كلام البلد... تعليقات البلد... والصندوق الاسود
تاريخ النشر : 2014-01-31 14:57

(1) كلام البلد والصندوق الاسود
سرت اشاعات/ شائعات عبر صفحات الفيسبوك "Facebook" وفي ارجاء العاصمة العتيدة "رام الله"، طبعا، في جلسات النميمة المتشفية أو الفرحه حول طرد أو اقالة أو "حَرَدِ" أمين عام الرئاسة ورئيس ديوان الرئاسة واخرين من غيرهم من كبار رجال المقاطعة. ويقال، في هذه الأحاديث، إن السبب هو محاولة تضليل الرئيس للإفراج عن "عقيد الرئاسة" ونقله للعمل في سفارة فلسطين في البلد الذي يعيش به أهله بعد اقل من ستة اشهر على حجزه ومحاكمته.
اذا صدق هذا الأمر، فإن الاشخاص الذين حاولوا "تضليل" الرئيس قد ارتكبوا "جريمة" متعددة الاوجه منها ما يتعلق بالتضليل والتدليس، والعبث بأحكام المحاكم وقراراتها، وتعكير السلم الاهلي، والتشجيع على انتهاك القانون خاصة لمن لهم واسطة أو اشخاص ذي نفوذ قد يحصلون على عفو رئاسي، ومارسو جريمة الواسطة المنصوص عليها في قانون مكافحة الفساد. وهذا الامر لا يستوجب الطرد من الخدمة في السلطة الوطنية فقط بل احالتهم الى القضاء لمحاكمتهم.
لكن المطلوب اليوم توضيحا صريحا من قبل الرئاسة الفلسطينية حول هذه الاشاعات والأحاديث وقول الحقيقة المتعلقة بهذا الامر حتى لا تبقى الافعال والأقوال في "الصندوق الاسود"، وحتى لا تزداد الاشاعات والأحاديث في الغرف المغلقة حول هذه الحادثة. وحتى لا تبقى أسوار المقاطعة قاطعة ما بين الرئيس والشعب ينبغي فتح الصندوق الاسود الذي يَخفي كل ما يدور خلف الاسوار من اجراءات وقرارات وأفعال معني بها الشعب الفلسطيني أكثر من غيره لتأثيرها على مستقبله ليس فقط السياسي بل ايضا ايمانه بإقامة دولة العدالة والمساواة واحترام مشيئته.

(2)  طاولة الرئيس ذكورية وغير "مُجندرة"

فَرِحَ العرسان في الحفل "العرس" الجماعي المقام في اريحا الاسبوع الماضي برعاية الرئيس، ولحضوره حفل زفافهم ولكلامه ولتشجيعه لهم، واعتقد كذلك كل من حضر الحفل سواء الحاضرين في مكان الحفل "العرس" أو الذين شاهدوه عبر شاشة تلفزيون فلسطين.
لكن المشاهدين تفاجئوا أن طاولة الرئيس في هذا الحفل مخصصة للذكور فقط أي أنها لم تحترم النوع الاجتماعي؛ فالرئيس وحاشيته من وزراء ومستشارين لم يجلسوا الى جانب زوجاتهم إن حضروا، على الرغم من أن عريف/ مقدم الحفل قد رَحَبَ بسيدة فلسطين الأولى إلا أنها لم تجلس الى جوار زوجها الرئيس.
هذا الامر قد يُفسر بأوجه مختلفة منها؛ أن نساء السياسيين الفلسطينيين لا ينكشفون على المواطنين، أو أنهم انصاعوا الى فتاوى منع الاختلاط حتى في افراح الشعب الفلسطيني، أو أنهم لا يؤمنون بمكانة المرأة الفلسطينية حتى في المشاركة بالحياة الاجتماعية ومشاركة ابناء الشعب افراحهم ..... الخ، أو أنهم يخافون "يغارون" على نسائهم من المواطنين، أو أن نسائهم لا ترغبن بالاختلاط بعامة الناس وفقرائهم، أم أن نسائهم لا تقطن في فلسطين أو لا ترغبن بالسكن فيها وبين ابناء شعبها.

افراح فلسطين نوعان الاول مختلط والثاني تعزل النساء عن الرجال في قاعتين منفصلتين. لكن من يريد ان يشارك في الحفل عليه ان يلتزم بقواعد الحضور وفقا لنوع العرس وطبيعته، ودون ذلك يخالف القواعد الاجتماعية ولا يحترم اعرافنا الفلسطينية.

(3)  تعليقات البلد والرئيس
برزت في السنة الأخيرة بعض التعليقات موجه للرئيس الفلسطيني مباشرة عبر صفحات الفيسبوك  بعضها تناقلته وسائل الاعلام، ومنها من حاز على رد فعل متهور من البعض أو سُكِتَ عنه. هذه التعليقات تناولت قضايا يتم الحديث عنها في الغرف المغلقة وتخالج صدور الكثيرين فيما لا يجرؤون على المجاهرة بها. لكن البعض كسر حاجز الخوف أو ربما "الموت" للتعبير عن رأيه دون مواربة مثل الزميلة ايمان الهريدي التي طلبت الزواج من الرئيس لتصيح زوجة مسؤول أو ابنة مسؤول للتنبيه لما يحصل في الوظيفة العامة من واسطة ومحسوبية، وكذلك الامر لرسالة الفنان عبد الرحمن الظاهر وزوجته بتبرعهما بجواز سفرهما الفلسطيني للفنانتين سلمى رشيد وكارمن سليمان للتعبير عن المبالغة في منح جواز السفر الفلسطيني للفنانين وغيرهم.
في هذا المقال نشجع مثل هذه التعليقات ليس فقط بسبب حرية التعبير بل أيضا لكسر الصمت، وتصويب الاخطاء، والتنبيه، وإعلاء الكلمة دون خوف أو مواربة ومباشره الى الشخص المعني باعتبارها أحد اهم واجبات المواطنة ودفاعا عنها.