من فضائل "الربيع العربي".. فلسطين لليهود
تاريخ النشر : 2014-02-06 13:23

آخر فضائل ما "الربيع العربي" الذي أسقط كل المحرمات، عندما يقف أحد قادة المجموعات المسلحة في الشمال السوري مصرحاً لأحد الصحافيين "الإسرائيليين"، أن شارون صديقنا وحليفنا ما دام هو ضد الرئيس بشار الأسد"، وعندما يصرح أحد جرحى المسلحين الذين تتم معالجتهم في أحد مستشفيات كيان الاحتلال، قائلاً: "كشفت لنا الثورة في سورية من هو العدو ومن هو الصديق، وإسرائيل صديقة لنا"، هذه التصريحات وغيرها كانت صادمة عندما سمعناها.

ولكن ما هو أكبر من الصدمة ما قرأته في إحدى الصحف، والتي كتبت نقلاً عن المدعو الشيخ أحمد العدوان على صفحته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والذي عرف عن نفسه بأنه عالم إسلامي يقيم في الأردن، ومما كتبه هذا الشيخ المدعي" أنه لا يوجد شيء في القرآن الكريم شيء اسمه فلسطين"، وبالتالي هناك أرض مقدسة لبني "إسرائيل"، وهو أورثها لهم أي لبني "إسرائيل"، وتابع "أقول للمحرفين عن كتاب ربهم القرآن الكريم من أين أتيتم باسم فلسطين يا كذابين يا ملاعين"، وأضاف "مطالبتكم بأرض إسرائيل باطل واعتداء على القرآن وعلى اليهود وعلى أرضهم، وبالتالي فإن الله سيخزيكم ويخذلكم كونه تعالى هو الذي يدافع عنهم"، ولم يكتفِ هذا المستشيخ، فيضيف "إن الفلسطينيين هم قتلة الأطفال والشيوخ والنساء، يعتدون على اليهود، ثم يقدمون أطفالهم دروعاً بشرية ويختبئوا وراءهم ودون رحمة، وكأنهم ليسوا أطفالهم، ليوهموا الرأي العام أن اليهود يتعمدوا قتلهم، ويتابع "هذا ما شاهدته بأم عيني في السبعينات عندما كانوا يعتدون على الجيش الأردني الذي احتضنهم وآواهم، بدل أن يشكروه، فكانوا يقدمون أطفالهم للجيش الأردني ليوهموا دول العالم أن الجيش يقتل الأطفال، هذا ديدنهم وعادتهم وخبثهم وقسوة قلوبهم على أطفالهم وكذبهم على الرأي العام لينالوا تأييده"، ويتعمد هذا الشيخ المدعي أن يستشهد بما ذكره ببعض الآيات القرآنية مثل قوله تعالى: {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم}، وقوله تعالى: {كذلك أورثناها بني إسرائيل}.

سرعان ما يكشف عالم الدين هذا وما أكثرهم هذه الأيام، أنه قام بزيارة الكيان والتقى برجال دين يهود توافق وإياهم على تكثيف اللقاءات، وتبادل الآراء، والسعي إلى تعميم ثقافة الشراكة والتسامح والمحبة القائمة على أن الدين اليهودي هو أيضاً دين الله كما الدين الإسلامي الذي يبرر مقاتلة اليهود والحث عليه، وقد أبدى الشيخ العدوان كل الاستعداد من أجل إظهار الظلم الواقع على اليهود بسبب التحريض الذي يمارسه الفلسطينيون ومن يؤيدهم، ولكي يبرهن عن صدق توجهاته صرح لموقع "إسرائيل بالعربية الالكتروني" قائلاً: "إن سبب انفتاحي على الشعب اليهودي نابع عن اعترافي لهم بسيادتهم على أرضهم وإيماني بالقرآن الكريم الذي أخبر وأقر ذلك"، وأضاف أن "الشعب اليهودي شعب مسالم يحب السلام وليس معادياً ولا معتدياً، ولكن إذا اعتُدي عليه يدافع عن نفسه بأقل ضرر للمعتدي"، ويتابع شيخ التطبيع العدوان "يكفي اليهود شرفاً أن الله تعالى فضلهم على العالمين، أي على الإنس والجن إلى يوم القيامة".

تأتي هذه التصريحات في هذا التوقيت السياسي الحرج، في سياق الهجمة التي يشنها الحلف الأميركي – "الإسرائيلي" على أمتنا لإخضاعها بالكامل لمشيئته، مما يسهل تصفية القضية الوطنية للشعب الفلسطيني بكل عناوينها وثوابتها، ولكن وفي ظل التمادي على المحرمات والخطوط الحمراء الوطنية والقومية وحتى الإسلامية التي يسعى هؤلاء إلى إسقاطها، فكيف ستواجه القوى والنخب الوطنية في الأردن هذا المرض السرطاني الذي يزداد تفشيه منذ بدء "الربيع العربي"؟ وبالتالي يجب التحرك سريعاً من أجل مواجهته والتصدي له، لأن السكوت عليه من شأنه أن يتحول مع الأيام إلى نهج وثقافة.