نتنياهو والبديل المنتظر
تاريخ النشر : 2017-01-14 10:22

كل الدلائل تشير إلى أن نتنياهو بات قاب قوسين أو أدنى، ليس فقط من إطاحته كرئيس للحكومة على خلفية التهم الموجهة إليه بتورطه في الفساد، بل قد تقوده هذه التهم إلى السجن على غرار سلفه إيهود أولمرت، خصوصاً أن هناك أحاديث بدأت تتردد داخل الكيان عن حكومة بديلة يجري تجهيزها بالاشتراك مع معسكر اليمين الصهيوني.
وعلى الرغم من عملية القدس النوعية التي أدت إلى مقتل أربعة جنود «إسرائيليين» وإصابة 15 آخرين، ومحاولات نتنياهو استغلالها في تحويل الأنظار عن التحقيقات الجارية معه في هذه التهم، بالتحريض ضد الفلسطينيين، إلا أن الشغل الشاغل داخل الأوساط السياسية الصهيونية ينصب على مرحلة ما بعد نتنياهو، باعتبار أن استقالته باتت شبه مؤكدة في ضوء الأدلة التي ووجه بها من قبل محققي الشرطة.
وسائل الإعلام الصهيونية تحدثت عن وجود تسجيلات صوتية لنتنياهو وهو يتفاوض مع رجل الأعمال «الإسرائيلي» أرنون ميلتشين، حول تبادل منافع، وأشارت إلى مبالغ مالية وهدايا غير قانونية تقدر بعشرات آلاف الدولارات تلقاها نتنياهو من رجال أعمال «إسرائيليين» وأجانب، على رأسهم رئيس المؤتمر اليهودي العالمي الملياردير الأمريكي رونالد لاودر. وكشفت مصادر «إسرائيلية» أن نتنياهو ووجه بتسجيل صوتي له مع مالك صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأكثر انتشاراً في الكيان، حيث يعرض على الأخير حصول صحيفته على منافع وامتيازات حكومية مقابل تغيير سياستها الإعلامية لصالح نتنياهو.
لكن نتنياهو، الذي لم ينكر ما ورد في أشرطة التسجيل الصوتية، وإن اعترف بأنه فوجئ بها، حاول التقليل من أهميتها، وصب جام غضبه على تفسيرات وتحليلات الشرطة والنيابة لما ورد من تفاصيل، والنظر إليها كرِشى وفساد، بينما يعتبرها «هدايا من صديق إلى صديق». غير أن ذلك لم يقنع الأوساط الحزبية والسياسية، التي اعتبرت أن ما ورد من تفاصيل، ليس مجرد ملامسة للفساد، بل هو الفساد بعينه، وشددت على أن ذلك يمثل استغلالاً للسلطة، وطرحت تساؤلات كثيرة عن تحالف السلطة ورأس المال، وتأثير ذلك في الطريقة التي يُتَّخذ بها القرار في قيادة الكيان.
المعارضة الصهيونية دعت نتنياهو إلى التنحي على الفور، فيما ذهبت أحزاب من داخل الائتلاف الحكومي إلى الدعوة لتشكيل حكومة جديدة، وأجرى رئيس حزب «كولانو» ووزير المالية موشيه كحلون، مباحثات مع رئيس الكيان رؤوبين ريفلين، حول إمكانية تشكيل حكومة بديلة مع حزب «المعسكر الصهيوني» الذي يترأسه يتسحاق هرتسوغ. وبحسب وسائل الإعلام الصهيونية، هناك إمكانية لنجاحها في حال إطاحة نتنياهو، كون الاعتقاد السائد في الساحة السياسية أن الغالبية العظمى من أعضاء «الكنيست» ليست لديهم أي مصلحة بحله في هذه المرحلة والذهاب إلى انتخابات مبكرة، ويفضلون تشكيل حكومة بديلة بالتركيبة الحزبية الحالية، وسط توقعات بأن يضطر نتنياهو إلى تقديم استقالته خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
عن الخليج الاماراتية