النهوض بالقطاع الصحي أولوية !؟ اسطوانة مشروخة
تاريخ النشر : 2014-01-29 22:49

ما ان تطأ قدمك أي من المستشفيات الفلسطينية حتى " تقرأ المكتوب من عنوانه" ، و لم تأت أي من الحكومات المتتالية دون أن تقوم بالتصريح امّا على لسان رئيس وزرائها أو وزير صحتها العتيد بأن القطاع الصحي بحاجة إلى نهوض ؟! لا جدل في ذلك، ولكن المشكلة تكمن في طبيعة هذا النهوض !؟ ولا توضح هذه التصريحات النارية اذا ما كان القطاع الصحي الفلسطيني يقبع في غيبوبة "كوما" مؤقتة؟ أم انه في موت سريري!؟ وبالتالي ينطبق المثل القائل "فالج لا تعالج" !؟ فجأة اكتشف رئيس مجلس الوزراء أن القطاع الصحي الفلسطيني نائم ؟ وفجأة اكتشف اصحاب القرار أن الحكومة الاسرائيلية قد اغتصبت مئات ملايين الشواقل بسبب التحويلات الصحية لمستشفياتها منذ عام 1994 !؟ كلام قد يبدوا للوهلة الأولى أنّه كلام جادّ وقد يبدو مقنعاً ايضاً ! ولكن الحقيقة التي نكتشفها أنّها قد لا تكون الاّ كلاماً حقاً يراد به باطلاً ! وما هو الاّ مجرد ذرّ للرماد في العيون .. وتتكشف هذه الحقيقة بمجرد أن تسمع عن الخطوة الأولى التي سيتم البدء بها لهذه الصحوة أو عملية الايقاظ !؟ التدريب للكوادر الطبية !؟ وكأن المشكلة تكمن في قدرات متخصصينا التي تعجّ بهم مستشفيات دول الشتات من أطباء اكفّاء وكادر صحي متميز، وبمجرد التصريح بهذه الكلمة السحرية "تدريب" ينكشف المستور وتنفضح مدى قدرة المؤسسة الرسمية على تشخيص المصيبة، واذا ما كانت بالفعل قادرة على تشخيص حالة القطاع الصحي الفلسطيني !؟ اننا على يقين كامل بأن أي مواطن فلسطيني لديه القدرة على تشخيص نواقص هذا القطاع ؟ فنقص الأسرّة في المستشفيات ؟ ونقص الكادر التمريضي والطبي؟ ونقص حوافز العمل في هذا القطاع ؟ وانفلات أداء الأطباء الذين يتخذون من المستشفيات العامة حماراً يركبونه لنقل وتوصيل المريض إلى عياداتهم ومستشفياتهم الخاصة ؟ ونقص الأجهزة الفنية الطبية التي تتوفر في عيادات هؤلاء الأطباء ولا تتوفر في المستشفيات العامة؟.

كثيرة هي الأسئلة التي تطفوا على السطح بمجرد سماع التصريح النهضوي لقطاع ما في فلسطين ؟ وتكتشف الحقيقة المرة بمجرد سماعنا لماهية أول خطوة في عملية الايقاظ أو النهوض لا سيما اذا ما تمثلت في كلمة سحرية تخرج من فم أي أجنبي "التدريب" !؟ ارحمونا رحمكم الله ! فالمسئولية أمانة وما عليكم الاّ الحفاظ على الأمانة ، ليس انبهاراً ولا دفاعاً عن الدولة العبرية ، الا يسعكم التعلم من نظامهم الصحي؟ هل تعلمون بأنه من أفضل الأنظمة الصحية في العالم !؟ هل سمعتم كيف يتعامل إخواننا المصريون لتطوير إمكانياتهم في إيجاد مستشفيات متخصصة ؟ أم أنكم لا ترون الاّ أنفسكم في المرآة !؟ وتستمتعون بصوركم المتحركة على شاشة تلفزيون فلسطين!؟ كم من المليارات ذهبت سدى في التحويلات الخارجية ؟ وكم مستشفى متخصص كان يمكن لها أن تبني؟ إن عملية النهوض بالقطاع الصحي عملية عليها أن تبدأ بقراءة الخطة التطويرية والبنيوية لما يسمى وزارة الصحة ! واذا ما كانت مناسبة أم لا ؟ كم من المستشفيات المتخصصة نحتاج لبنائها ؟ أم أن قدر أموال ما يسمّى "المنح" الخارجية يجب أن يذهب بها لسحر كلمة التدريب ؟ منذ عام 1994 ونحن لا نسمع الاّ عن التدريب؟ وكأننا قدمنا من غياهب التاريخ وتخلف البشرية ! وإعادة التأهيل لعقولنا المتخلفة الجاهلة واجبة بل مفروضة فرضا!؟ هل هو "الاستهبال" أم أنّه الغباء المطبق؟ كان الله في عونك يا شعب فلسطين !