علي أبو طوق المناضل الشاب وبناء الايجابيات
تاريخ النشر : 2014-01-31 12:43

علي أبو طوق ابن مدينة حيفا المولود في مخيم حمص في سوريا عام 1950 كان من القيادات الطلابية الفلسطينية الفاعلة فترة شموخ القاعدة الثورية في لبنان، وهو الى ذلك من مؤسسي الكتيبة الطلابية عام 1976 أو (السرية الطلابية) التي تحولت إلى اسم كتيبة الجرمق لاحقا ، حيث عمل مع إخوانه بقدرة تنظيمية وفكرية فذة على نقل الموقع التنظيمي الطلابي إلى موقع القوات العسكرية للثورة الفلسطينية.

قام بقيادة عدة عمليات ناجحة ضد خطوط إمدادات العدو ومنها عملية حافلة عاليه، وعملية عرمون وعملية دير قانون النهر، كما شارك بتأسيس نواة المجموعات القتالية والخلايا السرية المسلحة اللبنانية والفلسطينية في مناطق صور وصيدا والنبطية. وشارك في معارك الجبل عام 1984 في منطقتي بحمدون عالية وسوق الغرب كما يشير مركز المعلومات الوطني الفلسطيني.

كان الشهيد قائداً لموقع شاتيلا خلال "حرب المخيمات" التي اندلعت خلال عامي 1986 -1987 بين قوات المقاومة الفلسطينية المدافعة عن المخيمات الفلسطينية في لبنان وحركة أمل مدعومة من قوات الجيش السوري المنتشرة على الأراضي اللبنانية.

وقد استشهد علي أبو طوق في 1/2/1987أثناء تصديه للقوات التي كانت تحاصر المخيم، ونعته القيادة الفلسطينية بصفته عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية.

خاض أبوطوق معركة قلعة الشقيف الأثرية في لبنان بإباء وجلد ضد العدوان الصهيوني حتى سميت (قلعة علي أبو طوق) من قبل بعض زملائه، وقال فيه زميله معين الطاهر القائد المؤسس في الكتيبة الطلابية الكثير مما نوجزه هنا في تشخيصه لشخصيته ومواقفه وسلوكه.

1. كان شعاره الدائم: يجب أن نقدم أكثر وأن نصلّب كفاحنا وان نرتقي بالثورة.
2. و رأى أبوطوق: أن الثورة فعل حركة حيث لا هدوء ولا توقف بل خطوات متصلة وانجازات.
3. كان وواقعيا رغم قد ما يشي بمثاليته، فهو مقاتل ميداني بيديه وسلاحه وعقله، يحفر الخنادق والأنفاق ويمسك ببندقيته ووعيه معا.
4. الكل كان يتمنى اللحاق به حيث شعور أقرانه بوجود مسافة بينهم وبينه تحثهم على السير بسرعة للحاق به أو مواكبته.
5. خاض حروبه قي المخيمات ضد مروجي الفتنة والطائفية وتجار الحروب.
6. ومن سلبياته (أو عناده) أو قل ما كان يراها هو تحدي و شجاعة أنه كان يستهتر بجراحه الكثيرة التي أصيب بها بالمعارك المتنوعة فيهمل إكمال العلاج.
7. عرف العدو الرئيسي فكان يتحيّن الفرص للخروج من أتون الحروب الداخلية في دوريات تواجه العدو الصهيوني.
8. أطلقت عليه أم الشهداء أم أحمد من نساء لبنان الباسلات اسم عمر بن الخطاب لأنه كان زاهدا يؤثر الآخرين عليه حتى في ما كانت توزعه أم أحمد من قطع حلوى على المقاتلين في مواقعهم النضالية.
9. كان إنسانا يحب شروق الشمس فلا يتركها تصحو إلا هو يحتضنها.
10.كان مؤمنا بالتربية الجيدة للمقاتل، فلا يوجد مقاتل سيء وإنما تربية خاطئة لذلك اعتبر بناء الذات والتربية الثورية في المقام الأول.
11.المسؤولية والقيادة تعني حث المقاتلين على الثبات وعدم السماح بظهور العوامل السلبية وتطوير تلك الايجابية.
12.كان جادا و حازما وشديدا، إلا انه بقلب طفل كما يقول الطاهر، لذا كان مهاب الجانب من إخوانه ومتفوقا على أقرانه، ومثلا أعلى في العمل والمثابرة والتفاني.
13.هل ممكن أن يكون "المقاتل" الصلب محادثا جيدا؟ يستمع ويصغي ويحاور ويناقش أجاب علي بسلوكه: نعم لأن هذا ما كان.
14.كانت عقيدة علي أبو طوق هي العمل، وخاصة العمل الجماعي مصداقا للآية (وقل اعملوا )، ومصداقا لفكر حركة فتح المبني على العمل والانجاز والمبادرة .
15.أما قدرته على الاتصال والتواصل الجيد فتمثلت بعقده للاجتماعات مع مقاتليه بشكل دوري، ويناقشهم بمودة، ويشرح لهم، وينصت طويلا بلا ملل، ويسأل عنهم فردا فردا، ويحفظ أسماءهم.
16.كان ناقدا للسلبيات يشكو من تأجيل اللقاءات مع أطره العليا التي يراها ضروروية.
17. الطبيب اليوناني "د.يانو" كان يتجهز للذهاب إلى مخيم شاتيلا في حصاره الأخير فقال له معين الطاهر كما روى في مقاله: أن لا مستشفيات هناك، أجاب الطبيب بثقة: ولكن يوجد علي أبو طوق، وفعلا استطاع معه ان يؤسس مستشفى ميداني وأن يحول أكواخ شاتيلا إلى أمنع حصن في القرى العشرين.

مما سبق من الممكن أن ننظر نحن الى المناضل الطلابي والقائد الشبابي الفذ علي أبو طوق في وعيه وفهمه لذاته والثورة وزملائه في 5 نقاط رئيسة:
1- كان مؤمنا ببناء الذات وبالعمل والانجاز، لذا كانت الجدية والمثابرة والقدوة والإيثار للآخرين، من مميزاته، فرفض السلبية وسعى لمراكمة الايجابيات قولا وعملا .
2- كان بقدر ما يحمل من شجاعة وتحدي "و قسوة كما رآها البعض" إنسانا محبا متواصلا بدأب مع زملائه، يتفقدهم ويهتم بهم ولا يمل الإنصات لهم، وإنسانا يعشق شروق الشمس والوطن.
3- جعل من أولوياته قتال العدو، حتى في ظل انشغاله والثورة الفلسطينية بمعارك جانبية من القوى المناهضة للثورة.
4- فهم الثورة أنها رقى وتطور وحركة، وفهمها قدوة وفهمها كفاح ضد العدو، وضد تجار الحروب والطائفية ، وكان واقعيا ميدانيا .
5- اتسم بالتميز والإبداع فسبق أقرانه فتمنوا مجاراته أومجاورته، وهو مع تميزه كان يؤثرهم ويودهم ويؤمن بالعمل الجماعي معهم، ما لم يستغني عنه.

هذا كان علي أبوطوق النموذج وقائد الشباب، والمؤمن والمناضل الذي يخط مصيره بيديه، فيبني ذاته ويقر بأفعاله حركة التغيير، وشكل المستقبل لمن هم حوله، وفي إطار سفر الثورة الكبير.