حركة فتح .. علي اعتاب المؤتمر الحركي السابع.!!
تاريخ النشر : 2016-11-28 12:52

يأتي عقد المؤتمر السابع لحركة فتح في ظل اوضاع فلسطينية معقدة لا تنفصل عن الواقع الذي تعايشه وتمر فيه حركة فتح وبات من الضروري الخروج من حالة المراوحة الي واقع تتغير معه معادلة سائدة اصبحت بحاجة الي تجديد وتمتين وتمكين لمواجهة استحقاقات لا تقف عند حدود العمل التنظيمي وتتعداه الي الهم الوطني العام بكافة جوانبه وقضاياه ومعضلاته ومشكلاته حركة فتح حاضرة وبقوة في معادلة الوطن والمواطن ولا يمكن منطلقاً فصلها عن الحالة الفلسطينية رغم ما تعانيه وما تتعرض له أثبت بالمنطق والدليل القاطع انها حركة الكل الفلسطيني و الرائدة والوعاء الجامع و الأخت الكبرى حتي مع وجود منافسين.! لم ينالوا من حب جمهورها ومؤيديها ومن أمنوا بفكرتها وتوارثوا حبها وساروا علي نهج الياسر والخليل وصلاح والقائمة طويلة..

من هنا عقد المؤتمر الحركي السابع ضرورة حركية ووطنية مُلحة وهامة على طريق ترتيب البيت الفتحاوي لمواجهة التحديات الجسام , ويمثل ذلك الوقود النقي الصافي لاستمرار دوران عجلة البناء التنظيمي الراسخ والتعاطي مع المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية على كافة المستويات , وبات عقد المؤتمر الحركي استحقاقاً حركياً مُهماً كونه سيسهم في ترتيب و تصويب و تصليب البيت الداخلي للحركة , ويُفسح المجال بزوغ قيادات حركية جديدة في كافة الاطر التنظيمية و الحركية وهذا من شأنه ان يحقق انطلاقة واضافة نوعية للعمل الحركي الريادي كي يستطيع التعاطي مع متطلبات مرحلة مهمة تمر بها القضية الفلسطينية ولها استحقاقاتها على الساحة الدولية مع الحراك السياسي الذي تشهده اروقة المؤسسات الدولية يحتاج الي موقف فلسطيني موحد وفتحاوي قوي لاستكمال فصول معركة سياسية مفتوحة مع دولة الاحتلال احدث الفلسطينيون تغيراً في المواقف السياسية لصالح قضيتهم وانتزعوا اعتراف دولياً بوجودهم وبحقهم بأرضهم علي طريق الاعتراف بحقهم بتقرير المصير و الدولة وهنا يشار الي دور القيادة السياسية و الدبلوماسية الفلسطينية وحركة فتح المحوري والمركزي متوجاً بنضال شعبنا من اجل انتزاع الاعتراف الدولي بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وهذا يستدعي ان تكون حركة فتح حاضنة المشروع الوطني قوية وان يتم معالجة أي اشكاليات تنظيمية داخل اطر الحركة ومؤسساتها ذات الاختصاص بعيدا عن محاولات التشوية والقذف و التشهير, ولأجل ذلك تسعي القيادة التاريخية للحركة ومن موقع المسؤولية والوعي والادراك تجاوز كل ما من شأنه ان يعيق دور الحركة ويثنيها عن مواقفها واشغالها في اوضاعها الداخلية , وتعمل بوتيرة متسارعة وخطي ثابتة من اجل توفير بيئة تنظيمية لعقد المؤتمر الحركي السابع يعيد صياغة الواقع الحركي , ويخلق حالة تفاعلية ايجابية بين اطر الحركة وروافدها يسهم في ترتيب بيتها الداخلي وتحصينه من محاولات العابثين بوحدتها و المشككين بقدرتها على قيادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق الاستقلال الوطني , ما يهمنا من عقد المؤتمر السابع ان تكون مخرجاته علي قدر المسؤولية الوطنية و التنظيمية وصعود نجم قيادات فتحاوية