عين الطفل مصعب السراحنة
تاريخ النشر : 2013-10-13 12:03

لأن لدينا أطفالاً، نحبهم ونعرف قيمتهم، ولأننا شعب تعلمنا وتربينا، على أن شعب فلسطين مكون من المسلمين والمسيحيين واليهود، ولأن خيار منظمة التحرير الفلسطينية، بقرار مجلسها الوطني، وقائد رسالتها، وباعث هويتها، ومفجر ثورتها، الراحل ياسر عرفات، قائم على الاعتراف المتبادل، والعيش المشترك، والتطلع إلى مستقبل واحد على أرض فلسطين، التي تحولت إلى أرض يعيش عليها شعبان من الفلسطينيين والإسرائيليين، لم يعد في مقدور أي منهما، إلغاء الآخر، وإنهاء وجوده، أو التصرف بمعزل عنه.
لهذا كله، نشجب ما جرى للطفلة الإسرائيلية، بل ولكل الأطفال الإسرائيليين، على أيدي أي فلسطيني، ولا نقبل المساس بأي مدني إسرائيلي، لأننا لا نقبل المساس بأي فلسطيني من شعبنا، ونرغب أن نعامل كما نتعامل، وأن يفهم الإسرائيليون كما يجب أن نفهم ونعمل، وهو أننا نكره الظلم والقتل والخراب، لشعبنا وبلدنا وذقنا مرارته، ولا نقبله للآخرين، ليس من موقع الضعف أو الاستكانة، بل من موقع الندية والشراكة مع الآخر، وقوة الإيمان بعدالة قضيتنا على أننا سننتصر، سننتصر في مناطق 1948، باجتثاث العنصرية وتحقيق المساواة، وسننتصر في مناطق 1967، بجلاء الاحتلال الكامل وتحقيق الاستقلال، وسننتصر كلاجئين، ونعود إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وطبريا وبئر السبع، ونستعيد ممتلكات عائلاتنا فيها وعلى أرضها، وسننتصر كنازحين، ونعود للضفة والقدس والقطاع، تلك هي رسالتنا العادلة التي نتمسك بها، بقوة وبإرادة وتصميم وفق قرارات الأمم المتحدة قرار التقسيم 181، وقرار العودة 194، وقرار الانسحاب 242 وحل الدولتين 1397 وخارطة الطريق 1515.
لا نقبل المساس بأي مواطن إسرائيلي، مثلما لا نقبل المساس بأي فلسطيني، لا نقبل المساس بأي يهودي كما لا نقبل المساس بأي مسلم أو مسيحي، تلك هي عقيدتنا الوطنية والقومية والدينية والإنسانية نلتزم بها ونتطلع أن يلتزم بها الإسرائيلي، وعليه هل يملك الطرف الآخر شجاعة شجب طرد شعبنا الفلسطيني من مدنه وقراه ومصادرة ممتلكاته؟؟ هل يملك الطرف الآخر شجاعة القول، تعالوا لنحتكم لقرارات الأمم المتحدة التي أعطت شرعية قيام إسرائيل على أرض فلسطين والفلسطينيين؟؟ هل يملك الطرف الآخر شجاعة القول، يجب تعرية الاحتلال والاستعمار والعنصرية، والبحث عن وسائل الحياة والعيش المشترك بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي؟؟.
لقد فشلنا في رمي الإسرائيليين إلى البحر، ولكنكم فشلتم في رمي شعبنا الفلسطيني إلى الصحراء، ولذلك تعالوا نعلن الرفض للطرد والإلغاء، تعالوا نرفع صوتنا ضد القتل والخراب، ضد العنصرية في مناطق الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة، وضد الاحتلال والتهويد والأسرلة لمدينة القدس العربية الفلسطينية، الإسلامية المسيحية، تعالوا نرفض الإرهاب سواء أكان مصدره فلسطينيا أو إسرائيليا، تعالوا نرفع مستوى نضالنا إلى مستوى التحضر والبحث عن قواسم الحياة المشتركة للشعبين.
نرفض ما جرى للطفلة الإسرائيلية التي ارتكب أهلها حماقة الاستيطان على أرضنا المسروقة والمنهوبة، ومع ذلك نرفض المس بها والأذى لها، ولكل الأطفال الإسرائيليين، ولكل الأطفال الفلسطينيين أيضاً الذين يتعرضون كل يوم، نعم كل يوم للمس والأذى، وليس آخرهم الطفل مصعب السراحنة من مخيم الفوار الذي فقد عينه على يد بندقية جندي إسرائيلي استهدفه مباشرة.
فهل يرتفع صوتنا من أجل عين مصعب السراحنة، ومن أجل الطفلة الإسرائيلية حتى لا يتكرر ما حصل لهما؟؟.
[email protected]