الاسلام المستورد على ديننا الحنيف .
تاريخ النشر : 2017-01-04 22:55

من حق الشعوب العربية ان تنهض وتتطور وان تكون في بوتقة واحدة يؤمها الحرية والعدالة والتراحم والتعاضد فيما بينها . ولكن هذه الايجابيات صعبة المنال ويستحيل تحققها في ظل الانظمة العربية الرجعية وفي ظل الاسلام السياسي الذي انبثق عن انظمة رأسمالية ارادت خلق نظام سياسي يليق بسياسات الغرب لا علاقة له بالنظام الاسلامي المعاصر الحقيقي .

هذا الاسلام المسيس من قبل الغرب لم يكن اسلاما حقيقيا والدليل ان الدول العربية لم تتوحد كالجسد الواحد بفكر وطني وقومي ، بل اصبحت الدول العربية مقسمة ومشرذمة بحجة فض الارهاب ، نتيجة خلق تيار ديني تقليدي انتج ثورات التدمير العربي التي حولت الانظمة من نظام فاسد الى دول فاشلة ضعيفة تابعة وبخطط امريكية ، بعكس الثورات التحررية التي حدثت ضد الاستعمار من اجل التحرر والتخلص من الاضطهاد والظلم .

هناك فرق بين الاسلام الحقيقي الذي يدعم العدالة على اساس العمران والذي يقتضيه المساواة في الفرص والتراحم والتكافل والوحدة ، يؤمن بالقيمة المؤسسية للدولة الحديثة على اساس الحرية المطلقة بوجود قيادات وطنية صادقة ونظيفة غير فاسدة . بعكس الاسلام السياسي والذي يهدف الى الفقر والظلم والقمع وزرع الجهل والقتل وإبعاد القيادات الوطنية عن اماكن صنع القرار ، فلا يوجد فرصة للقيادات النظيفة للوصول الى السلطة مثل ما تفعله داعش والنصرة وغيرها .

فالإسلام الذي يتماشى بأجندات خارجية لن يسمح للدول العربية بالتطور ضمن محاور الحياة ، محور التعليم ، التصنيع ، الاجتماعي ، السياسي والاقتصادي . ولن تزدهر تلك الدول بل العكس هدف هذا الاسلام السياسي هو خلق دول فاشلة قامعة للعلم ولا مجال للتحرر في قاموسها .

لم تنظر الدول العربية الى الدول الاسلامية الحقيقية والتي ابتدأت من الصفر وسابقت الدول الصناعية في علمها وتطورها مثل ما حدث في اندونيسيا وماليزيا ، والتي ارتفعت بإسلامها الحقيقي لتسابق اليابان بصناعاتها وسابقت الحداثة وتقدمت لتنافس الغرب في منتجاتها وحتى في مواقعها السياسية والفلسفية .

فالدول الاسلامية الحقة تتبع منهج علمي يتماشى مع اجندات الشعب بعيدة عن التلقين وأجندات الغرب . فالأنظمة العربية الرجعية ابتعدت كل البعد عن العروبة المثالية وتسابقت الى تبويس ايدي الانظمة الرأسمالية بضعفهم وغياب الادراك والوعي وبدون استخدام عين العقل والعلم . فكانت النتيجة تلاشي الفكر الوحدوي والوطني والقومي وتحول الدول العربية الى دويلات مفتتة تحت شعارات دينية يسودها التخلف وتشويه مفاهيم الديمقراطية الحقيقية وتزوير الاسلام الوسطي .

فالفرق شاسع بين دين يؤمن بالشعب وبين دين يقتل شعبه . وهناك فرق بين دين يرفع من قدرات وكفاءات افراده وبين دين يقمع طاقات افراده . هناك فرق بين دين يشجع على العلم والابتكار وبين دين يقتل مفكريه ..

فالحل هو زيادة الوعي والإدراك بين الشعوب بحل سياسي وتربوي وتراثي بفكر وحدوي عربي جامع موحد وإتباع الدين الوسطي . قال تعالى " وكذلك جعلناكم امة وسطا " صدق الله العظيم .