الأخ أبو مازن .. المصالحة الداخلية أهم شئ ..
تاريخ النشر : 2014-02-07 10:54

بعد صبر طويل ومحاولات رأب الصدع من قبل بعض الأبناء والأشقاء والأصدقاء لم يكتب النجاح بعد لتقارب وجهات النظر والإجتماع علي طاولة مستديرة يشارك فيها كل أطراف الخلاف الفتحاوي ..علمآ بأن ذلك الإختلاف ليس علي فتح بل هو ظاهرة صحية تدعم ريادة حركتنا وإستمراريتها وتنميتها وإستثمار كل طاقاتها "وما أحوجنا لها" لأن وحدة الصف الداخلي "الفتحاوي" هو من يدعم ويساند المفاوض علي طاولة المفاوضات مع العدو الصهيوني من جهة وهو كفيل بإعادة الشرعية لقطاع غزة الصابر علي جور ذي القربى .. إن وحدة الصف الفتحاوي الذي نظرنا إليه بعين الأمل وبعض الرضا أثناء المؤتمر السادس لفتح قد تحطم بعد مرور فترة قصيرة حينما تم الإقصاء والفصل وتقاذف الإتهامات والأباطيل مما جعلنا نتراجع للخلف في الوقت الذي كنا واثقين فيه من التقدم نحو الأفضل والخروج من الأزمة لترسوا بنا سفينة الحرية في مرافئ الأمان بحكمة قبطانها وصدق طاقم القيادة ولكن للأسف نقولها رغم أنها تدمي قلوبنا " من سيئ إلى أسوأ " وهذا ما يتعارض جذريآ مع العهد الذي قطعناه علي أنفسنا بأن نبقي الأوفياء لدماء الشهداء والجرحي وعذابات الأسري والمهجرين ، فالفتح تتسع للجميع وتحتاج جميع أبنائها لذلك يجب علينا نبذ الخلافات والعمل بجد علي عودة اللحمة الداخلية لحركة قدمت خيرة قادتها وكوادرها وعناصرها قربانآ للوطن علي مذبح الحرية ، فبعد الرسائل الكتابية والشفهية والمباشرة والغير مباشرة التي تم إرسالها للأخ الرئيس طيلة السبع سنوات الماضية بشكل عام وفي السنتين الأخيرتين علي وجه الخصوص فقد أجبرتنا الأوضاع أن نعلنها للجميع " رغم قسمنا بعدم البوح بسرية الحركة " إلا أنه من الواجب أن يعلم كل من يعنيه الأمر بأن هناك فئة داخلية أو حتي" دخيلة " علي حركة فتح هي من تعطل كل الجهود لتقارب وجهات النظر وهي من تضع العراقيل في طريق الوحدة الداخلية لحركة الشهداء ويجب النظر لهذه الفئة من منظور أن كل النكبات التي حلت علينا كان السبب فيها أشخاص لا هم لهم إلا تكدس ثرواتهم وبناء مستقبل أبنائهم وأحفادهم وذويهم علي حساب دماء وعذابات وتضحيات أبناء حركة فتح ، وإن هذه الفئة يجب التعامل معها قبل أي شيئ آخر وبالنسبة للأخوة محمد دحلان وسمير المشهراوي فقد أبدوا ليونة غير مسبوقة وتنازلوا عن حقوق كبيرة أستطيع وصفها بالتضحيات مقابل أن تعود الوحدة والريادة لحركة فتح التي أمضوا عقود حياتهم فيها وأعتقد أن نجاحي في تقريب وجهات النظر بين الأخ أبو فادي والأخ عبدالله الإفرنجي عام2009 لم تأخذ من وقتي إلا مكالمة هاتفية لكل منهما وهذا دليل علي صدق نوايا الطرفين في حينه ولكن ما يشعرنا بالإحباط هو المحاولات المتكررة التي بائت بالفشل في تقريب وجهات النظر بين "التيارين" الداخليين يضع في ذهن الجميع أسئلة تحتاج إلي أجوبة مقنعة وأولها لماذا لا نذهب للمفاوضات متحدين ؟ علمآ بأن عدونا يحرص علي تفريقنا .! ولماذا لا نجرب طرقآ أخرى في إعادة الشرعية لقطاعنا الحبيب ؟ علمآ بأن الآليات والخطط موضوعة منذ يوليو2007م والآليات متواضعة ومنطقية في طريقة التنفيذ .! هل هناك شخصيات مستفيدة من الإنقلاب ؟ نعم توجد شخصيات مستفيدة منه ناهيك عن الإحتلال "المستفيد الأول" كما لا ننكر وجود حكومات ودول عربية وإقليمية ودولية تغذي الإنقلاب وتحرص علي تشتيت الكيان الفلسطيني لصالح حكام تل أبيب ، وهل تحتاج المصالحة الداخلية لجهود جبارة كي تتم ؟ لا تحتاج إلا لصدق النية من بعض المحيطين بدائرة صنع القرار أما بالنسبة للأخ محمد دحلان والأخ سمير المشهراوي فإن طلباتهم لا تتعدى عودة الوحدة لحركة فتح ولكن علي أساس القانون الفتحاوي الذي أجمعنا عليه جميعآ ،، إن هناك طاقات تهدر في الوقت الذي نعاني فيه من قلة الإمكانيات وهناك رجال تهمش في الوقت الذي نحتاج فيه للإسناد من الجميع وإن قصة قطاع غزة لا تحتاج لسبع سنوات إضافية من جولات المصالحة والتنقل بين الدوحة والقاهرة بل تحتاج لأقل من سبعة شهور من العمل علي أساس ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها ، يكفينا تقزيمآ لأنفسنا وإستهانة بقدراتنا وإنتظار معجزة لأن زمن المعجزات قد مضى ، ليس منطقيآ أن نفتح علي أنفسنا جبهات من الأولى والأحق أن تكون في صفوفنا لمواجهة العدو المركزي وأعوانه ومن يمرر مشاريعه فقط ، أنظروا لمستقبل مشرق ولا تعتقدوا أن إقصاء فلان سيدعم موقف علان ، وإتقوا الله في حركة فتح ..

رحم الله شهدائنا الأبرار وعلي رأسهم رمز عزتنا وكرامتنا أبو عمار والشفاء للجرحى والحرية للأسرى وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ..