العربية الفلسطينية أي اتفاق يتجاوز حقوقنا الثابتة لن يكتب له النجاح
تاريخ النشر : 2014-02-05 13:49

أمد/ غزة : قالت الجبهة العربية الفلسطينية أن أي اتفاق يتجاوز الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا الفلسطيني لن يكتب له النجاح، وسيواجهه شعبنا بكل ما أوتي من قوة ، معربة عن رفضها المطلق لما يجري تداوله من مقترحات في سياق ما يعرف بالاتفاق الانتقالي أو خطة كيري الذي اعتبرته انحيازاً تاما للموقف الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

وأضافت الجبهة في ختام اجتماع لأعضاء مكتبها السياسي بغزة أمس أن ما يشاع حول الإصرار الإسرائيلي على "يهودية الدولة" ينطوي على مخاطر جمة على القضية الفلسطينية وبخاصة قضية اللاجئين الذي يسعى إلى شطب حقهم بالعودة والتهديد بتهجير من تبقى من أبناء شعبنا داخل الأرض المحتلة عام 1948م، وهي بذلك تنسف فكرة إحلال السلام في المنطقة من جذورها.

وأوضحت الجبهة أن طريق إحلال السلام واضح وقصير وهو بإلزام إسرائيل بإقرار الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني بدلاً من ممارسة الضغوط التي تجاوزت كل الحدود على القيادة والشعب الفلسطيني، مؤكدة أن شعبنا لن تكسر إرادته ولن يرضخ لهذه الضغوطات وسيواصل نضاله حتى تحقيق كامل أهدافه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 67م وعاصمتها القدس الشريف.

هذا وقد دعى المكتب السياسي للجبهة إلى تصعيد المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال وإجراءاته ، متوجها بالتحية إلى جماهير شعبنا في كل مكان، والى الشباب الفلسطيني وأصدقاء الشعب الفلسطيني الذين أقاموا قريتي عين حجلة وباب العودة للتأكيد على حماية الأرض الفلسطينية، وللتعبير عن رفض شعبنا لأي مساس بحقه في أراضي الأغوار التي تسعى إسرائيل إلى ضمها والاستيلاء عليها ونهب خيراتها، وردا على مشروع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري واتفاق الإطار الذي يحاول إبقاء الأغوار تحت السيطرة الإسرائيلية.

ودعت الجبهة جماهير شعبنا إلى الانخراط بقوة في فعاليات المقاومة الشعبية وإلى تشكيل لجان حماية للقرى والمناطق التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين المتواصلة، مؤكدة على ضرورة تبني إستراتيجية وطنية لتفعيل الفعل الشعبي وتقديم كل سبل الدعم لإنجاحها في مواجهة إجراءات الاحتلال ولحماية الأرض الفلسطينية .

كما وتوجهت الجبهة بالتحية إلى أبناء شعبنا في مخيم اليرموك بسوريا الذين يواجهون الموت والجوع، مؤكدة رفضها المطلق لاستخدام شعبنا وقوداً للصراعات الداخلية في سوريا، مؤكدة على ضرورة تحييد المخيم وضرورة تطبيق ما تم الاتفاق عليه بإخراج كافة المسلحين منه، كما وتوجهت بالدعوة إلى المؤسسات الدولية والإنسانية إلى القيام بدورها تجاه شعبنا في مخيم اليرموك لتجاوز الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.

كما وتوقفت الجبهة أمام ما يعانيه قطاع غزة من إشكاليات وأزمات وظروف صعبة في كافة مناحي الحياة ، مؤكدة على ضرورة عدم ترك إشكاليات القطاع دون حلول والعمل على تشكيل لجان وطنية للخروج بحل لكافة القضايا التي تواجهه من كهرباء ومياه وغاز وخريجين ومشاكل لموظفيه وشهدائه وغيرها الكثير بما يوفر لشعبنا مقومات صموده أمام ما يواجهه من تحديات، مؤكدة في هذا السياق على ضرورة أن تتحمل وكالة الغوث مسئولياتها كاملة تجاه لاجئينا في قطاع غزة ووقف تقليصاتها تحت أي حجة أو ذريعة، وكذلك معالجة مشكلة إضراب موظفي الوكالة بالضفة وإنهاء كافة الآثار المترتبة على الإضراب من أضرار صحية وتعطيل للدراسة مما يهدد فقدان الطلبة العام الدراسي الحالي وأية أثار سلبية أخرى .

وفي موضوع المصالحة أكد المكتب السياسي أن ما تمر به قضيتنا الوطنية وما يواجهه شعبنا يفرض على الجميع تحمل المسئولية الوطنية والإدراك أن حجم المخاطر التي تواجه شعبنا ومستقبله لا يمكن مواجهتها إلا بوحدة الصف الفلسطيني وهو ما يتطلب البدء الفوري في تنفيذ ما اتفق عليه من تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية وتحديد موعد لإجراء موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ما أمكن، مؤكدين أيضا أن مشاركة الكل الوطني في بحث قضايا ومسائل المصالحة هو ضمانة لنجاحها من اجل البدء بمصالحة مجتمعية شاملة تنهي أثار وتداعيات السنوات الماضية من الانقسام وتؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني تقوم على أساس الشراكة الوطنية في تحمل المسئولية عن شعبنا وعن نضالنا الوطني.

كما وتوجه المكتب السياسي بالتحية إلى أسيراتنا وأسرانا في سجون الاحتلال، مؤكداً على ضرورة مواصلة الجهود من اجل الإفراج عنهم جميعاً وإبقاء قضيتهم على سلم الأولويات الفلسطينية ، باعتبار أن قضيتهم هي احد الثوابت الوطنية التي لا يمكن تجاوزها مؤكدة انه لا امن ولا سلام ولا استقرار دون الإفراج الكامل عن أسيراتنا وأسرانا من سجون الاحتلال، كما وتوجهت الجبهة بالتحية إلى أهلنا في القدس داعية إلى تعزيز ودعم صمودهم في مواجهة مشاريع وخطط التهويد للمدينة المقدسة.

وفي الشأن العربي أكدت الجبهة وقوفها الكامل إلى جانب الشعب المصري منددة بالتفجيرات الإرهابية التي وقعت مؤخراً ، داعية إلى تكاتف كل الجهود من اجل إنجاح خارطة الطريق والوصول بمصر إلى الاستقرار باعتبار أن امن مصر واستقرارها هو استقرار كل المنطقة العربية.

كما ونددت الجبهة بالتفجيرات التي حصلت في لبنان، مؤكدة وقوفها إلى جانب لبنان وشعبنا وحرصها على أمنه وسلامه ، معتبرة أن الهدف الرئيس من هذه التفجيرات هو بث الفوضى في الساحة اللبنانية وإدخالها في صراع داخلي، مؤكدة أن الشعب اللبناني بوعيه وبتماسكه قادر على إفشال هذه المخططات .

وحول تطور الأحداث في سوريا التي شهدت تفاعلات خاصة وتدخلات واضحة فإن الجبهة ترى أن الشعب السوري لا زال يدفع من دمائه ومن معاناته ثمنأ للصراع على أرضه, مما يتطلب العمل وبكل الجهد من أجل وقف هذه الحرب والعودة إلى لغة الحوار والحل السياسي بما يضمن الحرية والديمقراطية للشعب السوري ويحافظ على وحدة الدولة السورية وحماية مكوناتها السياسية والاقتصادية والعسكرية.