المصالحة بين الأقلام والأحلام
تاريخ النشر : 2014-02-18 12:38

منذ سبع سنوات والأحاديث الخاصة والعامة القادة والكتاب والمفكرون والساسة ,يتحدثون عن المصالحة وكأنهم يتحدثون عن محاولة غزو الفضاء بصاروخ مكتوب عليه صنع في فلسطين ,وقد أخذت جلسات الحوار والنقاش والت والعجن والانتظار الكثير من الزمن, والكثير من السفريات والساعات الفندقية والضيافات والحواديث الاعلامية واللقاءات الفضائية الى حد انها باتت تصلح أن تكون أحدى المسلسلات ذات الحلقات الممتدة والتي تصلح بأن يكون لها تبعات لتعيش من الجمهور الفلسطيني سهرات رمضانية متعددة ,وعند كل حلقة حوار او عند قدوم مجموعة من الزوار من الوطن الى الوطن ترتفع أسهم التوقعات والآمال والطموحات والرغبات بكل تأكيد من قبل الطبقة المسحوقة من الشعب وهي السواد الأعظم بأن المصالحة قاب قوسين او أدنى ,ولكن وبعد انتهاء الزيارة تبدا تلك الرغبات والطموحات تتبخر كسراب الى ان تعود حالة فقدان الامل من تحقيق المصالحة والعودة الى الوحدة الوطنية والعمل الوطني المشترك من قبل الجميع من اجل التفرغ للصراع مع العدو الحقيقي لشعبنا ومن اجل الاخذ بيد الشعب الذي بات يعاني من كثير من الامراض المتراكمة بفعل زمن القصور والاهمال والحصار والتجويع ,ولكن دون جدوى .

والسؤال هل توجد حالة توحد في النظرة الى المصالحة فيما بين الاطراف المدعية بأنها تقود شعبنا نحو التحرير والتحرر ,وهل الخلافات العالقة فيما بينهم قائمة على مشروع التحرر الوطني ؟وهل مازال هناك خلافات سياسية ما بين اطراف الخلاف في كل من غزة والضفة ؟

وهل ما يتحدث به الساسة يدخل في صلب اهتمام المواطن الفلسطيني البسيط ؟

وهل الخلافات التي يتحدث عنها المتحدثون في كلا الطرفين يعلم بها المواطن البسيط؟

وهنا لا أريد انكار بأن هناك حالة استقطاب حزبية في الشارع الفلسطيني وحالة شد وجزر للجمهور الذي بات جل اهتمامه الاول قائم على توفير لقمة العيش الكريمة والتي يتمكن من خلالها البقاء حتى لا تتكرر في فلسطين مقابر الجوعى كما يحدث في مخيمات اللجوء في سوريا اليوم امام عيون العالم ,ولكن هل حالة الخلاف التي يتحدثون عنها قائمة في الشارع الفلسطيني وملموسة !فمثلا هل توجد اسواق ومحلات تجارية وبسطات لهذا الفريق وانصاره ولا يتسوق منها الفريق الاخر !هل علاقات النسب والقرابة والمصاهرة متجمدة بين الفريقين! وهل المجاملات في الافراح والاطراح متوقفة بين انصار الفريقين !بكل تأكيد جميعنا يعلم الاجابة الشافية عن هذه الاسئلة .لأنه في البيت الواحد وتحت سقف واحد يعيش أخوة ينتمون الى الفريقين ,لا بل قد تجد زوجة وزوجها كل منهم له انتماء لفريق دون الاخر .

أذن اين الخلاف !فالقيادة الفلسطينية في رام الله تخوض مفاوضات سياسية مع اسرائيل من زمن بعيد وما يقال عنها من قبل من يقوم بتلك المفاوضات بأنها مفاوضات بلا جدوى .أو عبثية نتيجة حالة التجاهل من خلال الافعال التي يمارسها المحتل على الارض مثل الاستيطان والتهويد وكأنه لا حل سياسي قادم.

وفي غزة تحرص الحكومة في غزة على تثبيت هدنة تم توقيعها مع العدو والالتزام بها دون التزام العدو بأي بند من بنودها الى درجة ان من يحرصون على تثبيتها لم يعودوا يعلمون لماذا يحرصون عليها .

وبالحديث عن المواقف السياسية من الممكن اختصار هذا الحديث في اتفاقات القاهرة وثيقة الوفاق الوطني واتفاق الدوحة والتي شملت طموحات واحلام وامال ومحددات العمل السياسي الفلسطيني لسنوات طوال .

