مصر: لقد حان الوقت..!
تاريخ النشر : 2014-01-28 23:23

لقد حان الوقت للشعب المصري العظيم، أن يستكمل خطواته الأخيرة التي خطاها في الثلاثين من حزيران الماضي، من أجل تصحيح مسار ثورته في الخامس والعشرين من كانون الثاني/2012 وأن يجعل من خارطة الطريق التي رسمها في ذلك الوقت، صفحة جديدة في ذلك المسار، حيث لا طريق آخر يوصل مصر الى أبواب التقدم والإزدهار والديمقراطية، غير إستكمال الإجراءات الدستورية المعززة لمسيرة الثورة، وفي مقدمتها إنتخاب الرئيس والبرلمان، بعد أن جرى الإستفتاء على الدستور وتم إقراره من قبل الشعب..!

ويأتي الإعلان الرئاسي بتقديم إنتخاب الرئيس قبل الإنتخابات البرلمانية، إشارة إيجابية للبدأ بتلك الخطوات، كما وإن إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتفويض للمشير عبد الفتاح السيسي بالترشيح للإنتخابات الرئاسية، بمثابة البرهان العملي لإستمرار مسار العملية السياسية في طريقها الصحيح؛ وما يفهم من ذلك، أن الأمر لا يتعلق بمجرد تسمية شخص المشير عبد الفتاح السيسي، بقدر ما يعنيه رمزه الذي واكب أحداث الثلاثين من حزيران/ 2013 وما تلاها في الثالث من تموز لنفس العام وما ترتب عليهما من تغييرات جوهرية في طبيعة نظام الحكم وما تلاهما من خطوات دستورية، وضعت مصر، كدولة عربية شرق أوسطية لها من المكانة الدولية والتأثير، ما يحسب له ألف حساب، في موقعها الحقيقي..!(1)

وبالتالي فشخصية المشير عبد الفتاح السيسي، كان لها دور بارز ومحسوس وفعال، في جملة تلك الأحداث والمتغيرات على الصعيدين السياسي والإجتماعي، كما وإن إقتران ذلك الدور بالتأييد المباشر من قبل ملايين المصريين، ما أضفى على تفويضه بالترشيح الى منصب رئاسة الجمهورية، تأييداً وشرعيةً شعبيةً مسبقةً لم يسبق لهما مثيل؛ فلا غرابة والحال أن تتعز تلك الشرعية بتأييد غالبية القوى السياسية الوطنية المصرية، وفي مقدمتها جبهة الإنقاذ، وإغلبية القادة السياسيين المصريين، ناهيك عن ملايين المصريين، ممن منحوا شخص المشير عبد الفتاح السيسي تأييدهم المباشر في دعمهم لخارطة الطريق التي أعلن عنها في الثلاثين من حزيران/2013 ..!

أن ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي لمنصب رئاسة الجمهورية لمصر الكنانة، ووفقاً لآليات الدستور، وفي هذا الوقت الصعب الذي تمر فيه مصر ومنطقة الشرق الأوسط، يأتي منسجماً مع ظروف وحاجات المنطقة، كما وفيه من الدلالات الموضوعية والعقلانية، ما يعزز كل آمال الشعب المصري في الرخاء والتقدم والديمقراطية، وكل ما يقوض خطط تخريب ودمار مصر كدولة ذات شأن في المنطقة، وكل ما أريد وبيت لها من مصير، ليس بأفضل مما يجري في بعض الدول العربية الشقيقة، التي تعاني من حرب الإرهاب المدمر، وما خطط من سيناريوهات كارثية للمنطقة، المستفيد الوحيد منها دولة إسرائيل، وعدد من أدوات تنفيذ تلك السيناريوهات من دول الجوار..!

فلا عجب والحال أن ينبري غير قليل من الأصوات الرافضة لترشيح المشير عبد الفتاح السيسي، وأغلبها ممن يرى في "المشروع الإخواني"، الملفع ب "الشرعية" هو الطريق المطلوب الى تقدم وإزدهار مصر، حتى لو كان ذلك على حساب تدمير مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الجيش والإقتصاد، وإنهيار البنى التحتية..!!؟؟

 لقد إستعاد الشعب المصري المبادرة في الثلاثين من حزيران/2013 ، وهو الآن وحده من يمتلك قرار دعم هذه المبادرة وتأكيدها في إستكمال خارطة الطريق، وقطع الطريق على جميع مخططات من يفكر بإرجاع مصر الكنانة، الى الوراء والى دائرة الخنوع والتبعية..!(2)