قوية يمكنها ان تتحمل امانة العمل الوطني و التنظيمي باقتدار وتحمل الراية عالية من جديد والانطلاق الجاد نحو ترتيب البيت الفتحاوي علي اسس تنظيمية قوية تعيد للحركة هيبتها ومكانتها وقوتها وتماسكها كي تعود تتصدر المشهد الوطني من جديد كما عهدناها وتواصل معركة التحرر الوطني علي كافة المستويات والصُعد علي طريق انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية واقعاً قائماً ,ومن هنا الحفاظ علي حركة فتح قوية ومتماسكة يكتسب بعداً وطنياً مهماً لا تقف اهميته عند الفتحاويين فقط.! وانما يتعداه الي المسؤولية الجمعية للكل الفلسطيني علي اختلاف انتماءاته الفكرية و الايدولوجية خاصة مع ما يمثل ثقل ووزن حركة فتح بين جموع الشعب الفلسطيني , ومحاولة اليائسين والحالمين الرهان علي ضعف الحركة ووهنها والاستعداد لتبوء مكانها لن يحدث واتثبت الاحداث والمعطيات ان ذلك مطلب صعب المنال وسيبقي أمنية مستحيلة لدي ضعاف النفوس من اصحاب الانتماء الحزبي الضيق دون ان يدرك هؤلاء ان غياب حركة فتح عن المشهد الفلسطيني يشكل خطراً وتهديداً علي المشروع الوطني مع ما تمثله فتح من حاضنة له , وعلي الكل الفلسطيني ان يدرك حقيقة ان حركة فتح تمثل صمام الأمان , وعمود الخيمة الرئيس الذي يقوم علية النضال الوطني بكافة اشكاله, ومن هذا المنطلق يجب الي يخلص الكل الفلسطيني لأي نتيجة مفادها ان قوة الحركة وتماسكها يصب في المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وقضيته مهما كان الاختلاف بين البرامج السياسية والحزبية , ويبقي امام الشعب الفلسطيني فرصة توحيد ما يملك من الطاقات و الامكانات و ادوات النضال المختلفة بما يخدم مشروعه الطموح ويخطو باتجاه بوابة الحرية والانعتاق من الاحتلال المغتصب ووضع نهاية حتمية لممارساته العنصرية و سياساته الفاشية المتواصلة, لن يكن هذا ممكناً دون ان تكون حركة فتح قوية تستطيع ان تواجه التغول و الصلف و التعنت الاحتلالي وتستكمل مشوارها وتحقق هدفها الثابت و الراسخ بالاستقلال و الدولة والعاصمة القدس..

عقد المؤتمر الحركي السابع لحركة فتح يجب ان يلبي طموح الفتحاويين آمالهم وألا يزيد من شعور الاحباط من خلال مناقشة معمقة ومستفيضة لكل ما يختص بواقع الالحركة تتعلق بمسببات الترهل والتراجع ومحاولات البعض شق صفوفها او الخروج عن أطرها التنظيمية الرسمية بإنشاء أطر موازية ما يشكل اضعافاً لبنيتها لن يكن في مصلحة من يمتلكون حساً وطنياً وينتمون بصدق لفكرة قلما نجدها في وجدان وقلب الفلسطينيين اينما تواجدوا وان اختلفوا مع نهجها هم مدينون لها و لعطاءها ولدورها الريادي والرائد والفاعل بالقطع لا يمكن القفز عنه او اغفاله مع ما قدمته الحركة من تضحيات جسام منذ انطلقت واقترنت بالثورة الفلسطينية المعاصرة في الاول من يناير من العام 1965م ولا زالت تشق طريقها رغم الكثير من المعيقات ومحاولات القوي الاقليمية التأثير علي استقلالية قراراتها من خلال استغلال نفوذ البعض والضغط علي القيادة التاريخية للحركة وابتزازها.! وهذا ما افشلته الحركة وواجهته ايماناً منها بحرية و استقلالية قرارتها ورفض الإملاءات وعدم الخضوع لرغبات واهواء الغير تحت أي مسمي او ذريعة كانت.

علي اعتاب المؤتمر السابع للحركة ترنو العيون وتترقب الافئدة بشغف واهتمام استثنائي فعاليات المؤتمر مع ما سيمثله من مدخل مهم وطريق آمن يفسح المجال امام مخرجات علي قدر المسؤولية تحاكي نبض الفتحاويين وتحقق امنياتهم بواقع حركي جديد يسهم في ضخ دماء جديدة من خلال الاختيار المباشر و النزيهة لقيادة الحركة تضطلع بمهام تنظيمية ووطنية ترقي لمستوي الظروف السائدة والمتغيرات المحيطة ومواجهة سياسات الاحتلال واجراءاته المتواصلة وهو بدوره يرقب ما سيفضي عنه مؤتمر الحركة من نتائج حتي لو تشير الدوائر الرسمية لذلك لكن يبقي لدولة الاحتلال حساباتها وهي تعلم حالة الاعداء التي تناصبها لها الحركة رغم اتفاقية السلام الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال , ولم يكن منع كوادر الحركة من الاسري المحررين من الوصول و المشاركة في اعمال المؤتمر الا ليؤكد علي حقيقة دولة الاحتلال العنصرية والارهابية وانها تناصب العداء لكل ما هو فلسطيني ويزعجها الاجتماع المهيب لقيادات وطاقات من الشعب الفلسطيني يزداد وهجه مع الدعوة التي وجهت الي لحركتي حماس و الجهاد الاسلامي كفصيين اصيلين فاعلين لهما وزنهما في ميدان العمل الوطني ومن خارج اطار منظمة التحرير سيشكل حضورهما صفعة قوية لدولة الاحتلال ولكل المتربصين بشعبنا الفلسطيني تزداد قوتها مع مشاركة وفود عربية اقليمية عالية المستوي في اعمال المؤتمر ما يُكسبه اهتماماً واسعاً تستحقه حركة تحرر وطني فلسطيني لها حضورها في وعي وادراك احرار العالم ودعاة الحرية والكرامة الانسانية ومقاومة الاحتلال و العنصرية ومن هنا يجب ان تتضح معالم المرحلة القادمة بعد انتهاء فعاليات المؤتمر واختيار القيادات الفتحاوية الواعدة وسيكون علي عاتقها رسم ملامح المرحلة القادمة علي اختلاف مستوياتها واهمها بعد ترتيب البيت الداخلي للحركة والنهوض بها الاعداد الجاد والحقيقي لمؤتمر الوحدة الوطنية الداخلية وانهاء الانقسام ومعالجة تداعياته التدميرية علي واقعنا الفلسطيني وتوحيد الطاقات وادوات النضال الوطني لمواجهة مشروع دولة الاحتلالي التهويدي والقضاء علي حلم الدولة المستقلة من خلال تبني استراتيجية وطنية موحدة تعيد صياغة المشروع الوطني التحرري وتوجيه البوصلة نحو الاحتلال والاحتلال فقط .! من اجل انتزاع حق وطني ثابت راسخ يناضل من اجله الجميع علي اختلاف انتماءه الحزبي والأيديولوجي وطنياً كان ام اسلامياً جميعها فصائل عمل وطني وجدت من اجل هدف واحد اسمي يتمحور حول تحرير الارض و الانسان.

