقرب من طاقم ترامب، وصديق لجارد كوشنير، نسيب الرئيس المنتخب. وحسب مسؤول اسرائيلي مطلع على التفاصيل، فقد ابلغ ارباس الرئيس عباس بأن ترامب ينوي فعلا نقل السفارة.

وقال مستشار ترامب، جيسون غرينبلات، الذي تم تعيينه مبعوثا خاصا للعملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، ان ارباس لا يمثل ترامب، ولا كوشنير ولا اي جهة اخرى في الادارة القادمة. واضاف في تصريحات لصحيفة "هآرتس" ان "ارباس لا يعرف ايضا مواقف الرئيس المنتخب بشأن اسرائيل والسلطة الفلسطينية او العملية السلمية. الرئيس ترامب فقط والجهات التي تم تعيينها من قبله يتحدثون حول سياسة الادارة القادمة".

هنية: "تركيا سترسل كمية كبيرة من السولار للمساعدة على حل ازمة الكهرباء"

تكتب صحيفة "هآرتس" ان نائب رئيس الدائرة السياسية في حماس، اسماعيل هنية، قال امس السبت، ان تركيا سترسل كمية كبيرة من السولار لتفعيل محطة الطاقة والمساعدة على حل ازمة الكهرباء المتواصلة في قطاع غزة. وفي بيان اصدره للصحف شكر هنية تركيا على استعدادها للمساعدة، "بعد جهود كبيرة". ومن المنتظر ان يجتمع هنية خلال الأيام القريبة بأمير قطر لمناقشة الموضوع معه.

وتم خلال الأيام الثلاث الماضية طرح عدة مقترحات في غزة لحل ازمة الكهرباء، فيما واصلت حماس والسلطة الفلسطينية تبادل الاتهامات بشأن هوية المسؤول عن الأزمة. واقترحوا في الجبهة الشعبية تخفيض ضريبة البلو المفروضة على السولار المعد لمحطة الطاقة لفترة ثلاثة أشهر. ويشمل الاقتراح زيادة الجباية حسب معايير متساوية، بما في ذلك عن المباني التي تستخدم مكاتب للحكومة والمساجد، تركيب عداد في كل مبنى وكل بيت، تسريع مشروع تفعيل محطة الطاقة بواسطة الغاز وتطوير مشاريع للطاقة البديلة. كما يشمل الاقتراح تشكيل لجنة مشتركة تضم كل الفصائل الفلسطينية للإشراف على تطبيق الاصلاحات ومخطط الحل.

وكان منسق عمليات الحكومة الاسرائيلية في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، قد تطرق الى الأزمة يوم الجمعة، وحمل المسؤولية لحماس. وقال ان اسرائيل تزود الكهرباء والسولار للقطاع بشكل متواصل. واضاف مردخاي في تصريحات لموقع "معا" الفلسطيني، ان "قيادة حماس تتمتع بالكهرباء على مدار 24 ساعة يوميا، بينما يحصل السكان على الكهرباء لمدة ثلاث ساعات يوميا". وقال ان حماس تستغل الاموال التي تجبيها من الكهرباء لمصالح شخصية ولمعدات عسكرية وتوفر مولدات في الانفاق لخدمة رجال التنظيم فقط. واوضح ان "الكهرباء لا تنقطع بتاتا في الأنفاق".

يشار الى ان اعمال الاحتجاج على ازمة الكهرباء تتزايد في الأيام الأخيرة، بسبب التزويد المنخفض للسكان، مقابل الطلب المتزايد بسبب حالة الطقس.

وادعى المتحدث بلسان حماس فوزي برهوم ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة رامي الحمدالله يتحملان المسؤولية الكاملة عن الأزمة التي وصفها بأنها "مصطنعة وسياسية تهدف الى تشديد الحصار وخنق سكان القطاع، والتهام الأوراق واثارة الفوضى".

وخرج يوم الخميس الاف السكان في مسيرة احتجاجية جرت في مخيم جباليا، في شمال القطاع. وقامت قوات الأمن بالتصدي للمظاهرة واطلاق النار في الهواء لمنع تقدمها، ونفذت حملة اعتقالات. واعتقلت المغني عادل المشوخي من مخيم الشابورة بعد قيامه بنشر شريط ومدونات على الفيسبوك ضد حماس والحكومة الفلسطينية وتحميلهما المسؤولية عن ازمة الكهرباء. وطالب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان بإطلاق سراح المشوخي واحترام حرية التعبير.

حركة "قادة من اجل امن اسرائيل" تطلق حملة بالعربية تطالب بالانفصال عن الفلسطينيين

تكتب "يديعوت احرونوت" ان رئيس الموساد سابقا، شبتاي شبيط، ورئيس الأركان الأسبق دان حالوتس، والقائد العام الاسبق للشرطة اساف حيفتس، هم ثلاثة من بين 250 رجل امن وقعوا على الحملة التي تطالب "بالانفصال عن الفلسطينيين – الان".

في اطار هذه الحملة، التي اطلقتها حركة "قادة من اجل امن اسرائيل" صباح اليوم، عشية انعقاد مؤتمر باريس، سيتم نشر لافتات ضخمة على شوارع البلاد، واعلانات في الصحف كتب عليها باللغة العربية: "قريبا سنكون الأغلبية".

ويظهر في المنشورات المختلفة رقم هاتف، سيسمع كل من يتصل اليه، تسجيلات لكبار المسؤولين في الجهاز الأمني سابقا، يقولون فيها: "هل تزعجكم اللافتات؟ نحن ايضا تزعجنا. انا ستختفي بعد عدة ايام، لكن من لن يختفي، هم 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية. انهم يريدون ان يصبحوا غالبية فهل نريد نحن ضمهم؟ اذا لم ننفصل عن الفلسطينيين، ستكون اسرائيل اقل يهودية واقل آمنة. يجب الانفصال عن الفلسطينيين الآن".

وتدعي الحركة ان الحملة الحالية ليست سياسية، لأنها لا تدعو الى تأييد اي جانب من الاطراف في الجهاز السياسي وانما الى فكرة الانفصال عن الجمهور الفلسطيني. ولكن خلال معركة الانتخابات الاخيرة، ادارت الحركة حملة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ودعت الى عدم انتخابه. وتم تضمين حملة الانتخابات مقولات مثل: "بقيادة نتنياهو القدس ليست امنة، ومقسمة عمليا"، و"تحت قيادة نتنياهو تعرض عدد اكبر من البلدات الى الهجمات الصاروخية، اكثر من اي فترة اخرى في تاريخ اسرائيل".

وقال مصدر في الحركة انها تتبنى سياسيا رؤية الدولتين، ولكن بما ان امكانية تحقيق ذلك منخفضة، حاليا، فان كبار المسؤولين الامنيين سابقا، يعتقدون انه يجب على اسرائيل المبادرة الى الانفصال السريع عن الفلسطينيين.

وتضم الحركة حوالي 250 مسؤولا سابقا في الاجهزة الامنية المختلفة – الجيش، الشاباك، الموساد وشرطة اسرائيل. ومن بينهم رئيس الشاباك سابقا، عامي ايالون، رئيس الموساد سابقا، الجنرال (احتياط) داني ياتوم، والقائد العام السابق للشرطة شلومو اهرونيشكو. ويترأس الحركة الجنرال (احتياط) امنون ريشف.

نسبة وفيات الاطفال العرب تضاعف النسبة لدى اليهود

تستعرض يديعوت احرونوت" ما تعتبره اهم ما جاء في التقرير السنوي الذي سينشره مركز "ادفا" للمعلومات حول المساواة والعدالة الاجتماعية، اليوم، حول الاوضاع الاجتماعية في اسرائيل، والذي يستدل منه ان نسبة الوفيات بين الاطفال تشهد انخفاضا، مقابل ارتفاع متوسط العمر المتوقع في الدولة. لكن المعطيات في الوسط العربي تشكل سببا للقلق.

الفجوات الاجتماعية بين الشرائح المختلفة في اوساط الجمهور تنعكس، ضمن امور اخرى، في مستوى الصحة. وينعكس مستوى الصحة في جودة الغذاء، البيئة، الاسكان، معرفة المخاطر الصحية، جودة المواصلات والتشغيل، المسافة بين مراكز الخدمات الصحية وما اشبه. الفوارق في جودة الحياة ومستوى الصحة تنعكس في مقياسين اساسيين: وفاة الاطفال ومتوسط العمر المتوقع.

في عام 2014 وصلت نسبة الوفيات بين الاطفال الى 3.1 اطفال لكل الف ولادة. هذه النسبة وضعت اسرائيل في المرتبة الـ15 بين الدول المتطورة (دول OECD). لقد انخفضت نسبة الوفيات منذ 1970، سواء بين اليهود او العرب، ومع ذلك فان نسبة وفيات الاطفال لدى العرب اليوم تصل الى 6.4 اطفال لكل الف ولادة، وهي نسبة تزيد بـ2.6 عن اليهود، حيث تصل النسبة لديهم الى 2.5 اطفال لكل الف ولادة.

الفجوة في وفيات الاطفال بين اليهود والعرب، ترتبط بالنسب العالية للتشوهات الخلقية والأمراض الوراثية لدى الجمهور العربي، والتي تنسب الى النسبة العالية من زواج الاقارب. نسبة زواج الاقارب تنخفض في الوسط العربي مع مرور السنوات، لكنها لا تزال تصل الى 45% لدى البدو في الجنوب. الفجوة في الوفيات تعكس ايضا، نسبة وقف الحمل المنخفضة في الوسط العربي بعد اكتشاف الحمل بجنين يعاني من تشوه خلقي او مرض جيني، مقارنة بالوسط اليهودي.

متوسط العمر المتوقع مرتفع نسبيا في اسرائيل. في 2014 وصل متوسط العمر المتوقع بين الرجال الى 80.3 سنة، واحتلت اسرائيل المرتبة السادسة بين الدول المتطورة. اما متوسط العمر المتوقع لدى النساء فهو 84.1 سنة، ويضع اسرائيل في المرتبة 12 بين الدول المتطورة.

لكنه يستدل من المعطيات ان متوسط العمر المتوقع للرجال اليهود الذي يصل الى 80.9 سنة، اعلى منه لدى العرب – 76.9 سنة. وفيما يصل متوسط العمر المتوقع بين النساء اليهوديات الى 84.5 سنة، يصل بين النساء العربيات الى 81.1 سنة. وحسب التقديرات فان بعض اسباب الفارق بين متوسط العمر المتوقع في الوسطين اليهودي والعربي ترجع الى نسبة التدخين العالية لدى العرب مقارنة باليهود: 49% لدى الرجال العرب مقابل 28% لدى الرجال اليهود. كما ان نسبة المدخنين العرب الذين يدخنون اكثر من 20 سيجارة يوميا، تضاعف مرتين نسبتها لدى اليهود: 32% لدى العرب و12% لدى اليهود. اضف الى ذلك ان الوسط العربي يحرص بشكل اقل على التغذية الصحية، النشاط الرياضي، ونسبة الذين يعانون من وزن زائد اعلى بكثير مما في الوسط اليهودي.

نتنياهو وعد موزيس بشكل واضح بسن قانون ضد "يسرائيل هيوم"

تكتب الصحف الاسرائيلي  ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وعد بشكل واضح، المحرر المسؤول لصحيفة "يديعوت احرونوت"، نوني موزيس، بدفع قانون لصالح المجموعة الاعلامية التي يملكها موزيس، بل وتشكيل لجنة خاصة لهذا الغرض. ومما كتبته "هآرتس" في هذا الصدد، فقد ناقش نتنياهو وموزيس، هوية اعضاء الكنيست الذين سيتولون تقديم مشروع القانون لتضييق خطوات الصحيفة المجانية المنافسة "يسرائيل هيوم". كما طلب نتنياهو من موزيس كم افواه صحفيين في "يديعوت احرونوت" من بينهم امنون ابراموفيتش. وناقشا، ايضا هوية الصحفيين والمحللين الذين سيمنحون تغطية مؤيدة لنتنياهو في الصحيفة، حسب ما نشرته القناة الثانية، مساء امس السبت. وحسب الاقتباسات التي كشفها الصحفي غاي بيلج من محادثات نتنياهو – موزيس، فقد قال الاخير لرئيس الحكومة انه "يجب الاهتمام بأن تكون رئيسا للحكومة".

وحسب ما كشفه بيلج فقد توسط نتنياهو بين موزيس ومجموعة من رجال الاعمال في الخارج لكي يشتروا مجموعة "يديعوت احرونوت" او يكونوا شركاء فيها. لكن موزيس الذي تحفظ من ذلك، قال لنتنياهو ان هذا الامر سيستغرق وقتا طويلا، "وما نحتاجه الان هو خطوة اسرع".

وسأل موزيس رئيس الحكومة: ما هو السطر الاخير، كيف يمكن عمل ذلك بسرعة؟ فرد نتنياهو: "يمكن سن قانون. اريد التحدث عن ذلك مع الجنجي (شلدون ادلسون)، بعد اسبوعين سيحضر الى البلاد". وقال موزيس لنتنياهو: "يجب رؤية كيف نفعل شيئا يمكنه التعايش معه. ربما قانون آخر. انا اريد تسهيل الامر ولا ابحث عن تصعيب الامور. في موضوع الكميات (كما يبدو القصد عدد النسخ التي تطبعها يسرائيل هيوم) يجب عمل ذلك وفق تسوية معه".

وحين ناقش نتنياهو وموزيس مسألة تغطية نشاطاته في الصحيفة، قال نتنياهو: "نحن نتحدث عن اعتدال، عن اعلام معقول، وتخفيض مستوى العداء من 9.5 الى 7.5". فرد عليه موزيس: "هذا واضح لي، دعك، يجب الاهتمام بأن تكون رئيس الحكومة". فقال نتنياهو: "اعتقد انه يجب الاهتمام بذلك من اجل الدولة"، فرد موزيس: "لفرحك، انت المجنون الذي تريد ان تكون رئيس الحكومة، فلتكن. صحتين".

وناقش نتنياهو وموزيس خلال اللقاء اسماء الصحفيين وكتاب الأعمدة الذين سيتم تعيينهم في الصحيفة لتغطية اخبار نتنياهو. وقال موزيس: "اعطني (صحفي) يميني، انا اقول لك ذلك منذ زمن." فرد نتنياهو: "انا لا يمكنني اختراع حجاي سيغل – شلدون اخذه ليحرر "مصدر اول". وقال موزيس: "احضر من يكتب مقالات منذ صباح الغد، هيا، احضرهم صباح الغد". واشار - الى اري هارو، رئيس طاقم المستخدمين في ديوانه، والذي حضر اللقاء، وقال: "اعطه اسمين او ثلاثة ونحن سنتوجه اليهم. لكن يجب الاهتمام بأن لا يكونوا قد صرحوا علنية في موضوع القانون".

وتحدث نتنياهو مع موزيس عن المحللين في "يديعوت احرونوت" سيما كدمون وامنون ابراموفيتش، وقال: "كل يوم يوجد احد يقتلني، ابراموفيتش". فرد موزيس انه "لا يمكن القول لهذين الصحفيين ما الذي يجب عمله".

وقال موزيس: "ستحدث هنا هزة ارضية"، مشيرا في ذلك الى امكانية حدوث تغيير في التغطية الصحفية لرئيس الحكومة، واضاف: "هذا شيء يجب العمل عليه بحكمة".

في هذا السياق قال عضو الكنيست ايتان كابل (المعسكر الصهيوني) لبرنامج "واجه الصحافة" على القناة الثانية، ان موزيس تحدث معه عن قانون "يسرائيل هيوم". وقال كابل الذي كان المبادر الى القانون، والذي ادلى بإفادته امام الشرطة خلال الاسبوع المنصرم، ان "النشر الاخير عن القضية يثير الغضب".

وتطرقت زميلته في الحزب شيلي يحيموفيتش الى القضية، وقالت: "لقد بدأنا الفهم بأننا في ذروة دراما. لا يمكن لرئيس حكومة ان يحظى بالدعم من قبل رأسمالي. كل من يعتقد ان القصة ستنتهي بدون شيء يرتكب خطأ كبيرا. يتوقع حدوث هزة ارضية".

وقال المحلل الكبير في "يديعوت احرونوت" شمعون شيفر، مساء امس، ان "التقارير حول وجود "قوائم سوداء" في الصحيفة، هي اسطورة حضرية". وحسب ما قاله شيفر لبرنامج "واجه الصحافة"،  فان موزيس حاول في محادثاته مع نتنياهو، انقاذ الديموقراطية من وزير اتصالات يحاول ابادة الصحافة.

في الموضوع نفسه، شارك مئات المواطنين الاسرائيليين، مساء امس السبت، في المسيرة الاحتجاجية التي جرت في تل ابيب ضد الفساد السلطوي، والتي تم تنظيمها في اعقاب المنشورات حول التحقيقات الجارية مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وقد تجمع المتظاهرون بالقرب من مقر وزارة الأمن، ومن هناك انطلقوا حتى ساحة رابين. ونظم التظاهرة "المعسكر الصهيوني" و"ميرتس" وحرس حزب العمل الفتي، وذلك تحت شعار "ايها الفاسدون، مللنا منكم".

وقال نائب رئيس الكنيست النائب يولي حسون (المعسكر الصهيوني) خلال المظاهرة انه "في الأيام التي يتحول فيها الوزراء الى محامين بوظيفة كاملة عن رئيس الحكومة، بدل ان يشكلوا منتخبا يمثل سكان اسرائيل، حان الوقت للقول بدون خوف: "كفى للفساد! كفى للعار! الحكومة ونتنياهو على رأسها فقدوا البوصلة منذ زمن! سكان اسرائيل انتم تستحقون اكثر".

وقال رئيس كتلة ميرتس ايلان غلؤون: "تناقض المصالح، النظريات القذرة والسخرية التي تطل من التسجيلات التي تم نشرها تشير فقط الى عمق التعفن الذي احضرته سنوات نتنياهو في السلطة. انه لا يملك شرعية مواصلة قيادة الدولة، ولذلك خرجنا هذا المساء الى الشارع لنطالب باستقالته فورا".

وقالت النائب ميخال روزين (ميرتس) ان الهدف من المسيرة هو "المطالبة بإعادة الاستقامة العامة التي دنستها سلطة نتنياهو. لن نقف على الحياد اثناء تحويل الديموقراطية الاسرائيلية الى اوليغاركية". وقالت النائب كسانيا سباتلوفا (المعسكر الصهيوني): "مللنا الفساد والتعفن السلطوي. خذ السيجار والشمبانيا والفساد واتركنا كي يتمكن المجتمع الاسرائيلي من النهوض". ومن جهته حذر النائب اريئيل مرجليت (المعسكر الصهيوني) من انه "اذا لم يتم تقديم لائحة اتهام في ملفي الفساد فسيحدث هنا تمرد مدني".

اعتقال شبكة تجسس تابعة للموساد في الجزائر

تكتب "يسرائيل هيوم" انه بعد عملية الاغتيال التي نسبت الى اسرائيل في تونس، تم الكشف عن شبكة تجسس دولية في الجزائر، حسب ما نشرته صحف عربية. وحسب المنشورات فان المقصود شبكة تم تفعيلها من قبل الموساد الاسرائيلي، وتضم عشرة اعضاء على الاقل. وافيد بأن المعتقلين يحملون جوازات سفر ليبية وليبيرية ومالية وكينية ونيجيرية واثيوبية.

وتم اعتقال المشبوهين واتهامهم بالتجسس والتآمر على احداث فوضى والمس بأمن الدولة. وتم خلال اعتقال المجموعة مصادرة اجهزة اتصال متطورة، يسود الاشتباه بأنه تم استخدامها لصالح اسرائيل. وقالت وسائل اعلام عربية انه يتوقع اعتقال مشبوهين اخرين. وتم النشر بأنه تم اقناع اعضاء الشبكة بالعمل مقابل مبالغ مالية كبيرة يدفعها لهم عملاء الموساد، وانه تم تدريبهم على التعقب وتفعيل معدات التجسس.

وقالت بعض وسائل الاعلام ان الاعتقالات ترتبط باغتيال رجل حماس محمد الزواري في تونس، الشهر الماضي. وتم اتهام الموساد باغتيال الزواري لأنه قام بتطوير طائرات غير مأهولة لحماس.

 

مقالات

نتنياهو سيسقط والأبرتهايد سيبقى

يكتب روغل الفير، في "هآرتس" ان بنيامين نتنياهو يحتاج الى "يسرائيل هيوم، من اجل حماية سلطته والحفاظ على دولة الأبرتهايد التي يقيمها. "يسرائيل هيوم" تساعده على غسل دماغ ملايين الاسرائيليين، الذين يقتنعون بأن عليهم دعمه ودعم سياسة الاستيطان والأبرتهايد التي يديرها، من اجل الدفاع عن انفسهم. انهم يتعلمون يوميا من "يسرائيل هيوم" انه اذا سقط نتنياهو وقامت دولة فلسطينية، فإنها ستمطر عليهم الصواريخ وتقتلهم. "يسرائيل هيوم" تعلمهم بأن يكونوا قوميين يهود ومتطرفين وعنصريين ضد العرب.

نتنياهو لم يخترع الأبرتهايد. لم يخترع فكرة استخدام صحيفة من أجل بلورة الرأي العام. بل انه لم يخترع التورط في فضائح المال – السلطة والصحيفة، التي قد تقود الى اسقاطه. فكل هذا حدث قبله.

في منتصف سنوات السبعينيات، قرر رئيس حكومة جنوب افريقيا، بي جي فورستر، ان الدفاع عن دولة الأبرتهايد يحتم تصفية صحيفة "راند ديلي ميل" التي صدرت بالإنجليزية (خلافا للغة الافريكانس، لغة العنصريين الآريين) لأنها قادت الصراع الاعلامي ضد الأبرتهايد. وعندها دخل الى الصورة لويس ليفيت، شلدون ادلسون في تلك الحكاية. وكان ليفيت متمول محلي، محافظ وعنصري. وصادق فروستر على تحويل اموال الجمهور سرا الى ليفيت، كي يتمكن من شراء "راند" واسكاتها الى الأبد.

وكانت "راند" تعاني من مصاعب مالية. فمعارضة الأبرتهايد لم تكن شعبية بشكل خاص في جنوب افريقيا، قبل 40 سنة. لكن "راند" رفضت بيعها لليفيت. ووفقا للمصطلحات الاسرائيلية الحالية، تلك هي اللحظة التي ييأس فيها نتنياهو من السيطرة على "يديعوت احرونوت" وحرف توجهها من الداخل – فيقرر اقامة صحيفة خاصة به. وهذا هو تماما ما قرر فورستر عمله عندما وجد نفسه على المفترق ذاته، يواجه المآزق نفسها.

عندها أمر فورستر بإنشاء صحيفة، وقامت الصحيفة واطلق عليها اسم "المواطن"، وصدرت باللغة الانجليزية، لأنها هدفت الى غسل دماغ البيض المتحدثين بالإنجليزية (مع المتحدثين بلغة الافريكانس لم تواجه الحكومة مشكلة)، وقراء الانجليزية في العالم. وكان ليفيت هو الممول، بواسطة المال الذي حصل عليه سرا من الحكومة. ليس الجميع اغنياء مثل ادلسون ويستطيعون امتصاص خسارة بحجم 730 مليون شيكل خلال سبع سنوات.

وقد خسرت "المواطن" فعلا. وعندما كشفت حقيقة تمويلها من اموال الجمهور، اجبر فورستر على الاستقالة.  حتى الأفارقة العنصريين لم يستطيعوا تحمل رئيس حكومة اقام سرا صحيفة كان كل هدفها هو تمجيده وتمجيد سياسة حكومته، وتظاهرت بأنها صحيفة شرعية. لكن مثل هذا الأمر لم يزعج الاسرائيليين العنصريين حتى اليوم. والآن، أيضًا، حين توضح محادثات نتنياهو مع موزيس حجم تدخله العميق في "يسرائيل هيوم"، فانهم لا يطالبون برأسه.

على غرار نتنياهو، كان يهم فورستر، ايضا، التأثير على الرأي العام في واشنطن. لقد حول سرا، اموال الجمهور الى جون مكاغوف، قطب الاعلام اليميني المحافظ، وصاحب المصالح التجارية في جنوب افريقيا. شلدون اخر صغير. وحاول مكاغوف شراء الصحيفة المحافظة "واشنطن ستار" لصالح فورستر. فقد حلم فورستر بمقالات وتقارير في الصحيفة تمجد جنوب افريقيا كحصن معاد للشيوعية. وهذا يشبه تمجيد اسرائيل اليوم كحصن ضد داعش، من اجل اقناع الرأي العام الأمريكي بدعم المستوطنات.

نتنياهو يمضي على طريق فورستر، واسرائيل على طريق جنوب افريقيا. لقد ورث فورستر في السلطة، بيتر ويليم بوتا، أبرتهايدي آخر. ونقول هذا لنعلمكم بأنه بعد ان يسقط نتنياهو، لن يقوم وريثة بالقضاء على الأبرتهايد. سيسقط نتنياهو وسيبقى الأبرتهايد.

الشرق الاوسط لا ينتظر فرنسا

يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انها بعد ان قادت الى تحطيم ليبيا واثبتت عجزها في كل ما يتعلق بالحرب الاهلية السورية، تتفرغ فرنسا الان لتجربة قوتها في دفع العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين. صحيح انه لم يطلب احد من فرنسا الوساطة بين القدس ورام الله، لكنها لا تزال تغوص في ماضيها المجيد كإمبراطورية عالمية سيطرت على اجزاء من الشرق الأوسط، ومقتنعة بأنها لا تزال قوة عظمى رائدة يأخذ الجميع برأيها في الاعتبار.

