أيها الفلسطيني اللاجئ المشرد ، هذا قدرك ،
تاريخ النشر : 2013-10-15 07:49

أيها الفلسطيني اللاجئ المشرد ، هذا قدرك ، فالموت دوما يلاحقك في البر والبحر والجو ، فأنت مطلوب ومطارد لرصاصات الاحتلال الصهيوني ، ولبنادق القتلة المرتزقة دعاة الربيع العربي ، لقد اغتالوك ببنادقهم المأجورة ، لقد تلون موج البحر باللون الأحمر القاني من دماء أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا وشبابنا ،

هربتم من الظلم ومن رصاصات الغدر هناك ، لتتلقاكم رصاصات عملاء الناتو التي لا تعرف الإنسانية ولا ضمير ، فالأرض ارتوت من دماؤكم الطاهرة لتطهرها وتثبت أن الفلسطيني دوما هو الضحية لمؤامرات الخونة من يدَعون أنهم عرب ، والبحر غرق بدمائكم لتتحول ملوحة البحر إلي لعنة تلاحق هؤلاء القتلة ، فالأرض تلعنكم يا أصحاب اللحى المزيفة ، وموج البحر يلعنكم ، دموع الأمهات تدعوا الله أن ينتقم منكم ، ودماء الأطفال تشكوكم إلي الله ،

ملعون ربيعكم وثوراتكم الخائنة ، سحقا لمن حول أعيادنا إلي حداد وأحزان ، سحقا لمن استقبل عيد الاضحي بدمائنا وعلي جثث الضحايا في عرض البحر ،

لن يغفر لكم التاريخ ولن تسامحكم دماء الضحايا ، لن تنسي دموع الأمهات والثكالي جريمتكم ، لن تغفر فلسطين لكم ،

عدد من اللاجئين الفلسطينيين وآخرين يقتلون بدم بارد وبوحشية ودموية في عرض البحر ، ضاقت بهم الأرض بمخيمات سوريا بعد حصار المخيم من شبيحة وبلطجية نظام الفساد ، ففروا بأرواحهم من موت في سوريا واضطهاد وملاحقة ، كي يجدوا مكانا آمن علي حياتهم ، إلا أن مرتزقة الناتو كانوا بالمرصاد لهذه الأرواح البريئة ،

كأنه قدر الفلسطيني هو الموت والدم ، كأنه قدرنا أن نكن الأضحية لبلطجية نظام الأسد القاتل ، ليكتمل الذبح علي يد عملاء الناتو بليبيا في عيد الاضحي ، كأنه قدر الموت يلاحقنا في كل مكان ، فأنت فلسطيني فأنت ملاحق بين اللجوء وبين بنادق الأوغاد الخونة ،

مطلوب من قياداتنا ومن نصبوا أنفسهم مسئولين عن الناس أن يتخذوا موقف عملي لحماية أبناء شعبنا أينما كانوا ، فالاستنكار والشجب وذرف الدموع وإعلان الحداد لن يعيد فقيد ولن يوقف نزيف الدم وانهمار دموع الآلم ،

فالي متى يبقي الفلسطيني هو الضحية لأي مرحلة أو معادلة ، إلي متى سيبقي هذا الدم نازف ، فيا قادتنا المبجلين ياسفراؤنا ، يا وزراؤنا ، يا أصحاب المسميات والمراتب ، اتقوا الله في شعبكم اللاجئ المضطهد ،

في الوطن نذبح ، وفي اللجوء نذبح ودمنا يراق من الوريد إلي الوريد ، فالي متى ؟؟؟ ضاقت بهم الأرض فركبوا البحر بحثا عن امن ، فكان البحر علي موعد مع الدم ، كان الموعد مع الجريمة النكراء الغاشمة ، كانت الأيادي العابثة الخائنة تتربص وترتجف وتضغط علي زناد الموت لتقتل براءة الطفولة ، وتذبح وطن تاه بين اللجوء والشتات وبين قيادات وحكومات ووزراء بلا سلطة ولا مقومات ،

أيها الفلسطيني ، يا من تحلم بوطن امن ، وعودة للوطن ، أيها الحالم بحياة كريمة ، لا تحلم فأنت ليس من حقك حتى الحلم ، فأنت علي موعد مع الموت والدم والآلام ، فلا تستصرخ أحدا ولا تستغيث ، ولا تستنجد ، ففي هذا الزمن ، قد مات الضمير وشيع جثمانه ، وما عاد هناك ضمير يذكر ،

لا تبحث عن عدل في هذه الأرض ، فقد مات عمر ، لا تنتظر نخوة من زعماء عرب فقد مات المعتصم ، لا تنتظر المنقذ والمحرر فقد مات صلاح الدين ،