الى مختار المقاطعة
تاريخ النشر : 2016-11-28 16:22

كنت اود لو رضيت ان يكون موقعك اكبر من ذلك، رئيسا بحجم الوطن، وهذا ما اردناه لك، حين فوضك الجميع، ابا قبل الرئيس، على اساس ان الامانة تفترض ان تكون خير خلف لخير سلف. انطلاقا من الادبيات الفتحاوية وتربيتها لابنائها.

لكن في عهدك، اصابنا ما اصاب اسد الغابة، حين وجد ان ابو الحصين يربط والفار يحل. فحل بالغابة الخراب، وسرق من سرق اشجارها، وايبس اغصانها، ولم يسمح للزرع الجديد ان يخضر في البستان، الذي طلب سلفك ان تتفتح به الف زهرة وزهرة.

هل تدري ان ابنائنا، كانوا يقولون عن الياسر جدو بكل تودد وتحبب، كنا نضيع بينه وبين ابائنا.اما انت لاجل حفنة من الاحفاد، قطعت قوت يوم اطفالنا وعائلاتنا، نعم لن نكابر نكاد نقول جعنا، لكننا لم نركع ولن نركع،ولم نخنع ولن نخنع. اه ياسر، غدر بنا رحيلك وخدعنا حتى النخاع.

صدقوه حين قال سلاحنا المؤسسة، سنكون شركاء، فكان كالذي اوكل بقسمة الجبنة، فبدل ان يتحول الفرد في خدمة المؤسسة، اصبحت المؤسسة في خدمة الفرد، فسرق كل السلطات، وتوج وورث الابناء، فاصبحوا علية القوم، ومن حكام المزرعة.

ما تفعله اليوم تحت مسمى المؤتمر السابع، وفي يوم التقسيم الذي حوله الرمز الى يوم تضامن مع الشعب الفلسطيني، تعيده محطة الى تقسيم المقسم، وشرذمة حركة الشهداء والتاريخ، وتستبدلها بدائرة ضيقة من الاتباع، الذين يجيدون التصفيق ورفع الايادي بجدارة، عن اي مؤتمر سنحدث اولادنا، وماذا يقولون رجال التاريخ في العاصفة، الذين افنوا عمرهم في الرحلة النضالية الطويلة، ورافقوا من سبقوهم من الشهداء، انهم خارج بقعة الضوء، مستبعدين عن المؤتمر الذي عضويتهم به حق مكتسب وشرعي، اي كلمة مخنوقة بالغصة في حلقهم سيقولونها لاحفادهم عن غيابهم اللاشرعي، وهم يشاهدون حفلة التدمير لتاريخهم عبر التلفاز.

بمنطق مشروعك وبرنامجك ونهجك، اجد لك التبرير ان تستبعدهم، لانهم سيكونون عصي في دولابك، فهم رواد الكفاح المسلح، والطلقة الاولى، والشهيد والاسير الاول والانتفاضتين، وانت ضد كل هذه المعايير، انت شطبت الكفاح والمقاومة، وهم روادها، انت شطبت فلسطين التاريخية، حتى بلدك صفد منها.

قرات التقرير السياسي وليس المشروع المقدم للمؤتمر، وجدته انشاء في انشاء، لا يحاكي ما بين المؤتمرين من اخفاقات وتراجع في سلم ترتيب القضية، وزيادة رحلة الالام والعذاب والمعاناة بفعل التوغل الاحتلالي بكل اشكاله، وكيفية مواجهته،واسقط وليس سهوا، بل عمدا، مرحلة فتح ابو عمار والقادة الشهداء. الذي لم يتعرف اليهم قسم من الاجيال المستقبلية.

هل نسيت ان وظيفة اي مؤتمر هي تقييم الماضي لبناء الحاضر بطريقة افضل، لتحقيق الاهداف، لكن اتفهم وضعك الذي يريد ان تكون وظيفة المؤتمر حفلة انتخابية، تبعد فيها من تريد، وتأتي بمن تشاء.

نحن اللاجئين، الذين نعاني ما نعاني، حتى اصبح كل منا يحمل اسم ايوب، ما حجم تمثيلنا في المؤتمر، ونحن القضية الاهم، والعقدة المستعصية، اذا حذفت او قزمت في تقريرك السياسي، من سيدافع عنها، ويثبتها في قائمة الثوابت، التي يقول فيها سحيجتك عنك( الامين المؤتمن على الثوابت) وانت من قلت جهرا، لن تغرق دولة الاحتلال بخمسة ملايين من اللاجئين. وانت ابن سوريا، هل تسمع عن مخيمات اليرموك وخان الشيخ ودرعا وحندارت والنيرب ما حل بهم. هل سمعت عن جدار العار في عين الحلوة، والذي صرحت قبلا بعدم شرعية السلاح، وضرورة سحبه.

طبعا نحن اللاجئين لا يتم تمثيلنا بحجم ماساتنا وقضيتنا، بل تعطينا تصريحا بالهجرة الطوعية الى مسالك الموت والغرق في البحار.

هذه الحفلة( المؤتمر) هي اخر حبة في عنقود التامر على فتح واستطرادا فلسطين، لما تمثل فتح من مكانة عظيمة في مسيرتها، اني لا ارى فيكَ سوى صورة غاربوتشوف الفلسطيني. فهو دمر الاتحاد السوفياتي ومضى، وانت تريد تدمير فلسطين وفتح، وتمضي. لقد قلصت فتح الى حجم المقاطعة، وفقدت مشروعيتك برئاستنا،واصبحت جديرا بلقب مختار المقاطعة على من دعي وحضر احتفال تنصيبك.