مسؤولون فلسطينيون: لا وجود تنظيمي لداعش وجبهة النصرة في مخيم عين الحلوة بلبنان
تاريخ النشر : 2014-02-16 22:59

مخيم اليرموك

أمد/ مخيم عين الحلوة- الأناضول: قال مسؤولون فلسطينيون في لبنان إنه لا وجود تنظيمي لمجموعات “إرهابية” داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، لكنهم لم يستبعدوا وجود أفراد تابعين لخلايا نائمة لتنظيم القاعدة.

وألقي الضوء مجددا على مخيم “عين الحلوة”، بعدما ألقى الجيش اللبناني قبل أيام القبض على نعيم عباس، أحد أبناء المخيم وقيادي أساسي بكتائب “عبدالله عزام” متهم بضلوعه بأعمال إرهابية وإعداد سيارات مفخخة. وساهمت اعترافات عباس السريعة في ضبط سيارتين مفخختين، الأولى في بيروت، والثانية أتت من منطقة يبرود السورية إلى شرقي لبنان.

وقال قائد كتائب “شهداء الأقصى” التابعة لحركة “فتح” اللواء منير المقدح إنه “لا وجود لتنظيمي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة في مخيم عين الحلوة”، إلا أنّه لفت إلى أن “هناك بعض الأفراد من خلايا نائمة تابعة لتنظيم القاعدة”.

وأشار المقدح في حديث لـ(الأناضول) داخل المخيم، إلى أن “التنظيمات الجهادية تقاتل حاليا في سوريا وبالتالي تطالب أفرادها بالتواجد هناك وليس في عين الحلوة أو غيره من المناطق اللبنانية”.

ولفت إلى أن نعيم عباس هو أحد أبناء مخيم عين الحلوة وبالتحديد من حي حطين، و”كان ينتمي في التسعينيات لحركة الجهاد الاسلامي ثم اتُخذ قرار بطرده بعدما قام بأعمال تخالف تعليمات قيادته”.

واشار إلى أن عباس انتمى بعد ذلك “لبقايا جند الشام (تنظيم سلفي كان ينشط في عين الحلوة) وعُلم أنّه بعدها التحق بالقاعدة، حسب الأنباء واعترافاته”، لافتا إلى أنّه في الفترة الاخيرة لم يكن يتواجد في المخيم وكان متواريا عن الأنظار بشكل دائم.

وأضاف:”لقد اشاع أنّه ذهب الى سوريا، حتى أن أهله كانوا يظنون أنّه هناك وليس في بيروت”.

ويُعتقد أن عباس، الذي ألقي القبض عليه بتعاون إستخباراتي لبناني- غربي،  كان “نقطة الوصل” بين عناصر ومجموعات إرهابية متواجدة في لبنان وسوريا تعمل على إدخال السيارات المفخخة إلى لبنان، وتجند “الانتحاريين” لتنفيذ تفجيرات تستهدف بشكل أساسي مناطق “حزب الله” سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو في البقاع شرق لبنان أو غيرهما.

وكان الفلسطيني إبراهيم عبد المعطي أبو معيلق الملقب بـ(أبو جعفر) وهو أحد عناصر كتائب “عبد الله عزام” أيضا، قتل أثناء محاولته الفرار على أحد حواجز الجيش اللبناني في منطقة البقاع شرق لبنان، أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.

وإذ أكّد المقدح أن أي مسلح سوري لم يدخل إلى مخيم “عين الحلوة” مع موجة اللاجئين السوريين والفلسطينيين من مخيمات سوريا، أشار إلى أن لا إمكانية لذلك أصلا، باعتبار أن هناك حواجز للجيش اللبناني عند مداخل المخيم، كما أن هناك تنسيقا فلسطينيا – لبنانيا في هذا الإطار. وقال: “80% من اللاجئين الذين وصلوا إلى المخيم من سوريا هم من النساء والأطفال”.

ويستضيف مخيم عين الحلوة حاليا 21 ألف نازح فلسطيني وسوري قدموا من سوريا بعد احتدام المعارك هناك منذ العام 2011، ويبلغ عدد سكانه من الفلسطينيين الذين لجأوا إليه منذ العام 1948، 80 ألفا يعيشون في مساحة لا تتعدى الكيلومتر المربع الواحد.

ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948 مع “النكبة” الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل، وما زالوا، بعد مرور 65 عاماً، يتواجدون في 12 مخيماً منتشرا في أكثر من منطقة لبنانية. وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفا.

ولفت المقدح إلى أن “الوضع الأمني ممسوك داخل المخيم”، متحدثا عن خطة توافقت عليها كل الفصائل تقضي بـ”عدم استقبال أي شخص أو أية مجموعة تأخذ المخيم رهينة”.

