مستشار هنية: حماس مع خيار الشعب المصري ولكن النظام لا يريد التواصل معنا
تاريخ النشر : 2014-01-28 17:57

أمد/ غزة : كشف مستشار اسماعيل هنية القيادي البارز في حركة حماس بغزة ،  الدكتور باسم نعيم، عن اتصالات تجريها حركته مع جمهورية مصر العربية للتأكيد على عدم ضلوع "حماس" بارتكاب أحداث عنف شهدتها البلاد مؤخراً.

وأكد نعيم في تصريحات نقلتها وكالة انباء آسيا الثلاثاء ان هناك تجاوب ونجاح "محدود" للاتصالات التي تجريها الحركة الإسلامية مع الجانب المصري، لكنها ليست بالمستوي المطلوب "لجسر الهوة"، على حد قوله.

وأوضح نعيم أن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة د. موسي أبو مرزوق، وبعض قيادات الفصائل الفلسطينية في غزة هي من تقود تلك الاتصالات مع النظام المصري للتأكيد على أن "حماس" ليس لها علاقة بارتكاب أحداث العنف التي شهدتها سينا والقاهرة مؤخراً.

وقال نعيم: "ان موقف حماس مما يجري في مصر واضح، نحن لا نتدخل في الشأن المصري إطلاقاً، وليس لنا علاقة في أي أحداث"، مبينا أن علاقة حركته بجماعة الإخوان المسلمين لا يعني أنها تتدخل بما يجري في البلاد.

وتابع "حماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين، وهنا يجب التفريق بين فكرنا وما يجري في مصر من أحداث عنف، يجب أن لا تخلط الأمور"، مشيراً إلى أن حركته تقف على مستوى واحد من جميع الأطراف المصرية.

وقال: "حماس ليس لها علاقة بما يحدث في مصر على المستوي السياسي أو الأمني أو الاقتصادي، وهي تقف على مسافة واحدة من الجميع".

وأوضح نعيم أن حماس ليس لديها مشكلة في التعامل مع النظام المصري الحالي، قائلاً: "إن الطرف الأخر (مصر) هو من يرفض التعامل معنا".

وأضاف "حماس تقبل بما يرتضيه الشعب المصري في إطار من التفاهم والحوار وفي النهاية أي حل يقوله المصريين نحن نوافق عليه".

وتراجعت العلاقة بين حركة حماس والنظام المصري بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي عقب احتجاجات 30 يونيو.

وكان مرسي يقيم علاقة وثيقة مع حماس التي تعد فرع من جماعة الأخوان المسلمين.

وتنفي حماس الاتهامات المصرية التي ترد عبر وسائل الإعلام الرسمية والمحلية وتتهمها بحوادث العنف التي تشهدها القاهرة وسيناء.

العلاقات الخارجية لحماس

وحول علاقة حماس على المستوي الخارجي، لم ينكر نعيم أن حركته خسرت كثيراً وتأثرت بشكل سلبي نتيجة التغيرات الحاصلة في المنطقة.

وقال: "ليست حماس وحدها تأثرت مما يجري في المنطقة، نحن جزء من المنطقة التي تتغير"، مشيراً إلى أن ما يجري حاليا هو زلزال يعيد رسم المنطقة من جديد على غرار مخطط "سايكس بيكو".

وأضاف "مصر والعراق وسورية وغيرها من الدول العربية التي كانت قبل سنوات تعيش حالة استقرار وركزت دعمها للقضية الفلسطينية وفي صراعنا مع الاحتلال باتت اليوم مشغولة بنفسها، مما أضعف الدعم المالي والشعبي مع الفلسطينيين".

وأوضح نعيم ان تأثر حماس بما يجري من تغيرات في المنطقة يدلل أنها لاعب كبير ومهم لا يمكن تجاوزه، إضافة إلى أنها تمثل قضية الأمة العربية والإسلامية، على حد قوله.

المفاوضات ومساعي كيري

وحول المساعي التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لدفع المفاوضات التي تواجه خطر الانهيار بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، أكد نعيم أن حماس لديها تحفظات على شكل انطلاق المفاوضات التي قرر الرئيس محمود عباس العودة لها فيما يفتقد لشرعية داخلية وانتهاء ولايته الرئاسية.

وقال: "أبو مازن انتهت ولايته الرئاسية وهو فرض نفسه على الشعب الفلسطيني، وعودته للمفاوضات دون غطاء وطني، وبرفض فصائل منظمة التحرير القريبة منه مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية".

ولفت نعيم إلى أن كيري يسعى إلى فرض اتفاق إطار ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل اختلال التوازن والانحياز الأمريكي الإسرائيلي، ووضع عربي متدهور وضعيف .