لكنه في الشرق الاوسط نفسه، لا احد يولي اهمية لفرنسا، ولا احد يتعامل بجدية مع مبادرتها. اولا، لأن ايام السلطة الحالية في باريس معدودة، وبعد الانتخابات الرئاسية سيدخل الى قصر الاليزيه رئيس جديد يقود سياسة مختلفة تماما. ثانيا، وهذا سبب اهم، لأنه بعد اقل من اسبوع سيسحب البساط من تحت المبادرة الفرنسية مع دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض.

ولكن باستثناء هذا كله لا احد يتعامل مع فرنسا بجدية لأنها تلعب منذ عشرات السنوات لعبة "يخيل لي". انها تتخيل بأنها هامة ورائدة، وتتخيل بأنها تؤثر على احد في المنطقة – لكن وزنها العملي يساوي الصفر.

فشل فرنسا يبرز اكثر من اي شيء آخر في سورية ولبنان، الدولتان اللتان تسلمتهما فرنسا مع انتهاء الحرب العالمية الاولى. لكن التزام فرنسا لهاتين الدولتين، وبشكل اكبر للأقلية المسيحية التي تعيش فيهما، بقي على الورق دائما. هكذا في لبنان التي تخلت فرنسا عن المسيحيين فيها، وهكذا في سورية التي وقفت فرنسا على الحياد امام الحرب الاهلية الدامية التي تدور فيها.

ليس مفاجئا انه لا احد يتعامل بجدية مع المؤتمر المنعقد في باريس، ولا احد يتوقع منه اي شيء. لكن اللامبالاة وعدم الاهتمام بالمؤتمر لا يرتبط فقط بالدولة المضيفة، وانما في حقيقة انه لا احد في العالم العربي يهتم او يريد الانشغال في القضية الفلسطينية. الكل شركاء طبعا في الرغبة بمنع اندلاع موجة عنف جديدة في المناطق، ولكن المسافة بعيدة بين هذا والاستعداد لمنح الموضوع الفلسطيني اولوية على المشاكل الملحة التي تواجه الدول المختلفة.

مصر تغوص في مشاكل اقتصادية شديدة وتحارب موجة متصاعدة من الارهاب الاسلامي المحلي الذي تولده داعش. السعودية منشغلة في جهود صد طموحات ايران التوسعية، والاردن يجد صعوبة في استيعاب ملايين اللاجئين من سورية والعراق الذي يقيمون فيه.

اذن، فان الخطوة الفرنسية هي ليست خطوة فرنسية – عربية تسعى فرنسا من خلالها الى دفع مبادرة مع دول عربية، كالمبادرة العربية التي تهم دول المنطقة. من المثير الاكتشاف انه في اوساط الفلسطينيين، ايضا، باستثناء مجموعة ابو مازن، لا يبالون بخطوات باريس، لأن الشعور السائد هو ان هذه الخطوات لها علاقة بمعايير فرنسية داخلية او حتى معايير تخص ادارة اوباما، وليس بالذات من خلال رغبة حقيقية بخدمة اي مصالح فلسطينية.

رغم النشاط الفرنسي لا يتأثر احد في المنطقة. فالمؤتمر في فرنسا لا ينطوي على اي اهمية. الحدث الحقيقي سيكون في نهاية الاسبوع في واشنطن، حيث سيدخل ترامب الى البيت الابيض، وعيون الشرق الاوسط تتطلع الى العاصمة الامريكية.

الموافقة الروسية

يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل سرعت في الأسابيع الأخيرة الحوار الذي تجريه مع الروس، حول سورية، سواء على المستوى الدبلوماسي او المستوى العملي. ونتنياهو يتحدث بشكل متواصل مع بوتين، ولكن في المقابل تم اتهام اسرائيل بأنها وقفت وراء الهجوم الذي استهدف في نهاية الاسبوع المنصرم مطار المزة العسكري في منطقة دمشق. هاتان القناتان توجهان نحو مكان واحد: طاولة المفاوضات حول مصير سورية، التي ستبدأ في 23 كانون الثاني في كازاخستان.

لم يتم دعوة اسرائيل الى هذا المؤتمر، لكنها تصر على ان يتم الشعور بتواجدها هناك، ولذلك فانها تبث، عبر كل القنوات: انتم لا يمكنكم التوصل الى اي اتفاق، وبالتأكيد ليس حول مصير هضبة الجولان، من دون اخذ المصالح الاسرائيلية في الاعتبار.

على مدار فترة طويلة، منذ اللحظة التي انتشر فيها الروس في سورية في ايلول 2015، توقفت تماما التقارير الاعلامية الدولية حول شن هجمات اسرائيلية في اعماق سورية. ولكن في تشرين الثاني الماضي، انتهى الصمت، مع سلسلة من التقارير حول الهجمات التي تواصلت حتى الاسبوع الاول من كانون الاول والتي نسبت لإسرائيل. لكنه لم يتم الاشارة في وسائل الاعلام الروسية او التقارير العسكرية الروسية الى اي من هذه الهجمات التي جرت في خضم الجهود الروسية لاحتلال حلب.

بعد سقوط حلب، بدأ الروس الاعداد لمؤتمر القمة في كازاخستان، ومرة اخرى جاء تقرير حول هجوم اسرائيلي، وفجأة اقتبست كل وسائل الاعلام الروسية البيان الرسمي السوري حول الهجوم الاسرائيلي. ولكن الاهم من ذلك، انه للمرة الاولى يتطرق مسؤول حكومي روسي مباشرة الى الهجوم المنسوب لإسرائيل، ولبالغ المفاجأة، يظهر تفهما لإسرائيل. في صحيفة "ازفستيا" النصف رسمية، تم اقتباس اندري كليموف، نائب رئيس لجنة العلاقات في مجلس الشيوخ الروسي، قائلا: "اسرائيل تستخدم القوات المسلحة من اجل محاربة التنظيمات التي تعتبرها تشكل خطرا على امنها.. لا توجد للهجوم الاسرائيلي الاخير علاقة بالصراع الحالي في سوريا وانما بالصراع التاريخي بين اسرائيل، سورية ولبنان". كما وجه اصبع الاتهام الى تنظيم حزب الله، دون ان يذكر اسمه: "تل ابيب، بطبيعة الحال، تحارب تنظيمات الارهاب التي تشارك في الحرب السورية".

هذه ليست زلة لسان. هذا تلميح رسمي روسي للإيرانيين وحزب الله الذين يختلفون مع روسيا بشأن الترتيبات في سورية. اسرائيل تملك هنا مصلحة واضحة: صد المحاولات التي يقوم بها النظام السوري للعودة الى هضبة الجولان، سواء بواسطة الحرب او الحوار مع المتمردين.

السوريون، ايضا، يحاولون تحقيق مكاسب سياسية من هذا الهجوم. خلافا لما حدث في الماضي، يشيرون الان إلى إسرائيل، ويتوجهون إلى مجلس الأمن ويسربون بأن طائرات F-35 هي التي نفذت الهجوم الأخير. لكن طائرات F-35 لا تتمتع بأي ميزة زائدة على القدرات التي تملكها اسرائيل اليوم لضرب العمق السوري، واسرائيل ليست بحاجة إلى استخدام الطائرات التي وصلت قبل شهر ولم تكتسب الخبرة العملية في أي مكان في العالم. ويبدو أن السوريين يحاولون إحراج الإدارة الأميركية: انتم سلمتم أسلحة متطورة للإسرائيليين - وها هم يستخدمونها فورا لتأجيج الصراع في الشرق الأوسط.

منذ عام 2006 يدير حزب الله خطط للتزود بالأسلحة وبناء قوة دائمة ومنظمة جدا. في السنوات الأخيرة، يجري التركيز على بناء التحالفات الاستراتيجية القائمة على الانتقال من الصواريخ بعيدة المدى التي تحمل رؤوسا حربية أكبر الى صواريخ ارض - ارض الدقيقة التي تصل الى مئات الكيلومترات. يمكن لهذا أيضا أن يصل الى صواريخ كروز أو الطائرات النفاثة بدون طيار، التي يجري تصنيعها في إيران. وليس من الواضح ما الذي وصل بالفعل الى حزب الله.

الضربات الجوية في دمشق التي تعزى إلى إسرائيل، هي على ما يبدو جزءا من محاولة للحد من هذا التضخم. إيران وحزب الله تحاولان الالتفاف على الاستخبارات الاسرائيلية التي تراقب هذه الشحنات. إسرائيل، من جانبها، ترد في كل مرة  تكتشف فيها ثغرة. حتى الان، يتفهمنا حتى الروس.