ابرز ما تناولته الصحف العبرية28/11/2016
تاريخ النشر : 2016-11-28 11:08

تكتب صحيفة "هآرتس" ان رئيس قسم الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي، الجنرال هرتسي هليفي، حذر خلال اجتماع مغلق عقد في جامعة تل ابيب، امس، من التصعيد وعدم الاستقرار في الضفة الغربية خلال العام المقبل 2017، وذلك على خلفية تقوض مكانةالرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال هليفي، ايضا، ان الانتخابات في ايران في ايار 2017، يمكن ان تشير الى استمرارية الاعتدال التدريجي في الدولة. واضاف ان دخول دونالد ترامب الى البيت الأبيض سيضع في الاختبار "ايديولوجية الاعتراض" التي منحته الفوز في الانتخابات.

وكان هليفي يحاضر امام اعضاء النادي التجاري – الاكاديمي في الجامعة، الذي يترأسه رجل الاعمال امنون ديك. وقالت مصادر شاركت في اللقاء ان احدى النقاط الرئيسية التي شملها الاستعراض الذي قدمه هليفي، كانت مسألة تقوض الوضع الأمني في الضفة الغربية خلال العام المقبل، على خلفية الصراعات السياسية الداخلية في السلطة، في مسألة اليوم التالي لعباس. وقال ان "سنة 2017 ستكون غير مستقرة في السلطة. ستكون هناك الكثير من الجهات التي ستعترض على قيادة ابو مازن، وسترغب حماس بتحقيق انجازات امامه. وسيؤدي ذلك الى واقع شديد التحدي في يهودا والسامرة".

وقال رئيس شعبة الاستخبارات ان انخفاض عدد العمليات في الأشهر الأخيرة ينبع من ثمنها الباهظ بالنسبة للجمهور الفلسطيني وحقيقة ان اسرائيل تحارب منفذي العمليات من خلال الامتناع عن المس الجماعي بالسكان. وتطرق الى الشبهات بإشعال الحرائق على خلفية قومية، وقال: "سنجد طريقة لمواجهة الحرائق، لكنه سيتم بعد ذلك اختراع امور جديدة. هذا سيأتي على شكل امواج ويجب الاستعداد لذلك".

وبدا هليفي متفائلا بشأن دفع العلاقات بين اسرائيل ودول مثل السعودية واتحاد الامارات، وقال: "لدينا نحن والدول السنية مصالح مشتركة. ما الذي سيتم عمله مع ذلك، هذه مسألة اخرى، لكن هذه هي الفرصة الكبيرة بالنسبة لإسرائيل خلال السنوات القادمة".

والنقطة المركزية الثانية التي تطرق اليها هليفي تتعلق بالانتخابات الرئاسية في ايران في ايار 2017. وقد ادعى بأنه اذا فاز الرئيس روحاني في الانتخابات، فمن المتوقع ان يواصل اتجاه التغيير الذي قاده في الدولة خلال السنوات الاخيرة. وقال ان روحاني "يصغيبشكل اكبر الى مطالب شعبه". واضاف: "بعد خمس الى ست سنوات، قد نرى ايران مختلفة.. الايرانيون اقوياء في كليات الهندسية وينتصرون في أولمبياد الرياضيات، لكنهم لا يبقون للعيش في ايران، وربما تكون السلطة التي سيتم انتخابها هي التي ستجعلهم يبقون في بلادهم".

وتطرق هليفي ايضا، الى نتائج الانتخابات الامريكية، والمعارك الانتخابية المتوقعة قريبا في اوروبا، وقال ان "العالم يمر في مرحلة بلوغ وهناك في الكثير من الدول تصويت مضاد". وفي اشارة الى الانتخابات الأمريكية قال ان "ترامب فاز لأنه كان ضد المنظومة.السؤال المطروح الان هو كيف ستواجه ايديولوجيته المضادة الاختبار، وكيف سيعمل ضد المنظومة من داخل البيت الابيض". وفي هذا السياق قال، ايضا، انه اذا وصلت الى السلطة احزاب قومية في الغرب، فستتعزز مؤسسة الدولة، وسترتفع الأسوار بين الدول.

ولدى تطرقه الى الأوضاع في تركيا، بدا هليفي متشائما ازاء الطريق الذي تمضي تركيا نحوه، وقال انه يحظر على اسرائيل اظهار تحمس بالغ لتسخين العلاقات مع انقرة. "بعد خمس او عشر سنوات، لن يتم ابراز ميراث اتاتورك. نحن نواجه عملية تطرف ديني في تركيا. في كل ما يتعلق بتحسين علاقاتنا مع تركيا، يجب علينا اظهار صعوبة تحقيق ذلك والتقدم تدريجيا".

وحسب هليفي فان الحرب الاهلية في سورية لن تنتهي قريبا. وقال: "ربما يتم التوصل الى اتفاق في اوروبا حول سورية، لكن فرص تطبيقه منخفضة حاليا. يمكن للتعاون الروسي الامريكي ان يحل ذلك". وحسب رأيه فانه "بسبب الحرب في اوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا، تتوفر لدى موسكو رغبة في التوصل الى تفاهمات مع الولايات المتحدة واوروبا حول وقف الحرب في سورية مقابل رفع العقوبات".

وقال هليفي ان تنظيم داعش ضعف، ودولته تتقلص. لكنه اكد بأنه اذا ضعف تنظيم داعش فان ايران وحزب الله ستستمعان بالتفوق في سورية، وهذا لن يكون جيدا لإسرائيل. واشار هليفي الى ان حزب الله يواجه مازقا ينبع من عدد القتلى الكبير الذي مني به في سورية، وبسبب ضائقته المالية التي تصعب عليه دفع تعويضات لرجاله. ومن جهة اخرى، قال، "انهم يبنون قوة امام اسرائيل ويحاولون الحفاظ على الجاهزية امامها".

90 حريقا اندلعت في اسرائيل وليبرمان يعتبر توسيع الاستيطان افضل رد

تنقل "هآرتس" عن مصدر رفيع في الشرطة قوله، امس، انه تم في الأيام الأخيرة، اعتقال حوالي 30 مشبوها بالحرائق، وتم تمديد اعتقال 23 منهم. ومع ذلك، فانه لا يعرف كم من بينهم عملوا على خلفية قومية. وحسب اقواله فان 20 من بين المعتقلين هم من العرب الاسرائيليين. كما كشفت الشرطة ان اكثر من 90 حريقا اندلعت خلال موجة الحرائق، حتى يوم امس، وان حوالي 40 منها يسود الاشتباه بأنها متعمدة.

وقال المسؤول انه في الحالات التي اندلعت خلالها عدة حرائق في عدة بؤر قريبة من بعضها، يسود لدى الشرطة الاشتباه المعقول بأنها كانت حرائق متعمدة، وانه تم في بعض الاماكن العثور على مواد مشتعلة. وحتى الان يشتبه من تم اعتقالهم بالعلاقة بـ15 حريقا. وقال المسؤول ان اكبر عدد من الحرائق الكبير وقع في الشمال، ومن ثم في منطقة الشاطئ والقدس. وحسب قوله فان لدى الشرطة استخبارات عن مشبوهين لم يتم اعتقالهم بعد. ولم يعرف المسؤول القول كم من المعتقلين ضبطوا متلبسين وهم يحملون مواد مشتعلة. وحسب اقواله فان قسما من الحالات يعتمد على ادلة ظرفية، وفي قسم اخر على ادلة راسخة.

الى ذلك، قام وزير الامن، افيغدور ليبرمان، امس، بجولة في مستوطنة حلميش، التي وقعت فيها عدة حرائق في الايام الأخيرة، وقال انه تم التحديد بشكل شبه مؤكد في 17 حريقا من الحرائق التي وقعت في الضفة بأنها حرائق متعمدة، فيما يجري فحص الحالات الأخرى. واضاف ليبرمان ان "افضل رد على الحرائق هو توسيع الاستيطان.. امل ان لا نضطر مرة اخرى الى القيام بهذا العمل وان نعتقل كل المحرقين".

وقالت مصادر مطلعة على التحقيق انه تم العثور على عدة زجاجات حارقة في منطقة حلميش، ويبدو ان رشقها هو الذي قاد الى الحريق الذي دمر 17 منزلا في المستوطنة والحق الاضرار بعشرات البيوت الاخرى في نهاية الأسبوع.

العربي سخر من الاحتفال بالحرائق واعتقل لأربعة ايام

يهودي دعا لإحراق البلدات العربية واطلق سراحه فور انتهاء التحقيق

تكتب "هآرتس" ان الشرطة اطلقت، امس، سراح الناشط الاجتماعي انس ابو دعابس من رهط، الذي اعتقلته يوم الخميس الماضي بشبهة التحريض بعد قيامه بكتابة منشور على صفحته في الفيسبوك. وفرض الحبس المنزلي على انس لمدة خمسة ايام، ومنع من دخول الفيسبوك لمدة اسبوعين. وقالت الشرطة انها "انهت التحقيق في موضوعه وحولت ملف التحقيق الى النيابة".

وادعى ابو دعابس ان الشرطة ترجمت المنشور بشكل غير صحيح وان ما كتبه هو ساتيرا تسخر من الذين يعتبرون الحرائق عقابا الاهيا على خلفية دفع قانون المؤذن في الكنيست.

في المقابل اعتقلت الشرطة مواطنا يهوديا من "بكعات اونو" بشبهة التحريض، بعد قيامه بكتابة منشور يدعو الى القيام بأعمال انتقام للحرائق. وكتب المشتبه فيه: "يجب بكل بساطة احراق قرى عربية. هذه حرب. على كل اليساريين الذين يؤمنون السلام المعرفة بأنهم في السلطة الفلسطينية يدعون بفرح الى احراق المزيد من الأماكن لدينا". ورغم اعترافه بالتهم المنسوبة اليه، الا ان المحكمة اطلقت سراحه امس!

طائرات سلاح الجو تشارك في رصد المناطق المعرضة للاحتراق

تكتب "هآرتس" انه في اطار رصد موجة الحرائق، يقوم الجيش الاسرائيلي بتفعيل طائرات مأهولة لجمع المعلومات والرصد داخل الاراضي الاسرائيلية. ومع اتساع بؤر الحرائق الى الضفة، وصلت الآليات الجوية الى تلك المناطق، ايضا. ويقوم سلاح الجو، بشكل خاص، بتفعيل طائرات مأهولة من طراز "شوفال" وطائرات "ايتان" غير المأهولة. وقال وزير الامن افيغدور ليبرمان خلال زيارتهلمستوطنة حلميش، امس، ان المجموع الكلي لعدد ساعات الطيران التي قام سلاح الجو بتفعيلها بلغ 334 ساعة.

ويقوم سلاح الجو بتفعيل هذه الآليات الى جانب طائرات رصد خفيفة، طوال ساعات اليوم، من اجل كشف الحرائق ونقل معلومات مباشرة الى مقر قيادة الشرطة. وحين يتم اكتشاف بؤرة نار صغيرة، تبحث الطواقم عما اذا تواجد هناك اناس وما اذا كان كانوا يحملون معدات يمكن ان تثير الاشتباه بأنهم اشعلوا الحريق. ونشر الناطق العسكري في الايام الأخيرة شريطا التقطته طائرة رصد ويظهر فيه شخص يحمل حقيبة بالقرب من حريق اندلع بين "نيس هاريم" و"بيت مئير" في الساعة السابعة صباحا. وتلقت قواتالشرطة معلومات حول مكانه كي تتمكن من اعتقاله والتحقيق معه.

الى ذلك، ارسل الجيش الاسرائيلي كتيبتين من ماجلان واغوز الى الضفة لنص كمائن ونقاط رصد في مناطق يحتمل وقوع عمليات احراق فيها. كما تقوم راصدات الجيش بمهمة تمشيط المناطق التي يحتمل اندلاع حرائق فيها، او ناطق شهدت محاولات لإشعال حرائق. وستتواصل هذه المهمة حتى حدوث تغيير في حالة الطقس. وقال الجيش ان يتلقى بين الحين والآخر معلومات استخبارية تساعد على اعتقال مشبوهين.

كما تقوم طائرات الشرطة برصد مناطق الاحراش داخل البلاد في محاولة لضبط مشبوهين بمحاولة اشعال حرائق. كما تتعقب الشرطة ما يحدث على الشبكة، وتستعين بالتنصت على اجهزة الهاتف لضبط اناس يتواجدون في مناطق جرى التحذير من امكانية اشعال حرائق فيها. كما تستخدم الشرطة المتطوعين وكلاب قص الأثر في محاولة للعثور على مواد مشتعلة. كما طلبت الشرطة من محطات الوقود في البلاد تبليغها بالأشخاص الذين يقومون بشراء الوقود بواسطة زجاجات او عبوات.

نتنياهو: " اشعال الحرائق اخطر من العمليات الأخرى"

نقلت "هآرتس" عن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قوله خلال جلسة الحكومة الخاصة التي عقدها في حيفا، امس، ان اشعال الحرائق في الأسبوع الاخير، "اخطر من العمليات الأخرى". وقال ان "خطورة هذه الاحداث لا تساوي خطورة العمليات الأخرى، لأنها قوية جدا وتجند قوى الطبيعة لتحقيق الدمار والموت، ولذلك فان تعاملنا معها يجب ان يتم بكل صرامة".