واخيرا وخلال زيارة الوفد الفتحاوي القادم الى غزة تم التأكيد من قبل قيادة حماس في غزة تمسكها بالثوابت الفلسطينية تلك الثوابت التي تحدث عنها الرئيس الراحل ياسر عرفات ويسير على دربه فيها الرئيس ابو مازن .

من هنا النتيجة المرجوة من المصالحة من قبل القيادة والشعب مختلفة ومتناقضة وغير متجانسة أي ان هناك احلام وأمال وطموحات لدى القادة العظام تختلف عن تلك الموجودة لدى الشعب ,والذي يعيش حالة تراجع وتقهقر في كل المناحي الحياتية اليومية من هنا المصالحة عند هذه الشريحة تعني حل المشاكل العالقة من قبل اصحاب الحل والربط ,فالبطالة حدث بلا حرج ,والخريجين اصبحوا من كل التخصصات ارقام في سجلات البحث عن العمل المؤقت ودورات البطالة النادرة ان وجدت وعلى قارعة الطريق بلا أمل بغد مشرق يخرجهم من هذا المستنقع الذي يكاد يخرجهم من بصيص الامل البسيط الذي يأملون أن يبقى لغد مشرق ,وفي المقابل حالة عنوسة واحتفاظ للأسر ببناتهم نتيجة الشح في من يدق الباب رغبة في المصاهرة وخاصة ان كانت العروس غير موظفة ,الى حد ان الطلب اليوم ليس لزوجة ولكن لراتبها مما اخرج البعض من بناتنا عن المألوف وبدأت اصوات تمرد تخرج مشجعة للبنات بالعمل على ممارسة دور البحث عن عريس ,وهل هذا الحال من باب حب كسر العادات والتقاليد والخروج عن المألوف بكل تأكيد لا ,وهنا سوف اقول ما اعتقد لماذا الشعب يريد المصالحة لا نه يريد حل –لملفات 2005-شهداء 2008,2009-هضم حقوق موظفي غزة ,الرواتب المقطوعة ,الاعتقال تحت تهم التخابر مع رام الله ,-حل مشكلة الكهرباء التي باتت الشغل الشاغل اليومي ,والغاز والانفاق ,والسفر والمرض ,والجامعات الخارجية والزيارات الصيفية ,- الشعب يريد قياده واحده حكومة واحده ووزير واحد لكل وزاره اجهزة امنيه واحده تحميه وتسهل الخدمات بأيدي حكومة تراعي مصالحه لا ان يتم التميز بين مواطن ومواطن اخر حسب انتماءه التنظيمي وقدرته على الوصول الى مسئولين ليقوموا بعمل واسطه له والتخلص من مفهوم (محمد يرث ,ومحمد لا يرث )- الشعب يريد انتخابات تشريعيه ورئاسيه تعيد الشرعية المفقودة من كل مؤسساتنا الوطنية ومن يقودها ,لنقف على ارض صلبة في مواجهة محتل يتحجج بالانقسام

-. يريد شعبنا ان يكون موحدا حتى يستطيع مواصلة نضاله العادل ضد الكيان الصهيوني وتحقيقا انجازات على الارض

الشعب يريد المحافظة على الثوابت وحقوقه التاريخية والعودة ويريد مواجهه موحده ضد الكيان الصهيوني.

مطالب الشعب الفلسطيني من المصالحة تختلف كثيرا عن مطالب السياسيين الذين يريدوا تحقيق اشياء مختلفة عن ما يريده الشعب الفلسطيني والحصول على النفوذ والمخصصات المالية والوصول الى الكراسي والمناصب وتقاسمها .

من هنا ونتيجة الاختلاف في الاهداف والرغبات والطموحات والمعاناة والاحلام والآمال ما بين الطرفين ,وهنا أعني القيادة باختلافها والشعب بتوحده يجب ان يدخل العامل المؤثر والفعال وهو الشعب ليكون حاضرا من خلال الحضور بحراك جماهيري واسع من قبل الكل الوطني لأنه اليوم بات هناك معاناة يعانيها الجميع من ابناء شعبنا وباتت تهدد الجميع ,فلا يعقل ان يبقى الشعب رهينة احلام وطموحات هؤلاء القادة الذين يتحفوننا بالشعارات التي لم تعد تجد من يقلبها في السوق المحلي ,فكيف لموظف ان يقطع راتبه لأنه عمل مع حكومة حماس وكيف لموظف ان يخصم من راتبه لأنه لم يعمل مع حكومة حماس وكيف لموظف لا يتقاضى راتبه لان حكومته محاصرة ,وهل تعي افواه الاطفال تلك التبريرات !وهل من أبناء القادة العظام من يعاني كما يعاني الشعب ......أخجلوا بقا ........