الفلسطينيون مدعوون لإفشال والتصدي لمشروع كيري....
تاريخ النشر : 2014-01-24 21:37

وسط تفاعلات الأحداث التي تشهدها المنطقة بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص ، حول خطة كيري في إنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها في المؤامرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني ، والتي ربما سيشهد شهر نيسان المقبل تتويجا لها بإتفاقية كارثية على فلسطين , وأود هنا طرحها ليطلع أبناء الشعب الفلسطيني على ما ينتظرهم من ضياع للأوطان وإلغاء للحقوق وإساءة لأرواح الآلاف الشهداء والأسر والعائلات المشردة.

أحد أبرز القادة الصهاينة صرح قبل أيام بأنه على اليهود في كل مكان أن يرفعوا القبعات لوزير الخارجية الأمريكي كيري الذي مكنهم من تحقيق نتائج ومكتسبات لم يكونوا يحلموا بها سابقا ، أترك لكم أيها القراء الإطلاع على بعض محاور خطة كيري والتي يبدوا أن هناك إتفاقا أو موافقة مبدأيه عليها بين الأطراف ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية :

* الجدار العازل هو مبدأيا الحد الفاصل بين الكيان الصهيوني والدولة الفلسطينية مع وجود مجال لتبادل نسبة قليلة من الأراضي على جانبي الجدار.

* الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح بإستثناء الأسلحة الخفيفة اللازمة لقوات الشرطة والأمن .

* يتمتع كل من الكيانين الصهيوني والفلسطيني بكامل السلطة لتقرير طبيعة مسمى دولته وهوية هذه الدولة ومرجعتيها.

* إعتراف الأردن و الفلسطينييون بيهودية الدولة مع إعطاء الفلسطينيون في ال48 حق البقاء دون ممارسة للسياسة .

* القدس ستبق موحدة وتحت السيادة الصهيونية الكاملة عليها والحديث عن القدس الفلسطينية هو في واقع الأمر حديث عن أبو ديس وما يحيط بها ، أما المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس فهناك إعتراف بدور محدود للأردن في الإشراف عليها كما يمكن للفلسطينيين والعرب والمسلمين زيارة المقدسات ضمن ترتيب خاص يتفق عليه لاحقا.

* يتمسك العدو الصهيوني ببقائه بالأغوار مع وجود طروحات بإنتشار قوات صهيونية أمريكية مشتركة على الحدود الأردنية مع الدولة الفلسطينية.

* فيما يتصل باللاجئين فليس هناك شيء إسمه حق العودة ولكن يمكن للعدو أن ينظر من زاوية إنسانية لعودة عدد محدود من الفلسطينيين ممن تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين عاما عبر ترتيبات .

* يمكن للفلسطينيين في الشتات أن يذهبوا لفلسطين بتأشيرات زيارة وليس إقامة دائمة .

* المستوطنات الصهيونية الكبيرة ستكون جزء من الكيان الصهيوني في حين سيتمتع المستوطنين في المستوطنات الصغيرة التي يمكن أن تكون جزء من الدولة الفلسطينية بالجنسيتين الصهيونية والفلسطينية.

* ترتبط غزة مع الضفة الغربية من خلال قطار سريع لنقل الركاب والبضائع.

* تسهيل هجرة من يرغب من الفلسطينيون إلى أمريكا وكندا ودول الإتحاد الأوروبي ودول الخليج وخصوصاً الشباب العاطل عن العمل .

* هنالك حديث مبدأي عن تعويضات مالية تخصص للاجئين والدول المضيفة لهم.

لا أعلم ما الذي حققه الجانب الفلسطيني من هذه المفاوضات ؟ ما نراه من عناصر للإتفاقية المزمع توقيعها هو بمثابة إملاءات وتنازلات ، عناصر هذه الإتفاقية تمثل كلف وأعباء على الجانب الفلسطيني بدون شك في حين أنها تشكل فرصا وإنجازات للجانب الصهيوني ، لا نعلم كيف يقبل أصلا التفاوض في هذا الزمن العربي الأسوأ ربما منذ قرون من الزمان ؟ كما أننا لا نعلم كيف يمكنهم أن يكونوا محلا للعنة الأجيال القادمة إذا قبلوا ووقعوا على تصفية القضية الفلسطينية بهذا الشكل المهين.

الفلسطينيون مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى للإصطفاف والوقوف متحدين ضد هذه المخططات الإجرامية ، يستطيع الفلسطينيون أن يفشلوا هذه المؤامرات على القضية ويمكنهم الإحتجاج والضغط على القيادات السياسية لمنعهم من القبول أو الإذعان للإملاءات الأمريكية والصهيونية ، الأيام والشهور القليلة القادمة حبلى بالأحداث الكبيرة مما يستوجب إستنهاض الشعب الفلسطيني لإفشال المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أمام هذا المشهد الذي يهدد الوطن والشعب والهوية الوطنية .

أصرخ وأناشد الشعب الفلسطيني بأعلى صوت بأن يقف وقفة رجل واحد من أجل إفشال هذه المؤامرة بكل الوسائل , نحن اليوم بحاجة إلى عقد مؤتمر وطني لحماية فلسطين والتصدي لمشروع كيري و ضرورة رفع الصوت ضد الضغوطات الأمريكية والصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية .