خطاب الرئيس عباس في المؤتمر السابع يفتح قضايا الداخل والخارج ويتجاهل الواقع التنظيمي لفتح
تاريخ النشر : 2016-11-30 20:34

أمد/ رام الله - متابعة : بدأت الجلسة المسائية للمؤتمر العام السابع لحركة فتح ، بكلمة لرئيسه عبدالله الأفرانجي ، والتي تميزت بالعفوية والصخابة دعماً للرئيس محمود عباس ، الذي ألقى كلمته أمام الحضور وجاء فيها :

بدأ بأية قرأنية "لقد فتحنا لك فتحاً مبينا" ، شاكراً الضيوف الذين لبوا الدعوة لحضور المؤتمر ، كما خص خمس فتية فلسطينيين تم احضارهم للمؤتمر كنماذج للمستقبل كما قال .

وقبل الدخول بكلمته حيا  الرئيس عباس أصحاب الاحتياجات الخاصة ، مقدما لهم جزيل الشكر على تضحياتهم في مسيرة الحركة .

وأكد عباس على استقلالية القرار الفلسطيني ، مذكرا بإنعقاد المؤتمر الأول والذي لم يحضره أكثر من أربعة من الحضور كما أشار ، ومتمنياً أن يكون المؤتمر القادم في عاصمة فلسطين .

وأضاف أن التزامنا بعقد المؤتمر بعد المؤتمر السادس في بيت دلالة على إصرار حركة فتح أنها ملتزمة بقانونها الاساسي .

وقال أن حركة فتح تمثل حركة وطنية صلبة على مستوى العالم بأسره ، وولدت من أجل محو الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ، وكانت انموذجاً لكل احرار العالم ، والحركة لاقت التفافاً كبيراً من ابناء الشعب الفلسطيني وستظل غلابة منتصرة ، تذلل العقبات صموداً نحو كرامةالشعب الفلسطيني وتحقيقاً لدولته وتحريراً للأسرى وتحقيق أحلام الشعب الفلسطيني .

وحيا الرئيس عباس شهداء اللجنة المركزية وشهداء الثورة الفلسطينية كما حيا شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية والاسلامية .

واستذكر عباس القادة التاريخيين للشعب الفلسطيني ، منهم أمين الحسيني وخالد الفاهوم وعبدالحميد السايح وأحمد الشقيري وغيرهم .

وخص الأسرى بكلمته محيياً الأسير مروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وكريم يونس شيخ الأسرى والاسيرات الفلسطينيات والأسرى الأطفال .

وعاهد الرئيس عباس أن يحقق الحلم الذي رسمه كل من سبقوه ، وأن يرفع علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائيس القدس .

 وخص الرئيس عباس الشهيد أحمد الشقيري بكلمات مسلطاً الضوء على نضاله وعقده المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس عام 1964 وأسس منظمة التحرير الفلسطينية والصندوق القومي الفلسطيني وجيش التحرير الفلسطيني .

وفي حديثه عن الثوابت الفلسطينية ، قال أن الثوابت الفلسطينية التي اعتمدت في الثمانيات منن القرن الماضي ، واعتمدها المجلس الوطني الفلسطيني عندما كان تعداده 700 ممثل عن كل الشعب الفلسطيني ، ولن نفرط بهذه الثوابت ومن يدعي تفريطنا بها فليأتي ويحاسبنا ويقول لنا عن ماذا فرطنا ، وجاءت انتفاضة الحجارة وكانت انتفاضة مواقف سياسية ، واعترف اننا استلهمنا كل ثوابتنا من هذه الانتفاضة .

وعن المفاوضات وأوسلو قال الرئيس عباس ، ولا نخجل أن نتكلم عن اتفاق أوسلو لأنه اتفاق مباديء وكل ما فعلناه هو التمهيد لعودة القيادة الى أرض الوطن ، بدليل أننا نعقد مؤتمرنا في وطننا ، ورغم كل المعيقات ، لم نفرط بالثوابت ، وبهذا الاتفاق و(أنا الذي وقع الاتفاق) وكان الاتفاق محطة من المحطات مارسها الشعب الفلسطيني وحققو ا عودة 600 ألف فلسطيني وعربي ، وبعد اتفاق اوسلو عاد الكثير من العائلات وبقوا في وطنهم ولا نقول أننا حققنا الدولة بل نقول أننا دولة تحت الإحتلال ، وبقي 54 ألف عائلة بدون هويات وتمكنا بالاقناع أن نحضر لهم الهويات وهذه خطوات وليست إلا .

وأضاف :" نمشي خطوة خطوة ومن يستطيع أن يعمل ( نوك آوت) فليعمل !!!.

وقال الرئيس عباس بأن وجود السلطة التي سمها الرئيس ابو عمار بالسلطة الوطنية الفلسطينية ، واجرينا انتخابات ونجح فيها الرئيس ياسر عرفات ، وبعد استشهاده تحملت من بعده هذه المهمة ، وكان ابرز انجازاتنا الأمم المتحدة ، وعندما وجدنا أن المفاوضات لم تحقق أي نتيجة قررنا في العام 2011 الذهاب الى الأمم المتحدة ، لكي نحول منظمة التحرير الفلسطينية من عضو مراقب بالامم المتحدة ، ولكن افشلنا ولم نتمكن ولا أحد يسأل لماذا .. في عام 2012 اعدنا الكرة ووزارة الخارجية اجتهدت كثيراً لكي نحشد الجهود وكل اسبوع نعد كم دولة ستصوت لصالح فلسطين ، وبعدها ذهبنا مطمئنين وفي يوم التصويت جاء من يقول لنا أن 50 دولة ستنسحب قبل التصويت وخرجت من القاعة الى قاعة التدخين ، ودخنت علبة سجائر كاملة وأنا بحالة توتر شديد ، من الموقف وكان هناك عراقيل توضع لكي لا نحصل حتى على عضوية دولة مراقب ، لأن الدولة العظمى لا تريدنا دولة مراقب ، ويريدون أن تبقى قضية فلسطين ترواح مكانها ، ومورست علينا ضغوط كبيرة وجبارة ولكن لأننا نملك "شوية تياسة" واصرينا على الذهاب الى التصويت والذي اعطاني اشي يأخذوا ولا اريد شيئاً ، وماذا نريد من هذا الكرسي اذا لم نحقق ، وعندما بدأ التصويت ولم أر شيئاً ورياض وصائب يقرؤون لي كم حصلنا حتى ثبتت 182 صوت مع وتسعة ضد وهذا يدل اذا كانت هناك إرادة يتحقق المراد ولكن اقسم بالله بأننا دولة مراقب ولكننا نؤثر أكثر من عشرات من الدول الاعضاء ، وسنواصل مشوارنا وسنذهب الى الأمم المتحدة ونطالب بعضوية كاملة .

 واضاف انضمت فلسطين الى 44 مؤسسة ومنها اليونسكو والمحكمة الجنائية الدولية ، ومن حقنا أن نشتكي ، وبعضهم سألنا لماذا تريد المحكمة الجنائية قلنا لكي نشتكي وقول لهم ( لإسرائيل) أن لايعتدوا علينا ، ومنهم من قال لنا لنرفع علم فلسطين مثل دولة الفاتيكان لأن البابا فرانسيس رجل عظيم ، واجرينا اتفاق على التصويت وحصلنا بأصوات تؤهلنا لرفعه وكان ذلك ، معلقاً على أحد قيادات حماس الذي وصف العلم بالخرقة .. وكانت خطوة .

وقال الرئيس عباس أن الاتحاد الأوروبي أخذ قراراً بإدانة الاستيطان ودعت اسرائيل الى وقف الاستيطان وهذا انجاز ، وسمعت في أحد المرات داخل البرلمان الأوروبي النشيد الفلسطيني مشفوعاً بالنشيد الأوروبي .

وأكد عباس على أننا مصممون على الانضمام الى كل المؤسسات الدولية حتى ولو زعل صائب.

 وأضاف أن هذه الانجازات مسار مشوارنا في الفترة السابقة ، وكانت فتح أول الرصاص وأول الحجارة وستبقى حتى تحقيق النصر ويقولون متى ذلك نقول قريباً ولا يضيع حق وراءه مطالب .

ووجه كلمته للاحتلال الاسرائيلي قائلا ستزيل الاستيطان "غصب عنك" ونحن باقون هنا ولن تتكرر مأساة 1948 ولا نكسة 1967 ، وشارون خرج من مستوطنات قطاع غزة خرج بليلة واحدة ، وسنبقى موحدين تحت راية فلسطين ونعتز بنساء ورجال فلسطين .

وأكد على أن إنهاء الانقسام ضرورة حتمية ولا دولة بدون غزة ، ونقول أننا مددنا أيدينا الى أخواننا في حماس وقد قلنا منذ البداية أننا لن نتقاتل وسيكون الحل سلمي ، ونقدم الشكر لمصر ولقطر ، ومصر باقية هي المسئولة عن المصالحة ، والمصالحة يجب أن يكون على أساس الانتخابات ومن يحصل على أصوات الشعب يذهب لحكم البلد ، واذا أرادوا تشكيل حكومة وحدة وطنية وإلا لنذهب الى الانتخابات .

وشكر الرئيس عباس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل على كلمته واعتبرها مشجعة ، ورفض عباس أن يسمى أحداث 2007 بالانقلاب مكتفياً بقول ( كان اللي كان)

وعن المشاركة في جنازة بيريز قال عباس لن ابرر زيارتي لأنني مقتنع فيها والعمل المسئول والقائد يجب أن يأخذ قرار ، والقائد بدون قرار (يروح يضب حاله) ، ورغم محاولات البعض وهجمت الفيس بوك وعلى ذلك أقول أن ذهابي ترسيخاً للتواصل المجتمعي ، وأنا أول مجرم فيها وفي أوائل السبعينات تكلمت مع اليهود وحوارتهم وفي القيادة اخذنا قرار بالتواصل الاجتماعي مع كل الناس داخل اسرائيل لفتح حوار مع كل اطياف الشعب الاسرائيلي .

وتطرق الرئيس عباس في كلمته التي استمرت الى أكثر من 180 دقيقة الى الواقع العربي والاقليمي ، والعلاقات مع الدول المجاورة ، والتأكيد على عدم التدخل بالشئون الداحلية للدول كما عدم السماح للدول بالتدخل في الشأن الفلسطيني الداحلي ، بذات الوقت يطلب من مصر أت تبقى المسئولة عن ملف المصالحة مع حماس .

وقال الرئيس عباس أنه يدعم كل مستثمر يحضر الى فلسطين ويعمل ويربح ويريد تنمية صناعية وزراعية وتطوير في البنى التحية .

وتطرق الى اقتراح وضع للمؤتمر بتشكيل لجنة خاصة لقطاع غزة ، تنتظر الاقرار من المؤتمر .

وفتح ابو مازن العديد من المحاور والملفات بما فيها الفساد والقضاء والحكومة والذهاب الى الأمم المتحدة ، ولكنه تجاهل الوضع الداخلي لتنظيم فتح وما يجري فيه ، وتجاوز الحديث عن قرارات الفصل والاقصاء لعديد من اعضاء المجلس الثوري ونواب التشريعي رغم حماية القوانين والانظمة لهم وحقهم بأن يكونوا اعضاء في المؤتمر العام لحركتهم .

كلمة الرئيس عباس المطولة استقبلها الكثيرون في قاعة المؤتمر بالترحيب والتصفيق والتهليل في مؤشر أن المؤتمر سيكون شكلياً وشارباً للقرارات الجاهزة .