عدلي صادق يكشف عن بعض خبايا مساعي مصالحة عباس ودحلان
تاريخ النشر : 2016-05-30 13:02

أمد/ القاهرة : كشف الكاتب عدلي صادق و عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، أن النائب محمد دحلان أبلغ المصريين موافقته إجراء مصالحة مع الرئيس محمودعباس ولكن بشروط.

وقال صادق لموقع ـ"الرسالة نت " الموالي لحركة حماس بغزة ، إن هناك طرحا مصريا على دحلان بشأن المصالحة مع عباس، "ولكن لم تحدد مواعيد أو أجندة لتحقيق المصالحة لهذه اللحظة".

وأضاف أن المصريين أبلغوا دحلان رغبتهم إجراء مصالحة فتحاوية داخلية، وقد أبلغهم موافقته، مع وجود شروط لديه"، موضحًا أن قضية المصالحة بالنسبة لدحلان تتمثل في بنية فتح والنظام السياسي الشامل للحركة، وليست شيئًا عابرًا.

وحول الدور الاماراتي في تحقيق المصالحة بين الرجلين، أجاب "لا شك أن الاماراتيين قد دفعوا المصريين لضرورة تحقيق مصالحة بينهما( عباس ودحلان)".

وبحسب صادق، فإن "عباس يحتاج للمصالحة مع الكل وليس فقط مع دحلان"، مبيناً أن عباس يهرب من هذه "المصالحات" بعرض شروط ثبت فشلها كأن يشترط على حماس للدخول في حكومة الوحدة، بأن تعترف ببرنامج المنظمة الذي ثبت فشله بعد انهيار مشروع التسوية".

وحول موقف قيادات فتح من مصالحة الرجلين، أوضح أن هناك معاندة بين إرادتين داخل اللجنة المركزية لفتح، الأولى تمثلت في فريق معاند حتى النهاية ولا يريد رجوع دحلان، رغم علمه ومعرفته بحجم وتأثير الرجل داخل التنظيم في غزة والأردن ومخيمات الضفة ومصر، وتيار آخر استفاق مبكرًا واختار أن يكون موجودًا أثناء الحديث عن خلافة الرئيس للحصول على مكاسب.

ولفت صادق إلى وجود أعضاء باللجنة المركزية يقبلون بوجود دحلان، خشية خروجهم من المشهد في ظل الحديث عن تقاسم الأدوار والبحث عن خليفة لعباس في مرحلة غيابه.

وعن هدف الإقليم من مصالحة الرجلين، أجاب قائلاً: "إن الإقليم لا يريد نظاما سياسيا رصينا يمكن لإرادة الشعب، ويرغب بتنصيب أناس بالتوافق مع القوى الظاهرة فقط"، مبيناً أن ذلك لا ينتج حلاً للوضع الفلسطيني الراهن الذي يحتاج إلى مراجعة شاملة لكل ما يجري في ظل القصور الحاد في الحالة الراهنة.

وفسر الإصرار العربي على مصالحة الرجلين بأنه مرتبط بموقف الإقليم من حركة حماس، إذ أن هناك قاعدة لدى مصر "بأن وحدة فتح أمن قومي مصري"، لابقائها قادرة ومتماسكة في وجه حماس. وأضاف أن النظام العربي يريد فتح قوية، ولديها القدرة على إدارة المشهد السياسي والوضع العام، وألا يؤول ذلك لحماس بسبب ضعف فتح.

وكشف صادق عن محاولات عباس، البحث عن مخرج آمن للهروب من السلطة، وقد أسر ذلك لشخصيات مقربة وبعض العواصم العربية، إلا انه عدل عن ذلك لاحقًا. وفسر تراجع عباس بأمرين أولهما "عدم أمانه لمن بعده بالا يلاحقه وأبناءه على قضايا سياسية وأخرى تتعلق بفساد مالي وإداري"، والثاني لوجود ضغط من بعض الأطراف الإقليمية والدولية عليه بالبقاء لعدم جهوزية البديل له لهذه اللحظة.

وأكدّ أن هذه الأسباب واقعية ومبنية على معطيات، خاصة بعد وصول عباس أشرطة وتسجيلات حول المقربين منه وهم يشتمونه وينتقصون منه، مؤكدا أنه وصل إلى قناعة بأن ماجد فرج مدير مخابراته ليس مؤهلا ليكون بديلا له. وتابع صادق: "عباس وصل إلى قناعة بفشل مشروعه السياسي ووصوله إلى الحضيض لذلك يحاول البحث عن مخرج آمن وسريع من المشهد".

وأكدّ أن ما يجري من محاولات لإيجاد خليفة لعباس، هي نتاج عن حالة المرض والترهل في النظام السياسي الفلسطيني، مستبعدًا أن يتم تنصيب شخص في الواقع الفلسطيني، "لأن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك".