فات المعاد في السودان؟
تاريخ النشر : 2013-10-14 11:16

تأتي الاحتجاجات الشعبية الراهنة في السودان بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام علي بداية الموجة الاحتجاجية الكبري التي أسفرت عما أطلق عليه ربيع عربي لم يلبث أن تحول خريفا عاصفا‏.‏
ولذلك فحتي إذا تمكن السودانيون المنتفضون من مواصلة احتجاجاتهم وتطويرها إلي ثورة شعبية واسعة, ربما يكون وقت التفاؤل بآفاق هذه الثورة قد فات. فالحاصل أن موجة التفاؤل التي عمت تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا في نهاية عام2010 وبداية عام2011 انحسرت, وربما انتهت, بعد الانتكاسات التي حدثت في الدول الأربع التي نجحت شعوبها في الإطاحة بحكام مستبدين فاسدين, واقترب حلم التغيير في الدولة الخامسة( سوريا) من نهايته.
ورغم أن ثورة25 يناير احتاجت ثورة ثانية في30 يونيو لتصحيح المسار, مازال هذا المسار يعاني الكثير من الصعوبات. وما برح الضباب مخيما في سماء البلاد الملبدة بغيوم التوتر والاحتقان والصراع.
وإذا كانت الصعوبات الناتجة عن تراكمات تجريف المجتمعات في البلاد التي أطيح بحكامها قد حولت ربيعها خريفا, فالوضع في السودان لايقل صعوبة.
فقد فعل البشير مثل ما قام به بن علي ومبارك والقذافي وعلي صالح كل في بلده. ولذلك أصبح سقوط البشير منذرا بالفوضي التي حذر مبارك وغيره من مثلها, بل مثيرا للتساؤل حول إمكان المحافظة علي شمال السودان موحدا في ظل تنامي النزعات الانفصالية في غربه وشرقه علي حد سواء.
ولذلك يبدو التغيير إلي الأفضل في السودان صعبا, بعد تجارب مؤلمة في خمس دول عربية تثير ثلاث منها( سوريا وليبيا واليمن) إشكالية كيفية المحافظة علي وحدة كل منها.
غير أن الصورة قد لا تكون قاتمة إلي هذا الحد في حالة واحدة, وهي أن يكون في أوساط المعارضة السودانية من يستطيع استخلاص دروس تجارب الربيع العربي الفاشلة. وفي هذه الحالة قد لا يكون التأخر عبئا بل ميزة. ولا يكفي أن يكتشف زعيم معارض بحجم الصادق المهدي أن شعار الشعب يريد إسقاط النظام ناقص وسلبي ويدعو إلي رفع شعار الشعب يريد نظاما جديدا. فليس هناك ما يدل حتي الآن علي أن المعارضة السودانية أفضل حالا من نظائرها في أربع دول تاهت أهداف ثوراتها في الطريق.
عن الاهرام