وقال نتنياهو ان الحكومة ستحاول مساعدة المدنيين على العودة الى حياتهم الاعتيادية بأسرع ما يمكن. "جئنا لتقليص البيروقراطية والمساعدة بأسرع ما يمكن. سنقوم بفحص النتائج وليس الاجراءات، العمل وليس الكلمات".

وتنقل "يسرائيل هيوم" عن نتنياهو قوله خلال الاجتماع انه يبادر الى تشكيل قوة اقليمية متعددة القوميات، لكي تنسق العمل فيما بينها في حال وقوع كارثة. وقال نتنياهو "الدول تتكاثف امام قوى الطبيعة، والمبدأ الذي يوجهني والحكومة في الحالات المتطرفة، هوانه يفضل توفير القدرات الزائدة على المخاطرة بنقص القدرات". وذكر بأنه اسس سرب طائرات اخماد الحرائق في اسرائيل، وقال:"بنينا قدرات مثيرة لمحاربة النار من البر والجو، وهي تثبت نفسها. لا اريد تخيل ما كان سيحدث لو لم نبن هذه القدرات".

وحسب "هآرتس" فقد قال وزير المالية موشيه كحلون، خلال الاجتماع، انه اوعز الى رجال مكتبه بإنهاء معالجة اضرار الحرائق بأسرع ما يمكن، والانتهاء من كل التخمينات حتى يوم الخميس القادم، وبعد 24 ساعة من مصادقة ضريبة الاملاك عليها، سيتم تحويل البالغ. وسيعمل المخمنون على مدار 12 و14 و16 ساعة حتى الانتهاء من العمل في كل الاماكن التي تضررت".

وقال وزير الامن الداخلي غلعاد اردان ان "دولة اسرائيل تواجه منذ اسبوع موجة من الحرائق التي نجم بعضها عن الاهمال، والبعض الآخر، وللأسف، عن عمليات ارهاب. المهمة المركزية لنا جميعا هي انقاذ حياة الناس، دون أي مخاطرة. هذا هو الهدف الهام. ومن هنا نتحدث عن التعويض واعادة الحياة الى مسارها".

وقال اردان ان "كل شيء يبدأ من التحريض على الشبكة. صحيح انه لا توجد يد موجهة واحدة، ولكن كما عايشنا ارهاب السكاكين وارهاب القذائف واطلاق النار والدهس، هكذا يجب التعامل الان مع ارهاب الحرائق".

وقال وزير التعليم نفتالي بينت: "نحن نواجه موجة ارهاب قومي، مخربو نار.. هذا تعريف دقيق للإرهاب، ويجب ان نعتبر ذلك ارهابا كي نعالجه".

سلطة المطافئ تتحفظ من مشاركة سوبر تانكر في اخماد الحرائق

تكتب "يديعوت أحرونوت" ان طائرة اخماد الحرائق الضخمة "سوبر تانكر" التي استعارتها اسرائيل من الولايات المتحدة، قامت خلال عمليات اخماد الحرائق بطلعتين فقط، ولكنها، حتى في هاتين المهمتين اضطرت للانتظار لساعات طويلة فوق البحر حتى تلقت التأشيرة بالعمل.

وقد حلقت الطائرة الامريكية، وهي من طراز بويينغ 400-747، امس، الى منطقة حيفا، لكنها اضطرت للانتظار طوال ساعتين ونصف فوق البحر في منطقة عتليت، حتى تلقت تأشيرة بالتحرك باتجاه منحدرات الكرمل وتفريغ حمولتها من المواد المعيقة للحرائق. وبعد انتهاء المهمة التي استغرقت سبع دقائق فقط، عادت الطائرة وحطت في مطار بن غوريون بعد مرور ثلاث ساعات.

وفي يوم السبت، ايضا، تم تفعيل الطائرة خلال ساعتين فقط، واضطرت للتحليق لفترة طويلة فوق البحر حتى تلقت الاشارة بالتوجه الى منطقة نتاف والقاء حمولتها، علما ان تكاليف تفعيل الطائرة تصل الى عشرات الاف الشواكل للساعة الواحدة.

واعرب المسؤولون الكبار في سلطة المطافئ عن غضبهم على الشرطة التي ترسل الطائرة الى الجو، من دون تنسيق معهم. وقال بعض المسؤولين امس: "جيد انها وصلت الى اسرائيل، لكننا لم نكن بحاجة اليها لأن الحرائق كانت خاضعة للسيطرة. ليس لدينا أي معلومات حول من طلب تفعيل الطائرة في منطقة الكرمل، امس. بالتأكيد لسنا نحن".

وقال المسؤولون في سلطة المطافئ انهم ينوون مطالبة الوزير غلعاد اردان المصادقة على ان السلطة وحدها هي المخولة بطلب المساعدة الجوية، وتحديد المناطق التي ستعمل فيها الطائرات.

يشار الى ان طائرة "السوبر تانكر" وصلت الى اسرائيل يوم الجمعة، لكنها كانت جاهزة للعمل يوم السبت فقط، وعندها كانت طواقم الاطفاء قد سيطرت على الحرائق في كل انحاء البلاد، ولم تكن بحاجة الى هذه الطائرة. وفوجئ رجال المطافئ برؤية الطائرة فياجواء احراش نتاف يوم السبت. ويوم امس، تم ارسالها للعمل من دون أي تنسيق او طلب من سلطة المطافئ.

في الموضوع نفسه، قال قادة كبار في الشرطة لصحيفة "يديعوت احرونوت" امس، انهم لا يفهمون ما هو الأمر الملح الذي جعل قيادة الشرطة في لواء القدس تطلب ارسال السوبر تانكر للعمل هناك، من دون ان تطلب الجهة المهنية ذلك.

اول مواجهة علنية بين اسرائيل وداعش في جنوب هضبة الجولان

كتبت "هآرتس" ان خلية من تنظيم شهداء اليرموك الموالي لداعش، قامت امس، بإطلاق النار على قوة اسرائيلية اقامت كمينا في منطقة الحدود في جنوب هضبة الجولان. وحسب الجيش فقد تم الرد على الخلية وقامت طائرة حربية بقصفها وقتل رجالها الأربعةوتدمير سيارتهم التي كانت تحمل مدفعا ثقيلا. ولم تقع اصابات في صفوف القوة الاسرائيلية. ويقدر الجيش ان المقصود حدث موضعي ومحلي.

وتطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة التي انعقدت في حيفا، امس، الى الحادث، وقال اننا "لن نسمح لداعش بترسيخ تواجده على الحدود في ظل الحرب الاهلية". وقال مسؤول رفيع في المعارضة السورية، لصحيفة "هآرتس" ان اطلاق الناريشكل محاولة لاقحام اسرائيل في عملية فاعلة داخل الأراضي السورية.

ووقع الحادث، امس، عندما دخلت قوة تابعة للواء جولاني الى ما وراء السياج الحدودي، واقامت كمينا في منطقة تعتبر جيبا اسرائيليا. وقال ضابط رفيع في الجيش ان السيارة التي حملت المدفع وقفت على مسافة مئات الامتار من السياج الحدودي. وهذه هي اول مواجهة علنية بين الجيش الاسرائيلي وتنظيم "شهداء اليرموك". وقال الضابط ان "اطلاق النار على قوة ترابط في الأراضي السيادية لإسرائيل، يخرق الشروط. المخربون هم من شهداء اليرموك، مع كل ما يعنيه هذا التنظيم. قوة الجيش الاسرائيلي لم تقم الكمين عبثا هناك".

في الجيش الاسرائيلي يستعدون في السنوات الأخيرة لإمكانية ترسيخ وجود قوات الجهاد في الجانب السوري من جنوب هضبة الجولان، وسعيها لتنفيذ عمليات. وكجزء من الاستعداد تم بناء السياج الحدودي الجديد هناك، ونشر كتائب من سلاح المشاة والدوريات. كما ان نصب الكمين في المنطقة يدل على توفر معلومات لدى الجيش حول ما يحدث في المنطقة.

وقال الضابط انه لم يتم بعد اصدار توجيهات خاصة الى سكان المنطقة في اعقاب الحادث، وان الجيش ليس معنيا بتصعيد الأمر هناك. مع ذلك قال الناطق العسكري ان "الجيش لن يتحمل المس بسيادة اسرائيل وسيرد بشكل صارم على كل محاولة لخرقه".

وقال مسؤول رفيع في المعارضة السورية لصحيفة "هآرتس" ان الحادث وقع بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه مؤخرا بين كامل الفصائل الناشطة في الجولان السوري وبين قوات الاسد. وحسب المسؤول السوري فقد سعت بعض الفصائل من خلال عملية الامس الى التعبير عن رفضها للاتفاق الذي ينص على مغادرتها للمنطقة وتسليم معداتها الحربية لقوات النظام. وحسب رأيه فان هذا الاتفاق يعني فصل الجبهة الجنوبية عن اطراف دمشق والطرق الرئيسية التي استخدمتها الفصائل للتموين والمساعدات اللوجستية. وقال:"هناك عدد كبير من المسلحين الذين يعتبرون هذا الاتفاق استسلاما مطلقا، لأنه ليس امامها أي ملاذ اخر الا الحدود الاسرائيلية والاردنية، وكلاهما مغلقان". وحسب رأيه فان اطلاق النار على القوة الاسرائيلية هدفه جر اسرائيل للعمل الفاعل في الاراضيالسورية، وبالتالي التهام الاوراق وربما تغيير الوضع. "هذا تعبير عن عدم السيطرة وغياب الاستراتيجية وربما اليأس والاحباط لدى تلك الفصائل".

حكومة نتنياهو تصادق على شراء 17 طائرة اخرى من اف 35

كتبت "هآرتس" ان المجلس الوزاري المصغر صادق، امس، على شراء 17 طائرة شبح اخرى من طراز "اف 35" من الولايات المتحدة. وقال ديوان نتنياهو ان هذا القرار يرفع عدد الطائرات التي ستملكها اسرائيل من هذا الطراز الى 50 طائرة.

ويعتبر هذا القرار جزء من الصفقة التي صودق عليها في 2014، حيث تقرر في حينه المصادقة على شراء 14 طائرة، وليس 31 كما تقرر في البداية, لكن مصادر في الجهاز الامني اعلنت منذ ذلك الوقت بأن المقصود تقسيم الصفقة وانه سيتم شراء بقية الطائرات لاحقا.

اسرائيل تتلاعب بمستحقات الاجازة المرضية للعمال الفلسطينيين

كتبت "هآرتس" ان سلطة السكان والهجرة دفعت، في الاسبوع الماضي، مستحقات الاجازة المرضية لـ248 عاملا فلسطينا، يعملون في اسرائيل بشكل قانوني. وقال مسؤول في وزارة العمل الفلسطينية ان الحديث عن حوالي 660 الف شيكل، تم دفعها بعد توقفسلطة السكان والهجرة في الأشهر الاخيرة عن معالجة طلبات العمال الفلسطينيين.

ويقوم المشغلون في اسرائيل بتحويل نسبة 2.5% من رواتب العمال الى "صندوق الاجازة المرضية" الخاضع لسيطرة سلطة السكان والهجرة، والتي تقوم بدورها بتحويل المبلغ الى وزارة المالية. لكن الوزارة رفضت دفع كامل المبلغ المتراكم طوال سنوات، والذي يصل حسب تقديرات حذرة الى مئات ملايين الشواكل.

وكانت "هآرتس" قد نشرت قبل عشرة ايام، عن العراقيل المختلفة التي تطرح امام العمال الفلسطينيين، الذين يطلبون الحصول على رسوم الاجازة المرضية، خاصة وان المعلومات التي يتم نشرها حول طرق استعادة الرسوم قليلة وباللغة العبرية فقط، ما يؤدي الى نسبة ضئيلة من الحاصلين على الرسوم.

وحسب معطيات سلطة السكان والهجرة، فقد حصل حوالي 1.1,5% من العمال الفلسطينيين بين عامي 2013-2015 على هذه الرسوم. وحتى الأسبوع الماضي صودق على 156 طلب كهذا. وبعد الاعلان في الاسبوع الماضي عن دفع القسم الثاني، ارتفع عدد الطلبات التي صودق عليها منذ بداية 2016 الى 400 طلب تقريبا، أي حوالي 0.67% من مجمل العاملين الفلسطينيين. وهناكحوالي 350 طلبا لا تزال خاضعة للفحص، ويفترض الانتهاء من ذلك في الشهر القادم.

اليهود يحبون الجيش والمهاجرين ويكرهون العرب

الاسرائيليون يحبون جدا الجيش الاسرائيلي ونجمة داود الحمراء، لكنهم لا يحبون التأمين الوطني وشركات الهواتف الخليوية، والبنوك والأحزاب. واما بين القطاعات السكانية، فان العلمانيين والمهاجرين الجدد يحظون بنسبة تأييد عالية، بينما يحتل اليساريون والعرب والعمال الأجانب اسفل درجات مقياس التأييد. هذه المعطيات وغيرها تنشرها "يديعوت احرونوت" نقلا عن استطلاع خاص للرأي اعده معهد روتم بادارة د. ارييه روتم، بمناسبة "مؤتمر سديروت الاجتماعي" الذي سيعقد هذا الأسبوع في كلية "سبير". وشارك في الاستطلاع 502 مواطنين يهود من جيل 18 عاما وما فوق. وصنف المشاركون الجهات والقطاعات واصحاب المناصب التي عرضت اسماؤها امامهم، حسب نسبة التأييد لها، من 1 الى 5.

ويستدل من الاستطلاع ان الاتجاه السائد منذ سنوات لم يتغير. فالجيش و"نجمة داوود الحمراء" ومنظمة "تشخيص ضحايا الكوارث"، احتلوا رأس السلم، بينما احتل الاطباء ورجال الجيش والمعلمين مراتب متقدمة في درجة المناصب المهنية المحبوبة، فيما كان الاقل تأييدا الساسة والمحامين.

في تصنيف القطاعات في اسرائيل، حصل العلمانيون والمهاجرين الجدد على اعلى نسبة تأييد، بينما كانت القطاعات الاقل تأييدا هي العرب، العمال الاجانب واليساريين. وفي باب التصنيف حسب الانتماء الجماهيري، يتضح ان المتدينين يؤيدون كثيرا الاحزاب والسياسيين والحاخامات وطلاب المدارس الدينية والشبان الذين لا يخدمون في الجيش، بينما يؤيد العلمانيون مراقب الدولة، المحكمة العليا والمحاكم الاخرى، ووسائل الاعلام، والمثليين، واليساريين والعرب. وفي تدريج المجموعات الجماهيرية الاخرى، احتلت الجهات التي لا تخدم في الجيش ادنى مستوى من التأييد.

المستشار القانوني للجنة القانون يعارض ايضا قانون تنظيم المستوطنات

تكتب "يديعوت احرونوت" انه بعد اعلان المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، والمستشار القانوني للكنيست، ايال يانون، عن معارضتهما لقانون "تنظيم المستوطنات"، بادعاء انه يلتف على المحكمة العليا، ينضم اليهما المستشار القانوني للجنة القانون البرلمانية.

ويشار الى ان مشروع القانون الذي يهدف الى تشريع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، ومنع إخلاء بؤرة عمونة، مر في القراءة التمهيدية في الكنيست، بعد المصادقة عليه من قبل لجنة القانون والدستور. وفي اطار اعداد مشروع القانون للقراءات النهائية، تلقت اللجنة وجهة نظر من مستشارها القانوني، كما هو متعارف عليه في كل اجراء كهذا. وجاء في وجهة النظر: "ان المشرع الذي يأمر بتأخير تنفيذ قرار معين للمحكمة، ومن ثم يعمل على الغائه، يحول نفسه، عمليا، الى جهاز يستأنف على قرار المحكمة، وبالتالييمس بالفصل بين السلطات، وبمكانة المحكمة وبالحفاظ على سلطة القانون. من المشكوك فيه ان التعديل المطروح يتفق مع متطلبات المحكمة الدولية في لاهاي... حتى وان كان صحيحا الادعاء بأن الكنيست تملك صلاحية سن قوانين مباشرة على أراضي يهودا والسامرة، فانه يجب التفكير بمعاني شبه الضم التي يمكن ان تثيرها هذه الخطوة".

لكن وجهة النظر هذه لم تؤثر برئيس اللجنة النائب نيسان سلوميانسكي من البيت اليهودي، والذي قرر مواصلة مناقشة مشروع القانون وإعداده للتصويت.

وزارة القضاء ضد وزيرة الثقافة

تكتب "يسرائيل هيوم" ان نائبة المستشار القانوني للحكومة، المحامية دينتا زيلبر، اعلنت بان اشتراط تحويل الميزانيات الى المؤسسات الثقافية، بفحص البرامج التي تقدمها، حسب ما اعلنت وزيرة الثقافة ميري ريغف، هو مسألة تمس بحرية التعبير ولا تستند الى اساس قانوني.

جاء موقف زيلبر هذا في رسالة جوابية بعثت بها الى جمعية حقوق المواطن، التي احتجت على قرار الوزيرة. وجاء في الرسالة انه"في كل ما يتعلق بمراسم منح الجوائز الثقافية، فان اشتراط دعمها باطلاع وزيرة الثقافة على البرنامج مسبقا، وعلى هوية المتحدثين او نصوص كلماتهم، غير ممكن بتاتا. وتم توضيح الأمر للوزيرة في اعقاب توجهكم".

وقالت الوزيرة ريغف انها لا تتقبل وجهة النظر وتنوي محاربتها. وعقبت قائلة: "يؤسفني ان نائبة المستشار تدعم تحويل المسرح الفني الى قاعدة للمس بدولة اسرائيل وقيمها. سأحارب بكل الوسائل القانونية".

اردوغان يطلب من ريفلين التعامل بحساسية في مسألة المساجد

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان طلب من الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريبلين، "تعامل اسرائيل بحساسية"مع قانون المؤذن، "كما يليق بقضايا حرية التعبير وحرية العبادة". ورد ريفلين على الرئيس التركي قائلا ان اسرائيل ستواصل السماح لكل شخص بحرية العبادة سواء كان مسلما،  مسيحيا او يهوديا.

وكان ريفلين قد اتصل بالرئيس التركي وشكره على المساعدة التي قدمتها تركيا في اخماد الحرائق، واعرب عن تقديره للطيارين الاتراك الذين التقاهم والذين "قاموا بعمل رائع" حسب قوله. واضاف ريفلين: "نحن نقدر جدا ما يفعلونه، واريد شكرك من اعماق قلوبنا على قرار ارسال المساعدة لنا، حين احتجنا اليها في محاربة النار. قلد ساعدنا طياروكم جدا بشجاعتهم وقدراتهم".

وشكر اردوغان ريفلين وقال انه "فور معرفتي بامتداد الحرائق، طلبت ارسال الطائرات والطواقم للمساعدة، آمل واصلي ان تنتهي العملية بافضل الطرق". واضاف اردوغان ان العلاقات بين تركيا واسرائيل تمر في خطوات جديدة وان السفير التركي سيبدأ عملهقريبا.

 

مقالات

تبادل نيران بين اسرائيل وداعش يخلق واقعا جديدا في الجولان

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الحادثة المحلية التي وقعت في جنوب هضبة الجولان وانتهت بنجاح عسكري للجيش الاسرائيلي، بدت في البداية وكأنها خطأ تكتيكي ممكن، لكنها تكشف عن خطر محتمل على الحدود الاسرائيلية – السورية. لأول مرة تحدث مواجهة علنية بين قوة من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وقوات الجيش الاسرائيلي. واذا تحول الاحتكاك في جنوب هضبة الجولان من حادث منفرد الى ظاهرة متواصلة، يمكن ان يتطور هنا وجع رأس عسكري بالنسبة لإسرائيل.

لقد بدأت المواجهة بكمين نصبته دورية من لواء جولاني، التي تم ارسالها الى جيب شرقي السياج الحدودي في هضبة الجولان. هذه منطقة تخضع للسيطرة الاسرائيلية: هناك مناطق تم فيها انشاء السياج الى الغرب من خط الحدود لأسباب طوبوغرافية (كالامتناع عن التحرك المتواصل لقوات الجيش على امتداد الحدود في منطقة متدنية من ناحية عسكرية). ويبدو ان الخصم كشف القوة فأطلق عليها النيران من سلاح خفيف. وفيما بعد سقطت بالقرب من القوة الاسرائيلية قذائف هاون. مبدئيا، يعتبر هذا الحادث خطأ تكتيكي. فالقوة المتواجدة في كمين يفترض ان تصل سرا الى النقطة التي سترابط فيها، والفكرة هي ان تفاجئ الخصم، لا ان تفاجأ بنفسها.

لقد انتهى تبادل اطلاق النار بدون اصابات، والخلية المسلحة من الجانب السوري، هربت من المكان، وقامت طائرة حربية اسرائيلية بملاحقة الخلية واصابتها مع سيارتها التي كانت تحمل، كما يبدو، مدفعا ثقيلا. ويقدر الجيش بأن اعضاء خلية داعش الأربعة قتلوا في الهجوم. ويمكن للجيش الاسرائيلي ان يسجل لنفسه برضا، ازالة الخطر؛ ذلك انه لم يصب أي جندي، بينما تم تصفية القوة التي فتحت النيران على قوة جولاني.

على المدى الأبعد، ستفحص اسرائيل الان ما اذا كان المقصود حدوث تحول في الواقع على امتداد الحدود. لقد مضت اكثر من خمس سنوات ونصف منذ اندلعت الحرب الأهلية في سورية، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، سيطرت تنظيمات المتمردين بشكل شبه كامل على المناطق الحدودية. اما الجيش السوري فيتواجد في ثلاث مناطق فقط في هضبة الجولان: في بلدة القنيطرة الجديدة،البعيدة قليلا عن الحدود، في قرية حضر الدرزية، وعلى المنحدرات الشرقية لجبل الشيخ. في الغالبية المطلقة من المنطقة، وبالتأكيد الى الجنوب من القنيطرة، تسيطر ميليشيات محلية ينسب بعضها الى التفاهمات غير الرسمية مع اسرائيل. وتحافظ هذه الميليشيات على الهدوء في المنطقة الحدودية وتبعد المتمردين المتطرفين، وفي مقدمتهم جبهة النصرة التابعة للقاعدة، فيما تهتم اسرائيل بتقديم العلاج الطبي، واحيانا الأدوية والملابس والمواد الغذائية لسكان القرى. وتشذ عن ذلك منطقة الجيب الجنوبي، بالقرب من المثلث الحدودي مع الأردن والتي يسيطر عليها تنظيم "شهداء اليرموك"، الذي أعلن ولائه في العامين الأخيرين لداعش.

هذا التنظيم، المتخاصم ايضا مع الميليشيات الأخرى، يكن العداء لإسرائيل، لكنه حافظ بشكل عام، حتى الان، على الهدوء في المنطقة الحدودية. في الواقع فان غالبية الاحداث التي وقعت بالقرب من السياج الحدودي في الهضبة، خلال السنوات الأخيرة، كانت بين قوات الجيش السوري (واحيانا بين خلايا الارهاب الدرزية التي يقوم بتفعيلها حزب الله) وبين قوات الجيش الاسرائيلي. ونجمت في غالبية الحالات عن "تسلل" نيران النظام (غالبا قذائف الهاون) التي يتم اطلاقها على المتمردين، فتنحرف عن هدفها وتسقط في اسرائيل. ورد الجيش الاسرائيلي بتحذيرات شديدة للنظام السوري وبهجمات موضعية على مواقع وقيادات الجيش السوري في منطقة الهضبة.

لكن الظروف تختلف هذه المرة. وسواء ما اذا كان تنظيم شهداء اليرموك قد خطط مسبقا لعملية او وجد فرصة مواتية بسبب تواجد القوة الاسرائيلية في موقع تم اكتشافه، فقد وقع هنا حادث حقيقي. لقد انهته اسرائيل بتفوق، لكنه تم بذلك فتح حساب دموي جديد. حسب تقييمات مختلفة، يخدم في شهداء اليرموك بين 700 و800 جندي مسلحين في قرى المثلث الحدودي. هذا لا يشبه القوة التي يمكن للجيش الاسرائيلي تفعيلها، لكنه توجد هنا قوة يمكنها ازعاج المواقع العسكرية والبلدات الاسرائيلية القريبة من الحدود. سيتضح خلال الفترة القريبة بشكل اكبر، ما اذا وقع هنا حادث منفرد، ام اننا نقف امام دلائل اولية على تولد جبهة جديدة في جنوب الجولان – في المنطقة التي اجادت فيها اسرائيل الحفاظ على الهدوء في السنوات الأخيرة.

اليهود لم يسمموا آبار المياه. هذا نهائي! تحت هذا العنوان يكتب عودة بشارات ان الاعلامي المخضرم يعقوب احيمئير، قال قبلثلاثة ايام في برنامج الاخبار "يوميات" في القناة الاولى، انه بعد عشر او عشرين سنة سيتم تسجيل حرائق هذه الأيام، "كمحاولة اخرى للمس بإسرائيل. بشكل قاطع وبكل بساطة" لماذا يجب انتظار هذه الفترة الطويلة؟ فقبل ست سنوات فقط سرت في الدولة كلها اتهامات بأن العرب هم الذين احرقوا غابات الكرمل، واليوم يخجلون حتى من تذكر ذلك.

نلفت انتباه احيمئير، الى انه يمكن اليوم التحديد بشكل مؤكد، ان اليهود لم يسمموا الآبار، بل يمكن وبكل قوة التحديد بأنهم لم يستخدموا دماء الاولاد المسيحيين لخبز المصة. يوجد مثل باللغة العربية، لم استطع الوصول الى جذوره، ويقول "امة الكفر واحدة" (والكفر هنا، حسب مفهومي، يشير الى السلوك الذي يتعارض مع المعايير الجيدة في المجتمع). بالنسبة لي فان "امة الكفر" هم اولئك الذين ينسبون الى الآخر كل ما تحلم به نفوسهم المريضة في الليل، وليس مهما ان حدث ذلك في اوروبا، اسرائيل او سورية.

