جامعة بير زيت تكبر باعتذارها لمجدلاني...فهل تعتذر القيادة لشعب
تاريخ النشر : 2014-02-14 01:04

نشرت دنيا الوطن اعتذارا من جامعة بير زيت لضيفها وزير العمل مجدلاني وذلك على اثربعض المداخلات الطلابية اثناء ندوة عقدت في الجامعة حول مخيم اليرموك ....لتسجل جامعة بير زيت موقفا معهودا لها في تكريم ضيوفها وتكرس تربية سامية لطلابها .
لقد مثلت الحركة الطلابية في بير زيت وعبر عقود طويلة حالة ريادية في قيادة العمل الطلابي والوطني والثقافي النخبوي والمجتمعي في فلسطين ، وبما لا يدع مجالا للشك في الافاق الرحبة التي تتيحها الجامعة لتربية ابناءها على مفاهيم الحرية والنقد والروح القيادية .
ومن هنا فانه لا يمكن لضيف محترم ايا كان ان يحاول صياغة وتصميم مواقف طلبتها مسبقا لتتلاءم مع قناعاته وامكانياته في الحوار والتفاعل مع احدى اهم الشرائح في المجتمع الفلسطيني، فالتحصين الحقيقي لهذا الضيف او ذاك هو في قدرته على استيعاب هذه الشريحة والارتقاء الى درجة من الاقناع تصل عقولهم بقوة حجته ، ولا بأس ان استطاع ان يستميل قلوبهم بلطف حديثه.
ان السيد مجدلاني والذي كان واضحا من خلال الفيديو الذي سجل سجاله مع احدى الطالبات ، وبحكم (مواقعه) ، كان فظا وغليظ القول في رده على انتقادات قاسية موجهة للقيادة الفلسطينية، الامر الذي ينزع روح التسامح والاستيعاب للجمهور التي يفترض توفرها لديه في الحد الادنى.
وكما نعلم جميعا بان احتداد المتحاور واستخدامه لمفردات خارجة عن العرف يؤكد افلاسه وفشله في الدفاع عن قضيته حتى وان كانت عادلة،وهو مستوى لا يليق بعضوية اللجنة التنفيذية كوعاء وطني وان كانت هذه العضوية في الغالب مفروضة على الشعب الفلسطيني.
ان جامعة بير زيت باعتذارها الشامخ تقود مدرسة في احتواء خطأ طالب اعتبرته الادارة احد ابنائها الذين ترعاهم وتعلمهم وتحتضنهم، في الوقت الذي لا تحمل فيه ادارة جامعة بيرزيت صفة ممثل الشعب الفلسطيني التي يحمل عضوية هيئتها السيد مجدلاني.
ومن هنا فان خطوة الجامعة تمثل دعوة اخلاقية وتربوية لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادتها ولجنتها التنفيذية، لحمل مسؤوليتها التربوية الوطنية في خطاب اعضائها لابناء الشعب الفلسطيني ، خاصة وان هذه اللجنة سبق لها ان مرت مرور الهوان على خطيئة سابقة لللسيد مجدلاني عندما شتم ببذاءة محاورا له على الهواء مباشرة.
لن يطالب احد التنظيم الذي يمثله مجدلاني بخطوة ما لمعرفة شعبنا بحقيقة سير الامور داخل هذا التنظيم وغيره من الفصائل والقائمة على بطريركية المصروف الشهري، وعجز كادرها عن التماثل مع شعبه في ادانة سقطات القيادة على الاقل ان عجزوا عن محاسبتها، حيث يقتضي الخطأ المعلن محاسبة معلنة اذا صدقت شعارات الشفافية والحكم الرشيد،الا اذا كان هذا التنظيم يعتمد على اعاء من المريخ.
ولهذا فان المطالبة تتجه الى قيادة المنظمة بمحاسبة اعضائها الذين ليسوا اهلا لقيادة شعبنا ،هذا الشعب الضي هو اكبر من قيادته ، لان في عدم المحاسبة المنظمة دعوة لجماهير الشعب لتجاوز قيادتها والسعي لتحقيق العدالة بالمزاج الشعبي,
واذا كان المواطنون الفلسطينيون ينتظرون اعتذارا من المنظمة عن سلوك ، عضو تنفيذيتها، بما يحفظ لهذه اللجنة مكانتها الافتراضية فانه سيكون مستهجنا الصمت المريب الذي يضع كافة اعضاء التنفيذية في بوتقة مجدلاني حيث لا تستحق قيادة شعب لا تحمي اعرافه وتحفظ كراماته وتقبل اخطائه وحتى شتائمه بحقها.
لقد ادار ظهره مجلاني في بذاءته السابقة للشعب الفلسطيني ، ثم خرج علينا ليكذب ويدعي انه شتم الاختلال بكلماته المنحرفة (باعتبار البذاءة شكلا من اشكال نضاله)، ثم غاب وحاول التملص من الواجب ولكن لعنة الشعب لا زالت تطارده، وليس مطلوبا ان تتحول اللعنة الفردية الى موقفا من اللجنة التنفيذية للمنظمة .
ان مطلب اعتذار اللجنة التنفيذية وقيادتها عن سلوك مجدلاني لا يمكن التنازل عنه ، الا اذا فهمتم الصمت بانه خنوع لشعب يستحق شتائمكم... فلا تأمنوا للبحر الفلسطيني ...وليكن لكم في موقف ادارة جامعة بير زيت درسا تربويا تحتاجونه اكثر من طلبة بير زيت.
ان اخلاقيات شعبنا تدعو قيادة المنظمة ورئاسة الحكومة .. لمحاسبة المسؤول الذي لا يحاسب نفسه بالاستقالة على الاقل... اذا تجاهلنا رعاة الحق العام القضائي ورجالات مكافحة الفساد الذين تعاموا وتجاهلوا هذه الكبائر ... فعن اي قيم يدافعون .