حرب المفاوضات،،، توبيخ بينت وشكرد. أحمد يوسف
تاريخ النشر : 2014-01-28 14:22

جبهة المفاوضات تشهد سخونة وتطورات لم تتضح معالمها بعد، هذا تحديداً رغم كل الأصوات الفلسطينية، مضاف لها أصوات الليكود واليمين التي إلتقت بحكم مشترك ومنسجم، يشير إلى عدم جدوى هذه المفاوضات، وإلى أن نتائجها ستكون صفر كبير، هذا التشاؤم عززه الرئيس الأمريكي الذي أشار إلى نسبة نجاح ما دون ال 50%، لكن على ما يبدو أن كل ما يجري ليس أكثر من سياق حقيقي تجري به المفاوضات، يؤكد بأن طرفي التفاوض يستخدمون كل ما أمكن في سبيل التأثير في مجرى ما يدور خلف الكواليس، لتحقيق مكاسب سياسية من خلال تعزيز مواقفهم، وما صرح به الرئيس الأمريكي نفسه لم يخرج عن هذا الإطار، وهو لخدمة نتنياهو من خلال الضغط على المفاوض الفلسطيني وبالتحديد على رئاسة الدولة الفلسطينية.

فخ نتنياهو الذي حاول إيقاع الفلسطينيين به، وبالتحديد الرئيس ابو مازن، وقع به أطراف إئتلافه، وسببوا له فضيحة معيبة، أظهرت حقيقته أمام العالم بأسره، فهو العنصري الذي يبحث عن نقاء دولة يحلم بها، تكون خاليه من غير اليهود، حاول أن يلبس الطرف الفلسطيني وقيادته ثوبه الشخصي القبيح، وكأن من يطالب بطرد المحتليين والسارقين والإرهابيين المستوطنين من أرضه، داعية لتطهير عرقي، في حين ان نتنياهو ومن يمثل، تبنوا ونفذوا هذه السياسة على شعب فلسطين، وأقاموا دولتهم على حساب أرض وممتلكات فلسطينيين ما زالوا يعيشون اللجوء نتيجة ممارسات واضحة لتطهير عرقي نفذته دولة إسرائيل في الماضي وما زالت حتى الآن تمارسه، في كل أرض فلسطين من بحرها حتى نهرها، والقدس ماثله تشهد على ذلك في كل لحظة.

بينت رئيس الإئتلاف اليميني المتطرف، وزير ثلاث ملفات في حكومة نتنياهو ونائبه في رئاسة الوزراء، لا يثق بنتنياهو وهو حليفه وشريكه في الحكومة، كشف نتنياهو وظن به انه يتخلى عن المستوطنين ويتركهم لفلسطين وأهلها، مما حدا بنتياهو ومكتبه لأن يظهروا بينت على أنه أبله لا يفقه تكتيك رئيسة، بل أنه خرب وأفشل مخططه، وهو بذلك يستحق التوبيخ، مع أن التوبيخ والإدانه وحتى العقاب يجب أن يكون دولياً لمن يخطط لإفشال المفاوضات وخلق العقبات في طريقها وهو رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو.

الفضيحة على الساحة السياسية الإسرائيلية، لن تقف عند هذا الحد، فهي مجرد بداية لتحريك وإندفاع قوي، بل هروب نحو خلق أزمة داخلية إسرائيلة قد تصل لحل الإئتلاف الحكومي، والذهاب لإنتخابات جديدة كما العاده المعهوده في مثل هكذا وضع، بهدف التملص من إلتزامات السلام والضغوط الدولية، ولتعود بعدها المفاوضات من جديد وفق رؤى القياده الجديده، التي حتماً ستطلب إنتظار إنهاء الإنتخبات الأمريكية القادمة وما يليلها من ترتيبات، فهذه هي اللعبه نفسها، الإنتظار وخلق المبررات.

بالمقابل، الساحة السياسية الفلسطينية، أبرزت نضوج نتمنى أن يكون حقيقياً، تمثل في موقف أبرزه د.أحمد يوسف في مقالته الأخيرة، والتي كانت تحت عنوان " لا تتعجلوا التحريض – مفاوضات بلا آفاق وإتهامات بلا جدوى"، حيث أنه وجه رسالة ليس فقط لحماس وقيادتها بل أيضا لكل من يتهم القيادة الفلسطينة وخاصة السيد الرئيس، بالكف عن ذلك وتقديم الدعم والمسانده، مؤكداً ان المفاوضات ليست كفر ولا هي نزق أو مجرد عبث، بل هي وسيلة نضالية تستحق الأخذ بها وممارستها لتحقيق الأهداف، طرحه هذا وما أولاه من ثقه بسيادة الرئيس، خطوه يمكن البناء عليها، خاصة إذا ما كانت تمثل نهج مستقبلي لكل قوى المعارضه، كونها ستكون معارضة ضمن الإطار ووفق الأصول الديمقراطيه، فقط على الدكتور أحمد أن يكون أكثر وضوح فيما يخص نتيجة المفاوضات، هل ستقبل حماس والقوى المعارضة الأخرى بالإستفتاء على النتيجة التفاوضية؟ أي إتفاق مستقبلي.

فلسطين وساحتها السياسية ترتقي، وتزداد قوة وتأثير، إذا ما تحقق فعل معارض إيجابي، شبيه بما بدر من المعارضه حتى الآن، خاصة وأن ذلك سوف يسقط حجج إسرائيل وحليفتها أمريكا، الذين يتذرعون بزيادة المطالب خلال المفاوضات تحت طائلة الإنقسام والتشرذم، وعدم قدرة القيادة الفلسطينية لتمثيل الكل الفلسطيني، إشارات الأيام الأخيرة تعبر عن أمل بالمزيد من الإصطفاف والتوحد لمواجهة العنجهة والحجج الإسرائيلية، نتمنى أن تستمر وتتعزز.