في هذا الوقت يمكنني وعد احيمئير بأمر واحد فقط: في كتاب التاريخ سيكتب، وبأسف شديد، انه عندما طلب من الناس الذين يعتبرون شخصيات موزونة التعبير عن آرائهم، كان من بينهم من اختار مسار التحريض؛ كما لو انه كان ينقصنا محرضون، من كل الانواع ومن كل المراتب.

الحقيقة هي انه في اكثر ايام الكابوس في الاسبوع الماضي، يومي الخميس والجمعة، شعرت بأن افتراءات كبار المسؤولين في السلطة على المواطنين العرب، تهدف للتغطية على مشاعر الذنب العميق اكثر من كونها تحريضا. سيما انه اذا لم تسرق ارض جارك ولا تمرر حياته، فانه ليس لديك ما يبرر التشكيك بأنه "قام علينا لتدميرنا"، كما يحب المتطرفون الترديد هنا كل يوم. ولكن اذا كنت تشعر في اعماقك، رغم قناع الضحية الذي تضعه على وجهك، بأنك تمس بجارك، فانه حتى اذا وقعت هزة ارضية، ستتهمه بأنه تلاعب بشكل شرير بمفتاح ما في جوف الأرض، واذا سقط طوفان من السماء وغطى شوارع البلاد، فستقول بانه هو الذي ترك الصنبور مفتوحا في اعالي السماء. فعلا "على رأس الحرامي تحترق القبعة".

لقد وصلت الامور حد العبث. من جهة، يقول وزير التعليم ان من لا تتبع هذه البلاد، فقط، يمكنه احراقها؛ ومن جهة اخرى، حين يتحدث النواب العرب عن محبتهم للبلاد، يستهجن المذيع ارييه جولان، ما اذا كان تصريح الحب هذا يشبه القول لليهود بأن هذه ليست بلادهم. لهذا الغرض بالذات جاء المثل العربي "احترنا يا قرعه من وين نبوسك". من جهة، العرب متهمون بأنهم لا يحبون البلاد، ومن جهة اخرى، اذا اظهروا محبتهم، سيتم تفسيرها كدعوة لطرد اليهود.

ويتضح في هذه الأيام، لبالغ الأسف، انه لا يوجد لدينا هنا زعيم، ليس مهما ان كان يمينيا او يساريا، يتمتع بذرة من المسؤولية. اذ انه حتى لو ثبت بأن هناك عرب كانوا ضالعين في حريق معين، فانه يفترض بالزعيم اولا توحيد الجمهور العربي واليهودي معا في محاربة الحرائق. يفترض فيه عزل المحرقين، اذا كان كهؤلاء، وشد الجمهور العربي واليهودي للعمل الايجابي. وهكذا كان يمكن تحويل الأمر السيء – الكارثة الكبيرة هنا – الى امر جيد – اخوة وتضامن بين ابناء الشعبين.

لكن بنيامين نتنياهو ليس رجل بشائر ، وانما رجل كراهية، ولذلك انتقلت الطابة بسرعة الى ابناء الشعبين. كرجل مناصر للسلام والأخوة تأثرت جدا من ملعب الفيسبوك الذي عصف بالتعاطف مع الضحايا واستعداد مئات اليهود والعرب (وانا احدهم) لاستضافة اليهود والعرب الذين احترقت ممتلكاتهم. لأول مرة شعرت، حتى في الأيام الصعبة، بارتقاء روجي امام عظمة الانسان، الذي لا يرتدع حتى في ظل نغمات النشاز التي تصدر عن قادته، عن اظهار جوهره الأساسي: التعاطف مع اخيه الإنسان.

تأثير العراق: داعش تعربد

يسأل اليكس فيشمان في "يديعوت احرونوت" : هل حقا يجري الحديث عن تزامن صدف نادر؟ هل تم بالصدفة فعلا اقامة كمين لإحدى الوحدات المختارة في لواء جولاني، بالذات في نقطة معينة على مسافة مئة كيلومتر من الخط الحدودي في هضبة الجولان، وانه بالصدفة فقط حلقت هناك طائرة حربية، وبالصدفة فقط وصلت الى خلية داعش التي اطلقت النار على الكمين الاسرائيلي، وقضت عليها.

الجيش يصر: هذا حدث موضعي، يعكس حفاظ اسرائيل الدقيق على سيادتها على الحدود السورية. لكنه لا يمكن تجاهل حقيقة انه خلال الاشهر الأربع الأخيرة، ترتفع درجات الحرارة في المثلث الحدودي اسرائيل – سورية – الاردن. هناك تخوف متزايد من نية تنظيم "شهداء اليرموك" – ذراع داعش في الهضبة – تنفيذ عمليات ضد اسرائيل: بدء من العمل ضد منفذي الاعمال على الحدود، وانتهاء بأهداف مدنية في الجولان. هذه المخاوف وسلوك داعش وبقية التنظيمات خلال الفترة الأخيرة تحتم على الجيش الاستعداد لاحتمال وقوع "هجوم ارهابي مندفع" عبر الحدود خلال فترة انذار وجيزة. وهو ما يسمى في لغة الجيش: المعركة بين المعارك. في القيادة العامة يسود  الشعور بأن مستوى المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها اسرائيل على مختلف الجبهات، بما في ذلك الجولان، هي معلومات جيدة جدا وتسمح بمواجهة التهديدات على الحدود الشمالية بشكل ناجح – كما حدث صباح امس.

هل سيتزايد تزامن الفرص هذا ويشتد مع تسخين الجبهة امام داعش في الجولان؟ احتمال قيام داعش بمحاولة تحقيق انجازات على احدى الجبهات امام اسرائيل قائم. فمنذ بداية السنة، تم كشف الجهود التي يبذلها التنظيم لنشر صواريخ تحضيرا لإطلاقها على المستوطنات في الهضبة.

في تلك الفترة انضمت الى "شهداء اليرموك" مجموعة من الأكراد والسنة المتطرفين التي تسمى "كتائب المثنى"، وحولت التهديد للأردن ولإسرائيل الى مسألة ملموسة جدا – بل جنونية. حسب تقارير واردة من سورية، فان هذه المجموعة احضرت معها "كمهر"صواريخ مضادة للطائرات. ولكي نفهم بشكل اكبر حجم الجنون: قبل سنة، حسب منشورات اجنبية، سيطر رجال "شهداء اليرموك"على مستودع لقذائف الهاون التي تحمل رؤوس كيماوية كانت تابعة للواء سوري في المنطقة – الأمر الذي اثار التخوف من محاولة اطلاقها باتجاه اسرائيل. وفي تلك الفترة انفجرت سيارة مفخخة خلال لقاء لقادة "شهداء اليرموك"، فقتل مؤسس وقائد التنظيم شيخ الخال (المكنى "العم") ومجموعة من القادة الكبار. واعلن تنظيم اسلامي معارض في هضبة الجولان مسؤوليته عن الحادث.

