ربيع الناتو وفلسطين !!!
تاريخ النشر : 2013-10-14 10:58

الفلسطيني عبر مسيرته النضالية يعتبر كبش الفداء في السراء والضراء للأنظمة سواء كانت ثورية أو أتية من خلال الناتو وأزلامه في هذا الوطن الكبير ,بالأمس أغرقته البحرية الليبية مجموعة من ابناء شعبنا المناضل الهارب من الموت نتيجة صراع داخلي في سوريا شفاها وعفاها الله من كل مكروه ,ولمن تكن مطاردة الزوارق الليبية لهذا القارب من باب حماية شواطئ ليبيا ولكنها كانت عربون وفاء للناتو يقدمه النظام الليبي الجديد من باب تسديد فاتورة تسليم تلك الطغمة المدمرة لليبيا شعبا وأرضا ,
وهنا لابد من تذكر الماضي الجميل لليبيا وشعبها العظيم حينما كانت تكتب على مداخلها ومخارجها أرض العرب للعرب ,فهي التي كان لا يحتاج المواطن العربي حين يدخلها الى تأشيرة دخول أو حتى أوراق رسمية فكان يكفي رجال الحدود والمعابر ان تكون بلسان عربي تحدث في ليبيا التي كان شعارها وقانونها معاملة الفلسطيني معاملة المواطن الليبي في كل مرافقها التعليمية والصحية والتشغيلية حتى الطلاب الفلسطينيون المقيمون فيها كانت تنسيقاتهم الجامعية مثلهم مثل ابناء ليبيا ولا يوجد منع او حجر أي جامعة او تخصص او شيء عن الفلسطيني ,اما بعد ما سمي بالربيع العربي فنجد بأن الفلسطيني وهو هارب من الموت يلاقيه الموت من خلال جند العرب الذين كانت أولا بتلك الرصاصات ان تكون موجهة الى الاعداء محتلي الوطن الذي شرد أهله في بقاع الارض .
أن ما يحصل في دول الربيع العربي بشكل عام وليبيا بشكل خاص له نذر شئم ينم عن الاجندات التي يحملها هذا التغيير أين كان أسمه ولونه وشكله ,فهل يعقل أن يكون مقبول لدى أي حكومة أو نظام أو سلطة أين كانت أن تقبل لا بل تقوم بمساندة قوات معادية او حتى صديقة بالدخول الى أراضيها واعتقال احد أبنائها تحت بند الشبهة ونقله الى قواعدها في عرض البحر لتحقيق معه ولربما سجنه او قتله ,فهل هذه أنظمة تريد ان تعيد العزة الى شعوبها اولا ومن ثم الى امتها
وهنا أتساءل لماذا كل هذه المحاولات بإقحام المواطن الفلسطيني في أتون تلك الصراعات المفتعلة والمقصود منها كما هو ظاهر ليس تحقيق الشعارات التي قامت تلك التحركات الشعبية من أجلها بقدر ما هو تدمير مقدرات شعوبنا العربية واعادة رسم مواطن السيطرة والقوة في المنطقة والخاسر الوحيد فيها على الدوام المواطن العربي الذي تحمل السنوات الطوال تحت ظلم وقهر انظمة عيشته على أمل استعادة العزة والكرامة وفي نهاية المطاف لم يجد لا عزة ولا كرامة ,فالصبر الذي صبره المواطن العربي توج برصاصات تغرس في صدره حينما ضاق به الحال والسلاح الذي جاع من أجل تحرير الارض والانسان قدم على طبق من ذهب للأعداء مقابل الحفاظ على السلطة الوهمية .
ونظام جاء لنا على جثة شعار (على القدس ريحين شهداء بالملايين ) وكان أول من بعث برسالة تهنئة لرئيس دول الاحتلال في ذكرى احتلال فلسطين ,واليوم وبعد ما خرج هذا النظام عن النص حركة الوديعة على رقاب الشعوب العربية لتخرج لنا بأصوات تتساوق مع ما يحاول العدو تسويقه بأن جزءا أصيلا من الشعب والارض لا يتعدى ساكنيها عن ساكني حي من أحياء قاهرة المعز تصور وتسوق للشعب والعالم وكأنها تمتلك قدرات تتمكن أن تهز عروش أنظمة ودول ,وحتى لو أخذنا ببعض تلك الدعاية ,فهل يعقل أن يعاقب شعب نتيجة حكمه من نظام لا يروق للأخرين او للعالم ,هل من المعقول ان يعاقب شعب نتيجة اشتراك بعض من أبناءه بعمل لا يروق لدولة ما ,لماذا لم تعاقب مصر تحت يافطة الظواهري ؟ولا السعودية تحت يافطة من شاركوا في احداث سبتمبر؟ ام ان هناك أدوار مرسوم للبعض السير بها من أجل ان لا يبقى امام شعبنا المتمسك بحقوقه وثوابته خيار واحد وهو التساوق مع الضغوطات الاسرائيلية والامريكية من أجل القبول بالفتات ,يبدوا ان سناريو حرب 1982م يعيد نفسه حينما تركت الثورة الفلسطينية لكي تلاقي مصيرها من الشتات والتشتيت ,وكما حصل بالقضية الفلسطينية حينما حذفت من أجندات القمم العربية الى الادوار الاخيرة لكي يبقى مؤتمر مدريد ومسلسل التسوية هو الخيار المفتوح امام القيادة الفلسطينية بعد حرب الخليج الثانية وما تعرض له شعبنا من اعادة تهجير بعد حرب تحرير الكويت , دون ألزام للعدو والتزام بالحد الأدنى الذي اوصلنا أليه النظام العربي الرسمي تارة بالوعيد وتارة بالتهديد بإخراج القيادة الفلسطينية من الدول المضيفة والتضييق عليها بشتى السبل منها المادية والمعنوية .
أن ما يتعرض له شعبنا اليوم هو مسلسل أعادة التاريخ لنفسه بنفس الادوات والسيناريوهات والاغراءات والضغوطات وان اختلفت بعض الوجوه ,حيث بات ثوار الناتو اليوم حراس لجزيرة (لامبيدوزا ) وغيرها من الشواطئ الغربية بعد ان ضاقت بلاد العرب بهم ,بطبيعة الحال ان الرابح الوحيد اليوم هو دولة الاحتلال التي اصبحت تعفي نفسها من جرم قتل ابناء الشعب الفلسطيني وليقوم بهذا الاجرام رجال الناتو الذين تسلطوا على رقاب ابناء امتنا .
فهل خرجت الجماهير العربية على حكامها من اجل ان تجهز على ما تبقى من أمل عند ابناء شعبنا ,او من اجل ان تشارك العدو الصهيوني في حرب الابادة التي يتعرض لها الحجر والشجر والانسان الفلسطيني ,؟؟؟