أولمرت: مواقف نتنياهو لا تصلح أساسًا لاتفاق مع الفلسطينيين
تاريخ النشر : 2014-02-08 14:16

اولمرت

أمد/ تل أبيب - الأناضول: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، إن المواقف التي يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، لا تصلح أساسًا لاتفاق مع الفلسطينيين.

وأضاف: “أنا واثق أن نتنياهو يريد التوصل إلى تسوية سلمية، لكن أعتقد أن هناك فجوة ضخمة بين ما يبدي نتنياهو الاستعداد لتقديمه لعباس (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) وبين ما يتفق الجميع على أنه مطلوب ليكون أساسًا لاتفاق”.

وتابع أولمرت، خلال مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، مساء الجمعة، أن “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وضعت الخطط التي تمكن من الانسحاب الإسرائيلي من غور الأردن، بحيث تتضمن هذه الخطط ردًا طارئًا في حال تهديد القوات المعادية للحدود الشرقية (في إشارة إلى تهديد من جانب العراق أو إيران)”.

وبحسب تصريحات صحفية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن نتنياهو يصر خلال المفاوضات الحالية على بقاء القوات الإسرائيلية لفترة طويلة المدى في غور الأردن، على الحدود بين الضفة الغربية والأردن، وهو مطلب رفضه الرئيس الفلسطيني.

وخلافًا لموقف نتنياهو، فقد أشار أولمرت إلى أن “مطلب إسرائيل للفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية والرفض الفلسطيني لهذا المطلب يجب أن لا يكون عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق”.

وقال: “أعتقد أنه إذا ما كانت هذه النقطة واحدة من عدة نقاط عالقة متبقية، فإنه سيتم حلها بما يرضينا”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول ما يرضي الجانب الإسرائيلي.

ورأى أولمرت أنه “بموجب اتفاق متوقع مع الفلسطينيين فإنه سيتعين على 80 ألف مستوطن إسرائيلي إخلاء منازلهم في المستوطنات التي ستصبح جزءًا من الدولة الفلسطينية القادمة”.

وأضاف “يمكن إعادة توطينهم في المناطق التي سنحتفظ بها في أماكن أخرى في يهودا والسامرة (الاسم التلمودي للضفة الغربية)”.

وتشير تقديرات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية (حكومية) إلى أن قرابة نصف مليون مستوطن يعيشون في الضفة الغربية، لكن مسئولين إسرائيليين يشيرون إلى أنه في إطار تعديل حدودي على حدود 1967 فإنه يمكن إبقاء 80% من هؤلاء المستوطنين، والذين يعيشون في الكتل الاستيطانية الكبرى، تحت السيطرة الإسرائيلية بموجب تبادل للأراضي مع الفلسطينيين.

وكان أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس أشارا في تصريحات سابقة إلى أنهما كانا على وشك التوصل إلى اتفاق في العام 2008 لولا تنحي الأول إثر اتهامات بالفساد له تم تبرئته منها لاحقًا.

واعتبر أولمرت أن “من المهم أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ببناء علاقة ثقة متبادلة مع الرئيس الفلسطيني من أجل أن يكون ممكنًا تحقيق تقدم في المفاوضات”، لافتًا إلى أنه التقى الرئيس عباس 36 مرة ، خلال مفاوضات 2008، وبحث معه جميع القضايا الحساسة.

واستأنف الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، أواخر يوليو/ تموز من العام الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام.

غير أن تلك المفاوضات التي يفترض أن تستمر لمدة تسعة أشهر، وتتمحور حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها قضايا الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين، لم يُعلن عن أية نتائج لها، حتى اليوم.

ويصر اليمين الإسرائيلي على بقاء الكتل الاستيطانية داخل الأراضي الفلسطينية على ما هي عليه، وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني في حال الوصول لاتفاق سلام، وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لانتقادات دولية بشأن أنشطتها الاستيطانية، باعتبارها تعوق عمليات السلام.