لكمات وصفعات تلفزيونية
تاريخ النشر : 2016-05-30 15:59

«الخناقة» التي وقعت بين المذيع الرياضي المصري، والنائب البرلماني السابق، أحمد شوبير، والمعلق الرياضي أحمد الطيب قبل يومين، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة على شاشات الفضائيات، ليس بين الرجلين فقط، بل بين كثير غيرهما.

في التفاصيل تحول النقاش بين الرجلين، لنقاش رياضي، ثم رياضي اجتماعي، ثم رياضي سياسي، إلى قصة شخصية حساسة، فتحولت طاولة الاستوديو إلى حلبة لقذف قناني الماء وتسديد اللكمات.

ليس مهما من هو صاحب الحق ومن هو المظلوم، المهم هو في «استمراء» المشاهد لمثل هذه اللقطات، صحيح أن البشر غير الملائكة، وأن الغضب جزء من طبيعة الإنسان، وأن الناس كلها متوترة. لكن ذلك شيء، غير مفاجأة المشاهد بمثل هذه المناظر غير المتوقعة. أو على الأقل تنبيه المشاهد قبل اندلاع المعارك. كما يحصل في بعض برامج العروض الواقعية.

ليس الأمر محصورا بالمشهد المصري، فهناك لقطات إعلامية سعودية رياضية أيضا، مشهورة، قيل فيها الكلام السيئ، وتبودلت فيها الشتائم، وتلامس «الخشوم» أي الأنوف المحمرة غضبا.

كما أن المشكلة ليست محصورة بالنقاشات الكروية الساخنة بطبيعتها، بل وصل التراشق والعراك اللفظي والجسدي لحلقات النقاش السياسية، وقد أفردت صحيفة «التقرير المصري» أمثلة لبعض أشهر «الهوشات» التلفزيونية العربية منذ نحو عامين، فمن ذلك:

معركة المستشار وجيه حسن، عضو الحزب الوطني المنحل، مع الدكتور يحيى القزاز، أحد رموز المعارضة. في إحدى حلقات برنامج «حرب النجوم»، المذاع على قناة «الفراعين» مشاجرة حامية، كما وصفتها الصحيفة، بين شاكر الجوهري، رئيس جمعية الصحافة الإلكترونية الأردنية، والصحافي محمد شريف الجيوسي، المتعاطف مع نظام بشار الأسد، خلال برنامج «بين اتجاهين» المذاع على قناة «سيفن ستارز» الأردنية. وكانت معركة سار بخبرها الركبان ورسل «اليوتيوب».

معركة تلفزيونية، قديمة نوعا ما، بين الكاتبة والناقدة المصرية صافيناز كاظم، والسياسية الأردنية توجان فيصل، مع برنامج الاتجاه المعاكس، عندما قررت صافيناز الخروج من الاستوديو فقال لها المذيع: «نحن على الهواء» فردت بسرعة: «وانا مالي.. انشالله تكون على القمر»!

معركة أخرى لا تقل ظرفا، بين الممثلة والمذيعة رانيا محمود ياسين وضيفها الذي وصف بالإلحاد، ثم طردته قائلة: «برا يا كافر».

هل يمكن وضع ضوابط تمنع وقوع مثل هذه الأمور، بقوة القانون، أم أن ذلك متعذر، وهو جزء من طبيعة الفوران الفضائي، ونتيجة طبيعية لبحث البرامج الحوارية عن نسب مشاهدة عالية، عبر ضخ المزيد من التوابل والبهارات الحراقة؟ لا ندري حقا، ولكن ما هو معلوم، بيقين، أن تلك كلمات وتصرفات لا تسر الناظرين.