ليلة سوداء لمستفيدي الشؤون الاجتماعية في غزة
تاريخ النشر : 2014-01-25 22:28

أمد / غزة - تقرير يوسف حماد : تحت غطاء السماء وبعض الارشفة الرقيقة نفر عشرات الفقراء لرزقهم وحصاد اكثر 140 يوما من الانتظار الطويل امام بنك فلسطين في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.

شيبا وشبان واطفال ولو سنح الوضع بتواجد النساء لكنَ حاضرات بقوة، حيث يتواجد المستفيدين من وزارة الشؤون الاجتماعية ضمن طبقة افقر الفقراء شمال غزة امام بنك فلسطين منذ ساعات الليل الاولى منتظرين 12 ساعة متواصلة لاستلام مستحقاتهم، بعد تأخر صرفها اثر خلل ناجم عن نقص السيولة المالية لدى البنوك العاملة في الاراضي الفلسطينية.

في خضم برد المساء وفي كبد الظلام يأمل هؤلاء بعد ساعات انتظارهم الطويلة فتح بوابة البنك حتى يحصلوا على مستحقاهم وينتشر الفرح المغمس بأقسى معاني العذاب فيما بينهم، فمن يرى مشهد الجلوس للشباب والكثير من الهرمين والفتية يغيب الصواب عن محياه، حيث هناك الاغطية البسيطة ووسادات بدت مهترئة مع العشرات لتحميهم من البرد القارص.

مع ساعات الصبح ازداد عددهم ليصلوا المئات وزيادة وهم يمتشقون مشروبات ساخنة وبعض السكاكر علها تعطيهم جرعة من قوة انتظار، ما يوحي بتفاصيل المعاناة الحقيقة لبعض فئات الشعب الفلسطيني خاصة العاطلين عن العمل في قطاع غزة حيث يندرج مستفيدي الشؤون الاجتماعية على انهم ضمن طبقة افقر الفقراء أي يعيشون ضمن مستويات الفقر المدقع

 ملح في الخبزة..

ابو رامي الذي تواجد مع فراشه امام بوابة البنك يقول الذي تواجد وحيدا امام جموع المواطنين"اقسم بالله العظيم لا يوجد حبة بندوره واحدة في المنزل واطفالي وزوجتي ينتظرون عودتي بالنقود الخاصة بالشؤون الاجتماعية نحن نعيش عليهم في ظل عدم وجود عمل او اشي صالح للحياة"، وتضاعفت حدة الايمان التي يقسمها ابو رامي بقوله " احنا مزنوقين جدا والوضع سيء للغاية".

ويكمل ابو رامي والدموع قد تحجرت في عينيه " والله ابني الو اكثر من 100 يوم بروح عالمدرسة وانا بحط الو في السندويش ملح واحيانا لمن يكون عندنا سكر بنحط سكر في الخبزة الو لانوا الوضع صعب علينا من دون عمل ولا حركة ولا شغل الله يرحم ايام زمان في اسرائيل والسلطة صرنا نقول". حسب قوله

 ربنا الي بصور ..

احمد شاب مصاب بإعاقة جسدية بدى في عقده الـثالث تواجد امام البنك وكان يرتشف كوبا من الشاي الساخن مختبأ داخل الصراف الالي من شدة البرد القارص رفض ان نلتقط له صورة وقال وسط تعالى صيحات المتواجدين مطالبة بتجريم مؤخر صرف مستحقاتهم " لا تصورنا ربنا وحده هو الي بصور وعارف حالنا، حسبي الله ونعم الوكيل على الي بعمل هيك بالناس".

يضيف احمد وبدى غاصبا في حديثه "وضع الناس والبلد مش طبيعي لو يصير حرب ونموت اشرف من ننتظر الموت لانو احنا عايشين من قلة الموت".

لن اذهب..

اما الفتى سعد والذي كان يحجز دورا لوالده امام البنك الذي لا يستطيع الوقوف ساعات طويلة على قدمه ولا يحتمل سعرات هواء الليل الباردة قال " انا اقف حتى يأتي ابي في الصباح سوف اتغيب عن المدرسة غدا لانوا ابي لا يملك أي مال والمنزل يحتاج اشياء كثيرة واصحاب المحال التجارية يرفضون ان نداين منهم بسبب تراكم مبالغ كثيرة علينا".

ويضيف سعد(18 عاما)"اتمنى ان يخرج اسمي في منحة قطر حتى اساعد ابي سوف اهاجر عندما اكبر حتى استطيع ان ارسل مالا لأهلي في غزة اتمنى ان يكون الامر افضل خلال السنين القادمة الحياة قاسية في غزة، المفترض انو المسؤولين يكونوا قربين من الناس مش بعاد عنهم".

يذكر ان مستحقات الشؤون الاجتماعية التي يحصل عليها المستفيدين كل 3 شهور بدعم من الاتحاد الاوروبي صرفت اليوم وسيستمر صرفها غدا بعد تأخير ها بسبب نقص السيولة في البنوك، حيث قال وزير الشؤون الاجتماعية في السلطة الفلسطينية كمال الشرافي ان التأخير يعود لعدم وجود سيولة لدى البنوك فقط."