وقال: “تنسيقنا الدائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية يشكل حصانة لنا وضمانة بعدم تحول مخيمنا الى نهر بارد جديد”، باشارة إلى المواجهات المسلحة التي شهدها مخيم “نهر البارد” للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان في العام 2007 بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام الفلسطيني.

وأوضح أنّه يتم اعتماد برامج توعية شبابية لحثّ الشباب الفلسطيني على الابتعاد عن “سياسة التكفير والضياع والتصويب مجددا على العودة إلى فلسطين وعلى العدو الإسرائيلي”.

وأكّد مسؤول حركة حماس في منطقة صيدا جنوب لبنان أحمد فضل وجود إجماع بين القوى الفلسطينية كافة على موضوع أمن واستقرار مخيم عين الحلوة، لافتا إلى تفاهم يقضي برفع الغطاء عن أي شخص يخل بالأمن.

واستبعد فضل في حديث لـ(الأناضول) كليا أي وجود لـ”داعش” و”جبهة النصرة” داخل المخيم، معتبرا أنه “لا مبرر أصلا لوجودهم طالما هناك ساحات للصراع مفتوحة في المنطقة”.

وقال: “قد يكون هناك شباب يحملون أفكارا معينة لكن أعدادهم محدودة، وتحاول القوى الإسلامية داخل عين الحلوة الضغط عليهم حتى لا يقوموا بأي أعمال تخل بأمن المخيم أو تورطه بأي مشكلة مع الطرف اللبناني الذي تربطنا فيه علاقة أخوية”.

ولفت إلى أن مخيم “عين الحلوة” ينعم حاليا بالأمن والاستقرار أكثر من بعض المناطق اللبنانية، مستبعدا دخول أي مسلح سوري إليه، ومشددا على أن التفاهم بين القوى الفلسطينية والمتابعات الحثيثة للوضع داخل المخيم بالإضافة إلى التنسيق المتواصل مع القوى الأمنية اللبنانية، كلها عناصر تضمن استقرار المخيم.

وجدّد فضل التأكيد على أن لا علاقة للفلسطينيين بالأزمة السورية، لافتا إلى أن “الكل يعلم أن وضع المخيمات دقيق وحساس وخاصة عين الحلوة الذي هو دائما تحت المجهر كونه عاصمة الشتات”.

ولا ينكر فؤاد عثمان، مسؤول الجبهة الديمقراطية في منطقة صيدا وجود أفراد داخل مخيم “عين الحلوة” لا يعبّرون عن الموقف الوطني والسياسي الفلسطيني ولا تعكس مواقفهم المصلحة الوطنية الفلسطينية.

وقال: “هم مسؤولون عن مواقفهم هذه باعتبار أننا كقوى فلسطينية مجمعين على اعتماد سياسة الناي بالنفس وعدم التدخل بالشأن اللبناني الداخلي كي لا نجر المخيمات لآتون الصراعات اللبنانية ما يؤدي لضرب قضيتنا كلاجئين”.

وشدّد عثمان في حديث مع (الأناضول) على وجوب عدم التعاطي مع اللاجئين الفلسطينيين كتلة واحدة فيتم تنفيذ عقاب جماعي بحقهم، وقال:”لن نقبل أن يكون عين الحلوة مخيم نهر بارد جديد أو يرموك ثان…هناك إجماع فلسطيني وطني إسلامي بأنّه ممنوع ان يتم تخطي الخط الأحمر في المخيم بالرغم مما نشهده من إشكالات أمنية بين الحين والآخر”.

وأكّد أن “لا وجود رسمي وتنظيمي لا لجبهة النصرة أو لداعش في عين الحلوة، ولو تواجد أفراد يحملون نفس الفكر إلا أنّهم لا ينتمون لجهة تنظيمية”.

وناشد عثمان الجهات اللبنانية تجنيب المخيمات آتون الصراعات الداخلية، معتبرا أنّه على القضاء اللبناني التعامل مع المخلين بالأمن، الذين يثبت تورطهم، على قاعدة أن يكون عقابهم فرديا وليس جماعيا.

وقال:”ممنوع تمدد أي فكر تكفيري أو إرهابي يمارس عملا أمنيا في لبنان إلى عين الحلوة لأنّه ينهي قضية المخيم واللاجئين”.

وشهد لبنان منذ شهر أغسطس/ آب الماضي 10 تفجيرات بينها 6 انتحارية، استهدفت مناطق في بيروت، وفي مدينة طرابلس شمال البلاد، وبشكل خاص معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية ومدينة الهرمل شرق لبنان.

وتبنت “جبهة النصرة” و”داعش” 3 هجومات انتحارية ضد حزب الله ردا على قتاله الى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام الماضي.