يسود الانطباع بأنه في هذا المثلث الحدودي تتدخل عدة جنسيات، ما كانت ستخجل بها الحرب الباردة: الاردنيون استكملوا مؤخرا، انشاء سياج امام داعش في الجولان، يشبه السياج الاسرائيلي. في تموز الماضي، هاجمت طائرات اردنية اهداف لداعش في وادي اليرموك، في جنوب الجولان. الولايات المتحدة تدير مقر قيادة مشتركة تدرب فيه المتمردين في جنوب سورية على محاربة داعش. الاستخبارات وقوات الاردن الخاصة تعمل في المناطق التي يسيطر عليها داعش، من اجل منع تسلل رجاله الى مخيمات اللاجئين في شمال الأردن. الروس يهاجمون بين الحين والآخر مدينة درعا، بهدف مساعدة اللواء السوري في المنطقة على استعادة مناطق في جنوب هضبة الجولان وقطع محاور تموين وتسليح داعش من دمشق. ويمكن لنا الافتراض بأن اسرائيل ايضا، لا تقف على الحياد امام ما يحدث هناك.

غالبية نشطاء داعش في هضبة الجولان هم سكان من المنطقة، والذين استثمروا جل طاقاتهم حتى الآن في الحرب امام تنظيمات المعارضة الأخرى، بما في ذلك السلفيين الاسلاميين، مثل جبهة النصرة، الذين يعتبرونهم العدو الذي يهدد سيطرتهم على الجولان. في تلك المنطقة اعتبر الصراع ضد اسرائيل ثانويا، حتى الآونة الأخيرة.

هناك علاقة واضحة بين يقظة داعش في قطاع الجولان امام اسرائيل، وزيادة نشاطه في سيناء امام مصر واسرائيل، وبين ما يحدث على الجبهات الشرقية في مدينتي الرقة والموصل: كلما واجه تنظيم داعش الضغط في العراق وسورية، يصدر اوامره الى اذرعه في العالم، ومن الواضح ايضا لتلك الناشطة على الحدود مع اسرائيل، لزيادة الجهود من اجل تحقيق نجاحات امام الضربات القاسية التي يتلقاها التنظيم.

وبالفعل، فان تنظيم داعش، الذي كان غارقا في الاحتماء امام هجمات الجيش المصري عليه، استيقظ في الأسابيع الأخيرة وكشف عن قدرات كان يبدو بأنه تم انتزاعها منه – ونفذ سلسلة من الهجمات القاتلة في سيناء. في موقع داعش سيناء على الشبكة، يتهم التنظيم اسرائيل بتقديم المساعدة الجوية للجيش المصري الذي يهاجم نشطائه في سيناء ويهدد بمهاجمتها. صورة تيقظ داعش في سيناء تتكرر في هضبة الجولان.

لنخمد جذوة التحريض الاسلامي

يكتب د. افرايم هرارا، في "يسرائيل هيوم" ان موجة الحرائق في الأسبوع الأخير هي شكل جديد وجماعي من الارهاب ضد دولة اليهود، وهدفها، كما الطرق التي سبقتها، القضاء على دولة اسرائيل. في الحرب الكلاسيكية منيت الجيوش العربية بهزائم حارقة ومتكررة، كما تم قمع ارهاب العبوات، ومثله ارهاب السكاكين. لكن حرب الوعي تتواصل، واعداؤنا يبحثون بيأس عن طرق جديدة لمحاربتنا.

استخدام الحرائق لمحاربة العدو بدأ مع مؤسس الاسلام: (النبي) محمد احرق بستان نخيل لقبيلة يهودية اقامت في المدينة (بنو النضير). في حينه تم اعتبار العمل جريمة اخطر من القتل، لأن التمر هو مصدر غذاء بالغ الأهمية. لكن (النبي) محمد حصل على تصريح من الله، يظهر في القرآن. منذ ذلك الوقت اصبح احراق املاك العدو جزء من الجهاد، يسمح به القانون الاسلامي، ومنذ ذلك الوقت تم تفعيل مبدأ احراق اعداء الاسلام.

هذه الامور يتم تدريسها في مدارس السلطة الفلسطينية وفي عدد من المدارس الاسلامية في البلاد، اضف الى ذلك، انه بما انه تم احتلال ارض اسرائيل في الماضي من قبل الجيوش الاسلامية، فإنها تعتبر تابعة للإسلام الى الأبد، ويسري على كل مسلم واجب تحريرها ("بالنار والماء سنفدي فلسطين"). النموذج الذي تم تطويره من قبل الدولة الاسلامية، المعروف باسم "الذئاب المنفردة"، يلائم الوضع بشكل كبير، ولذلك حتى اذا ضبطنا الذين حرضوا على الحرائق، يمكن التوقع بأن الذئاب المنفردة ستواصل تفعيل هذه الطريقة.

رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن اقترح تقديم المساعدة في اخماد الحرائق، وصرح عن ذلك في موقع الاخبار باللغة العربية في السلطة، ويجب الثناء عليه على استعداده هذا. لكن يجب ان نتذكر بأن ابو مازن اطلق على المدارس والشوارع اسماء قتلة ومول عائلاتهم. طالما واصلوا تعليم الجهاد وكراهية اليهود ودولتهم (التي لا تظهر على الخارطة في كتب التعليم في السلطة)، يجب اعتباره الحارق الرئيسي، الذي لشدة رأفته تقدم، بعد تنفيذ العمل، لتقديم المساعدة في اخماد الحريق الذي اشعله بنفسه.

يجب ان تشمل كل طرق الحل اربعة معايير اساسية: الاول – اقتلاع غابات الصنوبر المحيطة بالبلدات وزرع غابات بلوط، وتلك التي تصمد امام الحرائق، بدلا منها. الثاني – فرض عقوبات صارمة (غرامات، اعتقال وهدم بيوت المحرضين) كسلاح رادع؛ الثالث – نشر قوات مكثفة للحفاظ على المناطق المعدة للاشتعال في الأيام التي تسهل فيها حالة الطقس الحرائق (وتوجد فترات قليلة كهذه خلال السنة)؛ والاخير – والاهم من الكل – منع تعليم الجهاد في المدارس بشكل مطلق، سواء في اسرائيل او في السلطة الفلسطينية. لن نكون اول من يفعل ذلك، الملك المغربي والرئيس المصري منعا ذلك قبلنا. التجديد لدينا يكمن في منع تعليم كراهية اليهود.

معالجة الحرائق تحتم، وهذا طبيعي، اخماد نار ارهاب الحرائق طالما كانت صغيرة. اذا ابقينا جذوة معاذ الله، فستمتد المرة تلو المرة.