لو كنت أعلم لغة الطير ..!!
تاريخ النشر : 2014-01-30 23:41

منذ حوالي شهر تقريبا ،اشتريت عصفورين جميلين تصورت بأنهم سيكونا زوجين سعيدين بعد إلحاح شديد من أولادي الصغار ..كتبت فيهما قصة قصيرة نشرت لي عبر العديد من الوكالات الإخبارية والإعلامية ..ما كنت أتعجب منه هو ذاك الصراع الماراثوني بين العصفورين داخل القفص ،فلا يهدئان حتى تتطاير بعض الريشات من جسديهما الرشيق لتغادر القفص أو تتعلق على أطراف قضبانه السلكية الرفيعة ،وكأن ذلك يمنحهما إحساسا عميقا بالحرية ،حقيقة لم تكن لي خبرة أو معرفة مسبقة بكيفية اختيار الطير عند الشراء أو إطعامهم ..بل أن معرفتي بالطير كانت كمعرفة شارلي شابلن عن الذرة أو ستالين عن الرومانسية الحالمة ..لكني حاولت جاهدا أن أبحث عن سبب لذاك النزاع الغريب قلت في قرارة نفسي هل يمكن أن يكون ذلك بسبب صغر حجم القفص أوأنه غير مناسب لذلك شعر العصفوران بالضيق والاختناق كما هو حال الناس الذين يسكنون المخيمات في بلادنا مما ينعكس على حالتيهما النفسية ..هل لأنهما يشعران بالمراقبة من أعين الناظرين ،فلم ينعما بالحب أوهناءة العيش و السكينة ؟! وعلى عجالة وجدتني احمل القفص لأضعه على سطح البيت ،كانت أشعة الشمس ساطعة تضفي على الكون بهاءا ودفأ وراقبت الوضع خلسة من بعيد لكن الحال لم يتبدل ..!! فبحسب معرفتي بالزواج السعيد حتى في حياة الطير أعرف انه لابد من المداعبات واللعب الذى يحدث بين الطيور وبعضها البعض ، ومن خلال ذلك نستطيع التعرف على الطيور المتآلفة فيما بينهم ، لكن ما حدث كان العكس اعرف في دنى البشر أنه عندما يدب الخلاف العقيم بين الزوجين تنتهي المسألة بالافتراق الجائز أو المشروع ،وإن كان الله تعالى يكره الطلاق ، ولكنه لم يحرمه على عباده للتوسعة لهم ..لكن هنا كيف المخرج من تلك المشكلة ..وبينما كنت أفكر سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق العلوي فأسرعت لأفتح الباب وإذ بأحد الأصدقاء كان قد جاءني للزيارة ،وكان على علم ومعرفة واسعة بالطيور ..انتهزتها فرصة لأحكي له ما حدث معي ..قال لي ائتني بقفص العصافير ولما تناوله تطلع بإمعان صوب العصفورين ،وضحك بصورة استفزتني قلت له :وما الذي يضحكك ؟! رد عليّ ولم تزل ترتسم على شفتيه ابتسامة عريضة قائلا من الذي اختار لك هذين الزوجين السعيدين ؟ّ! قلت بائع العصافير ..قال سامحة الله ياعزيزي بكل أسف الزوجين من الذكور ..أصابتني الدهشة حينها فخرجنا سويا لانتقاء فتاة الأحلام واستبدال احد الذكرين ،ولما رجعنا وفي الطريق قلت له : آه لو كنت اعلم لغة الطير لترجمت كل الشتائم التي انهالت عليّ ..!!