ضبابية المشهد الفلسطيني .. لن يستمر طويلا !!
تاريخ النشر : 2013-10-12 22:35

كل مطلع على الاحداث الفلسطينية و بالأخص السياسية , يكاد لا يدرك تفسيرا لأهم المجريات و الازمات النابعة من بين حطام الفقر و البطالة و الحصار و ممارسات الاحتلال المهينة لشعبنا على الحواجز في الضفة , و النوائب غير المنتهية في غزة التي كان و ما زال الاحتلال السبب الرئيسي في وجودها , و استكمل المعاناة بعض من النخب السياسية التي تسعى للسيطرة و زيادة النفوذ على حساب الارض و الشعب , اما من باب تجاهل الواقع او بفعل تخبط سياسي و ارتباك و تخوف من المجهول الذي ينتظر الجميع و يتربص بهم .

اذن المشهد الفلسطيني المعتم الذي يوصف هذه الايام و يتضح لكافة الخبراء و المثقفين الذين ينظرون نظرة دقيقة للمشهد العام , مع تحليل موضوعي و استشراف مستقبلي واضح و دقيق , فمن المؤكد لن يخفى عنهم مدى خطورة الوضع الراهن الذي وصلت له القضية الفلسطينية . وان كان اخطر ما فيه هي حالة الركود على الوضع الخطأ والاستمرار عليه , والاندحار معه الى الهاوية , فكافة الانجازات و الفرص السابقة التي كانت بصالح الجانب الفلسطيني ضيعت , و السبب هو خلافنا السياسي في المرتبة الاولى , انتصار المقاومة في غزة , و الفوز الدبلوماسي لدولة فلسطين بين اروقة الامم المتحدة , اهم انتصارين فلسطينيين كان من الممكن ان يستثمر لتقوية و تعزيز الموقف الفلسطيني , الداخلي و الخارجي , داخليا بإنهاء الخلافات الحزبية و بناء بيت فلسطيني واحد , و خارجيا بالتوجه الديبلوماسي القوي والوقوف امام الدولة الاستعمارية الوحيدة في العالم في القرن الوحد والعشرين , ولكن بسبب التدخلات الخارجية و لعب بعض من الدول المحيطة دور سلبي اتجاه الوضع الفلسطيني , بالإضافة الى تعنت النخب السياسية واصرارها على مواقفها , و موافقة كل من الحزبين فتح و حماس و رضاهم على الوضع الفلسطيني الحالي بأن يكون الوطن مقسم الى جناحين بينهما , بسبب تلك العوامل وصلنا الى وصلنا عليه الآن , من وضع مأساوي متفاقم في غزة يوشك بأي لحظة على الانفجار , بالأخص اذا ما استمر تدهور الوضع الاقتصادي و اغلاق المعابر , و فرض الواقع المرير على سكان القطاع بالقوة , و ايضا وضع الضفة الذي يعيد الى ذاكرتنا الاحداث التي سبقت الانتفاضة الاخيرة , وان كان الوضع في الضفة يحوي بأجواء البطولة و التصدي للاحتلال يبعدنا قليلا عن واقع الانقسام الاسود , و لكن التعصب الحزبي الذي اعمى اعين الكثير من السياسيين المتحزبين , دائما يسعون للاستغلال و ركوب الموجة , فكلنا نعرف ان اطماع البعض ليس شوقا للمقاومة و استعادة المجد القديم , و هذا الذي لا نتمنى ان يحدث لأنه بالتأكيد ستكون هي اخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية , و بالتالي سيكون قد حققت احزابنا الفلسطينية الحلم الاسرائيلي بضياع ما تبقى من الارض الفلسطينية التي كانت حلم الرئيس الراحل ياسر عرفات بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ال 67 ..

ان من يخشى التغيير و يهاب أي حراك شعبي يطالب بالحرية و تغيير الواقع الى الافضل , لا شك انه كان قامع لمطالب الشعب و مقيد لحريتهم , و ناهب لأموالهم و ممتلكاتهم , يخشى قول الحق في وجهه , كما انه يخشى نداء الحرية , لذلك يزيد في قمعه و ظلمه و تجبره في الارض , افتراضا منه بأنه يقدر على مواجهة قوة المظلومين و صوتهم عندما يفيض الكيل بهم , لكن الحياة علمتنا ان طالما بلغ السيل الزبى , لا احد يقدر على الوقوف امام ارادة و قوة الشعب متى اذن الوقت لذلك ...