رسالة الي اصحاب القرار والمعالي
تاريخ النشر : 2014-02-09 01:12

كان رجلا له جمل وحين اوشك هذا الرجل علي الموت جاء لجمله وقال له اريد ان تسامحني ان قسوة عليك او اثقلت عليك الاحمال فقال له الجمل اني اسامحك علي كل شيء الا شيء واحد وهو انك كنت تربطني في ذنب الحمار .

( حيث ان الحمير تحفظ الطرق وكان هذا الرجل يضع الاحمال علي الجمل ويربطه في ذنب الحمار ليقوده الي البيت ) .

لا تذلوا جمالكم حمالة الاحمال التي لا قدرة لكم بها .. فهي لن تسامحكم

لا تهينوا جمالكم فليس من الصائب ربط الجمل بذنب الحمار لمجرد ان الحمار يحفظ الطريق . .

تتشابه هذه القصة تقريبا واغلب قصص الفشل التي تمر بها المجتمعات سواء علي مستوي مؤسسات الدولة او اي كيان اداري لا تحكمه نظم ولوائح جادة ونزيهة في تعيين المسؤولين .. بل تسوده ما يسمي سياسة ( الاستزلام والمحسوبيات )بحيث يكون العامل الاول والاخير هو ولاء المختار للشخص الذي يختار بغض النظر عن الكفاءة والقدرة والاستحقاق . وقطعا لا ينتهج هذه السياسة الا من جاؤوا اساسا لمكانتهم عبر طرق ملتوية ومشابه لتلك التي يتعاملون بها .وقد جاء في الكتاب الاشهر بعالم السياسة (الامير ) للايطالي المبدع (نيكولاس ميكافيلي ) فصلا بعنوان ( الي الذين يصلون للامارة عن طريق النذالة )ويشرح في هذا الفصل كيف ان الحكام الضعفاء والذين يعرفون حقيقة انفسهم انهم غير ما يدعون للعامة من نبل ووطنية وحرص علي مصالح الناس بل هم عكس ذلك كليا بالتالي ينتهجون سياسة الاستزلام اولا قناعة منهم ان الاكفاء والشرفاء لن يمنحوهم الولاء بل سيكونوا عقبة لهم حين يكتشفوا اخطاء سياستهم لذا يتجه لصناعة اشخاص بطرق معينة وصفات خاصة بحيث يبقوا تحت سيطرته ويضمن ولاءهم التام وفي الاغلب الصفة الاهم في اختيار هؤلاء الاشخاص هي الوصولية والنفاق بحيث يتناسب مع المهمة عبر ادارة المكانة بتعليمات الذي يختار !! .. واعتقد ان ما يجري في هيئاتنا و مؤسساتنا المختلفة هو تطبيق لهذا الدرس .

انها حقيقة ليست صادمة او اكتشاف بل هي واقع للاسف اصبح متعارف عليه حتي بات شبه دارج ومعتاد لدرجة انه يقترب من ان بصبح مقبول . وهنا الطامة الكبري ان تسلم الناس للحكام والمسؤولين الكبار بهذه السياسة التي تعتبر المسمار الاكبر في نعش اي مجتمع .ان المجتعات التي تحترم نفسها تأخذ موقف صارم تجاه هذه السياسة المهينة لكد ومجهود وعطاء الناس المثابرة والجادة في عملها والطموحة بشكل مشروع عبر تفانيها بعملها وتميزها بالاداء.. فهي اضافة الي الاستخفاف بالناس هي ايضا موافقة لدكتاتورية المسؤول وتسلطه واعطائه شرعية لسلوكه الغير شرعي . لذا علي المجتمعات والفئات ان ترفض هذه السياسة رفضا مطلقا واستخدام كل حقوقها المشروعة بالرفض والاعتراض والتي تكفلها لها الانظمة والقوانين .

ومن جانب اخر اتوجه لاصحاب القرار والمعالي بهذا الشأن ان خياراتكم تعبر عن ماهيتكم وعن برامجكم فاحسنوا الاختيار لتحسنوا الظهور بين الناس خياراتكم هي انتم في التهاية . لا تذبحوا امة من اجل سلطانكم لا تخونوا اوطانكم بسياسة الاستزلام .. فسياسة الاستزلام خيانة للوطن ولنضال ووفاء وانتماء الناس سياسة المحسوبية والخاصات والمسكرين خيانة لدم الشهداء .

وفي نهاية الامر ( جيش المرتزقة هو من يهزم صاحبه )