يوم التاسع والعشرين من نوفمبر يرتبط بأحداث تاريخية عديدة ترتبط بالقضية الفلسطينية ومن ابرزها كان القرار الجائر رقم 181 الصادر عن الامم المتحدة عام 1947م القاضي بتقسيم فلسطين الي دولتين يهودية وعربية , وذات التاريخ له علاقة بيوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني الذي يحتفي به العالم منذ العام 1977م , وكان الحدث الابرز والمهم حينما شهد التاسع والعشرين من نوفمبر من العام 2012م علي الاعتراف الدولي بدولة فلسطين بصفة عضو مراقب والامر الذي شكل محطة مهمة من تاريخ الصراع وانتزاع اعترافاً دولياً بفلسطين كدولة لها حقوق معترف بها وافسح المجال امامها لدخول المؤسسات و الهيئات الدولية وتثبيت حق الفلسطينيين بوطنهم رغم كل ما تقوم به دولة الاحتلال من تهويد ومصادرة وبناء استيطاني انتصرت يومها الدبلوماسية الفلسطينية في معركة سياسية شرسة لم تنهي بعد ولذلك يوم التاسع والعشرين من نوفمبر يوم استثنائي سيبقي شاهداً مرة اخري علي حدث وطني مهم وليس عابراً يكتسب اهتماماً مضاعفاً من الفلسطينيين وغيرهم ممن راهنوا علي عدم نجاح مسعي حركة فتح في عقد مؤتمرها العام, ولم يكن هذا الاهتمام جزافاً او عابراً او طارئاً وانما يكتسب اهميته من الاجماع والالتفاف الجماهيري حول حركة فتح و الرغبة الجامحة لكل الفتحاويين و الوطنيين اينما كانوا بأن تنهض الحركة من جديد وتتعافي وتنطلق من اجل استكمال مشروع الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال ولن يكن ذلك ممكناً او متاحاً دون توحيد طاقات الحركة اولاً وترتيب بيتها الداخلي و الحفاظ علي وحدة قرارها ونبذ أي خلافات جانباً من مبدأ ان هناك معركة مفتوحة مع الاحتلال تحتاج الي حركة فتح قوية متماسكة , وتحتاج الي كل القوي و الفصائل الفلسطينية والفاعليات الشعبية لاستكمال مشوار نضالي يحتاج الي تضافر ووجود الجميع بلا استثناء..

فتح في انتظاركم .. كونوا علي قدر من المسؤولية والالتزام الادبي و الاخلاقي والانتماء الصادق للحركة وفكرتها , واقذفوا بأي اجتهاد او رأي شأنه ان يخلق ازمة بعيدا , واستقبلوا مرحلة جديدة وعهد جديد فتح تنظركم وكلها أمل بأن ينجح عرسها التاريخي وان تكلل فرحتها بنجاحكم فلا مكان للإخفاق والجميع يرقبون ما سينتج عن المؤتمر ما يدلل علي الاهمية القصوى التي تكتسبها الحركة في دوائر صنع القرار سواء كانت في دولة الاحتلال او الاقليمية و الدولية التي تتابع اعماله وتنتظر مخرجاته ومن هنا حركة فتح علي اعتاب مؤتمرها تنتظركم علي أمل ان يشكل المؤتمر فرصة تاريخية نحو التغير للأفضل ورسم ملامح خارطة طريق تعيد ترتيب القضايا الوطنية وتولي الهم الوطني اهتماماً اكثر وتستعيد زمام المبادرة بما يخدم فلسطين وقضيتها ونضالها .. فتح تنظركم فلا تخذلوها وكونوا علي قدر كاف من المسؤولية والالتزام الادبي و الاخلاقي , لا مكان للمزايدين والمحبطين والمتسلقين والمنتفعين ولنطلق العناء لليد الفتحاوي لتعمل والقانون الحركي ليحاسب كل من يسئ و اساء , ونسهم جميعاً في اعادة الهيبة للحركة الرائدة التي تشكل العمود الفقري للمشروع الوطني التحرري , وأم الجماهير الفلسطينية , وخيمة النضال الوطني التي يستظل بها الكل الفلسطيني , وواجب الحفاظ علي قوتها وتماسكها مسؤولية وطنية وشعبية لأن بقاء حركة فتح قوية سيشكل صمام أمان للكل الفلسطيني ومن يراهن علي ضعفها وسقوطها واهم ومصاب بالعمي..