رسالة للرئيس عباس وخالد مشعل
تاريخ النشر : 2014-01-26 23:12

قبل يومين أذيع خبر سعيد على قلوبنا كشباب فلسطيني مثقف ومبدع أن تحصل شابة بعمر الـ35عام على منصب رفيع المستوى في وزارة الخارجية الألمانية ألا وهي سوسن الشبلي الناطقة باسم الخارجية الألمانية ذات الأصول الفلسطينية , وفقها الله ونتمنى لها التقدم والنجاح , وهنا سؤالي هل وظفت الشبلي بهذا المنصب لوجود فيتامين واو المتعارف عليه بالواسطة ؟ ولو كان هناك مكان للواسطة في الخارجية الألمانية أليس الألماني الأصل والعرق هو الأحق بهذا المنصب ولا سيما أن الألمان من الشعوب المتعارف عليهم بعنصريتهم للعرق الألماني ؟ فما الذي دفعهم لتعين شابه من أصول فلسطينية في هكذا منصب ؟

الإجابة تكمن وبكل تأكيد أن هذه الشابة هي صاحبة كفاءة بتخصصها , كما أن هناك الكثير من الشباب الفلسطيني من ذوي الكفاءات موضوعين على الرف , وبحاجة لنفض الغبار عنها وإعطائها الثقة والفرصة, لتثبت بأنها قادرة على صنع المستحيل , ولكن وبكل أسف إن الانقسام الفلسطيني اللعين كان ومازال سبباً في دمار جيل كامل من أبناء الشعب الفلسطيني , وتحديداً المتواجد في قطاع غزة , والأصعب من ذلك أن ارض الوطن أصبحت كالرحم الطارد للعقول المبدعة, وهذا ما كان يتمناه باستمرار العدو الإسرائيلي , وللأسف انه تحقق بأيدي فلسطينية.

أليس من الأولى لنا أن نضم سوسن شبلي وأمثالها ونوظف طاقاتهم الشبابية لخدمة قضيتنا؟ أم أن القضية لا تسير إلا بقيادات كبيرة العمر وان ثقافة الاندماج مابين القديم والجديد غير قابلة للتطبيق لدينا , مع احترامي وتقديري لكل من يكبرني بيوم , فأنا من الذين لديهم الإيمان المطلق بأن الذي لا يحترم كبيره لا يستحق الاحترام من الغير, لكن مقصد كلامي إلى متى سنبقى ندمر حماة الوطن والقضية والسواعد الباسلة من الشباب عماد أي مجتمع كان, ولماذا هذا الفراق لهذه اللحظة ؟ ولما تحملون الشعب مسؤولية ما حصل فهو من يدفع الثمن ؟ ولما الانتظار؟ هل انتم ضامنين العيش إلى رأس الساعة القادمة ؟ فالأعمار بيد الله ارجوا منكم أن ترحمونا وترحموا أبنائنا, وان ترحموا أنفسكم لان التاريخ لن يرحمكم على ما تسببتم به من دمار لمستقبل هذا الجيل الشاب , الذي عاشر سنوات الانقسام اللعين فيا فخامة الرئيس أنت والسيد خالد مشعل أبو الوليد لكم منا كل الاحترام , فالكثير من أبنائكم أبناء الشعب الفلسطيني على قارعة الطريق يترقبون المصالحة بكل أمل ورجاء وتضرع لله عز وجل لكي تتحقق , عسى أن يستطيع هذا الجيش من الخريجين إيجاد فرصة للعمل , يخدم من خلالها وطننا فلسطين , ارجوا منك يا سيادة الرئيس أن تأتي إلى قطاع غزة فهو جزء من الوطن الذي أنت مسئولاً عنه كما تشير في خطاباتك إليه فهو ليس بحاجة لسماع ما ينفق عليه وكل مرة تقولون بأنه ليس مِنَّه بل هو واجب , فيا والدي العزيز أبو مازن أرجوك أن لا تترك الفراغ الذي شكله غيابك عنا في غزة لأحد , فأنت رب الأسرة , وفي المقابل فليأتي السيد خالد مشعل إلى غزة كما زارها سابقاً, ولتعلنوا المصالحة الوطنية دون شروط ولتبدؤوا العمل الجاد , فلتنازلات بين الإخوة مكسب وقوة وليست ضعف صدقوني فديننا دين السلام فلما لا نطبقه بيننا يا أبا الوليد في أرض السلام , فأنتم القادة المسئولين أمام الله والشعب في انجاز وتحقيق هذا الحلم . الذي أصبح بديلاً عن حلم تحرير الأرض الحبيبة فلسطين , فو الله أنه اكبر نصر الآن لنا جميعاً , أمام كل التحديات التي تواجهنا كشعب فلسطيني , فلنعلن ونطبق المصالحة على الأرض , ولنحمي غزة من حرب طاحنه يروج لها الاحتلال , فيا سيادة الرئيس منزلك في غزة موجود بغض النظر لما حصل به , وأنت زعيم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح , أرجوك أن لا تقف مكتوف الأيدي وانزل لشعبك وحرره من الانقسام , واحضر لغزة وخاطب شعبك الغزي عن قرب , وأنا على ثقة بأن الجميع سيخرج مبايعاً لك هذه الخطوة , وان الإخوة في حماس أول من سيحمون شخصك الكريم , وبالمثل على الأخ خالد مشعل الحضور لغزة , وكما استقبل سابقاً سيجد أن من يستقبله أكثر مما سلف , وخصوصاً عند معرفتهم أن الهدف للزيارة تطبيق المصالحة , أرجوكم أن تأخذوا كلامي على محمل الجد , ولا تمروا عليه مرور الكرام , وارموا خلف ظهوركم كل شيء من الأجندات الخارجية , ومن المعتقدات الفردية , ومن المفاوضات العبثية ومن التهديدات الإقليمية والغربية والدولية , وطرد فكرة من المنتصر ومن المنهزم , فثقوا تماماً أنه بالوحدة سنصنع المستحيل المستحيل , ولن يستطيع احد أن يلحق الضرر بنا كما يحدث بنا اليوم فشعبكم مستهدف في كل مكان , وهو يذل كل يوم بسبب انقسامنا , ولا يجد من يدافع عنه بشكل سليم ارحمونا ارحمونا, وكفانا استنزاف لأنفسنا بأيدينا, والله من وراء القصد .

ابنكم الباحث في دراسات الشرق الأوسط : فادي محمود صبري صيدم

[email protected]