كتب عبدالرحمن عباس

في كتابه «كلام في السياسة» يروي الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل تفاصيل لقائه مع الملك الحسن ملك المغرب السابق، واتهام الأخير لهيكل بأنه دبر محاولة انقلاب عليه.

واتهم الملك الحسن هيكل بأنه ساعد "مساعد أوفقير"، وزير داخلية الملك الحسن، في محاولة الانقلاب التي قام بها عام 1971.

ويقول هيكل: «التقيت الملك الحسن في مدينة فاس، وبعد الترحيب وتناول العشاء، وبعد حديث عادي قال الملك فلنوقف هذا الحديث الآن لسؤال يدور في خاطري وكتمته، ثم أكمل موجهًا حديثه لهيكل: ماذا كنت تعرف عن محاولات الانقلاب التي دبرها أوفقير؟».

ويتابع هيكل: «أدهشني سؤاله لأن صيغة سؤال الملك تعني أني متهم، وحين أوضحت ذلك رد الملك: الحقيقة أن هذا هو قصدي بالضبط، ولا أقطع بأنك كنت تعرف، ولكن لدي ما يدعوني إلى الشك..

وأكمل الملك: ماذا تفسر الطريقة التي صدر بها "الأهرام" صبيحة يوم الانقلاب؟ إن الانقلاب تم في السابعة مساء، وكان التوقيت في القاهرة التاسعة مساء، ومع ذلك فإن الأهرام صدر على خمسة أعمدة بصدر الصفحة الأولى وكان يحمل تفاصيل كاملة عما جرى، كيف يمكن أن يتأتى لكم هذا القدر من المعلومات إذا كنت لا تعلم ما جرى مسبقًا؟».

ويتابع هيكل: «رغم اندهاشي لكني بدأت اشرح للملك في هدوء أساليب العمل الصحفي الحديث، وكيف تتلقى الجريدة أخبارها، وكيف تصل إليها التفاصيل بسرعة 3 آلاف كلمة من جميع الوكالات في كل دقيقة، وكيف تعمل هيئة تحريرها في مواجهة حدث ضخم، وكيف تجري الاستعانة بأقسام المعلومات في أي جريدة لتكملة خلفيات الحوادث إلى آخره »

ويكمل هيكل: «سألني الملك بعد كل ذلك: هل تعرف أن أحد المتآمرين مع "أوفقير" اعترف أن في حالة نجاح الانقلاب كان "أوفقير" سيستدعي هيكل للكتابة عن الانقلاب كما كتب عن انقلاب معمر القذافي؟».

وأوضح "هيكل" أنه وعبد الناصر كان يعرف أن أوفقير رجل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ولذلك لم يكن هناك أي حب أو دعم، بل إن هناك كرهًا مستمرًا.

فيتو