وعبر نعيم عن خشيت حركته من توقيع الرئيس عباس أي اتفاق مع الجانب الإسرائيلي في ظل الظروف العربية الصعبة، وعمليات الابتزاز المالي التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.

وتطالب حركة حماس الرئيس عباس بوقف المفاوضات والانسحاب منها "لأن شكلها ومضمونها خطير"، على حد قول نعيم.

ودعا المسئول حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس إلى إنهاء الانقسام والذهاب للمصالحة وإعادة وحدة الشعب الفلسطيني، "لان الحديث فلسطينيا فلسطينياً أولى من الحديث فلسطينياً إسرائيلياً".

وقال نعيم أن الرئيس عباس يتعرض لضغوط أمريكية إسرائيلية تعطل ملف المصالحة وإنهاء الانقسام، ودل على ذلك بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي خيرت "أبو مازن" بين المصالحة مع حماس أو السلام مع "إسرائيل".

وأكد نعيم أن حماس تبذل جهوداً لإنهاء الانقسام، بينما الإجراءات على الأرض لا تدلل وجود نوايا حقيقية لدى فتح تؤدي للمصالحة، قائلاً: "ما قدمته حماس من تنازلات يدلل على إصرارنا وتتمسكنا بملف المصالحة وإنهاء الانقسام".

وأشار إلى الخطوات التي تقدم بها اسماعيل هنية  بغزة من أجل دفع عجلة المصالحة للأمام، قائلاً: "في المقابل في الضفة الغربية الاعتقالات مستمرة ومنع حماس من إقامة مهرجان انطلاقتها كل ذلك خطوات من فتح تدلل عدم وجود نوايا للمصالحة".

وفيما يتعلق بمطالبة الرئيس عباس حركة حماس تحديد موعد الانتخابات من أجل تشكيل الحكومة، أكد نعيم أن ملف المصالحة الفلسطينية غير مرتبط بملف الانتخابات وحده.

وقال: "المصالحة ليست ملف الانتخابات فقط، إنما مرتبط بها ملف منظمة التحرير والمصالحة المجتمعية وترتيب الأجهزة الأمنية وأيضا الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، كل تلك الملفات بالتزامن".

وسبق أن توصلت حركتا فتح وحماس لاتفاقيتين للمصالحة الأولى في مايو 2011 برعاية مصرية، والثانية في فبراير 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة، غير أن معظم بنودهما ظلت حبرا على ورق

وعن اتفاق وقف إطلاق النار والتلويح الإسرائيلي بشن عملية عسكرية في حال استمر اطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة، أكد نعيم أن وقف إطلاق النار مع إسرائيل جاء لظروف إنسانية، مشيراً إلى أن كافة الفصائل في قطاع غزة متفقة على التهدئة.

وقال: "ان المعركة لم تنتهي مع الاحتلال حتى مع وقف إطلاق النار" موضحا أنه يجب التفريق بين تهدئة تستمر مدة معينة ومفاوضات تقودنا لتوقيع اتفاقية نهائية وانجاز حل غير مقبول.

وأضاف "هناك استعداد للمعركة القادمة، وهي حتمية بيننا وبين الاحتلال، وكون وجود تهدئة لا يعني توقف الاستعداد والإعداد والتجهيز أو توقفنا عن المقاومة".

وذكّر نعيم بحرب (عمود السحاب) التي شنها الجيش الإسرائيلي في نوفمبر الماضي، موضحاً أنه كانت معركة نوعية وأحدثت فارق في إدارة الصراع مع الاحتلال.

وتابع "كذلك كان هناك فرق بين أداء حماس عام 2008 و عام 2012، هناك صواريخ سقطت في تل أبيب (..) لقد انتقلنا نقلة كبيرة جداً في الحرب الأخيرة".

وعن رؤية حماس من اتفاق "جنيف 2"، شدد نعيم على ضرورة أن يكون الحل السوري داخلي دون تدخل أطراف خارجية، سواء كانت عربية أو دولية، قائلاً: "الأفضل أن يحل الخلاف السوري داخلياً بين الأطراف المتصارعة".

وجدد نعيم موقف حركته بعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي، موضحاً ان حماس مع أي اتفاق يتوصل إليه الشعب السوري وتدعمه.

وقال: "إذات تمكن اتفاق جنيف 2 من جمع الأطراف المتصارعة على طاولة الحوار نعتبرها خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، وأفضل من الحديث بطريقة البارود والبراميل المتفجرة".

وتابع "نحن معنيين أن تبقي سوريا دولة قوية وحاضنة للقضية الفلسطينية ويعود الأمن والاستقرار لها".

وغادرت حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل سوريا إلى قطر نهاية العام 2011، بعد أن تخلت عن النظام السوري التي كانت تربطهم علاقة وثيقة معه في أعقاب الاضطرابات الداخلية للبلاد.