وجع القدس على أعتاب رمضان
تاريخ النشر : 2016-05-29 17:38

ترى؛ ماذا أعدت امة المليار ونصف من المسلمين- الفرحة والمبتهجة بتحضيرات شهر رمضان- من خطط وبرامج؛ لمواجهة ووقف تدنيس المستوطنين لباحات المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل؛ فالمستوطنون سيستبيحون أكثر الأماكن قدسية وطهارة للمسلمين في شهر مبارك وعظيم الأجر . 

القدس التي على جنباتها وأسوارها العتيقة؛ أريقت دماء مئات آلاف المسلمين بالمسك العطر الفواح، هل يعقل أن تصبح مسرحا لقطعان المستوطنين المستجلبين من مختلف دول العالم؛ بعد أن لفظتهم أوروبا!

حرية العبادة؛ التي كفلتها كافة الشرائع والقوانين الدولية، ولا تجيز المس بها؛ باتت على أعتاب شهر رمضان الكريم؛ أمنية لا تطال؛  فالصلاة في المسجد الأقصى كبرى الأمنيات التي لا تتحقق، لأهالي غزة والضفة الغربية.

من جبال رام الله وبيت لحم والخليل؛ يتألم الفلسطينيون وهم يرون قمة الصخرة دون أن يستطيعوا زيارتها وهي على بعد دقائق في المركبة حتى يصلوها؛ فالدقائق صارت سنين وأشهر وتصاريح وجرح وسجن واعتقال، ومنع بحجج أمنية.

حرية العبادة؛ صارت أمنية في باحات الأقصى؛ ومغامرة خطرة للشبان من مدن وقرى الضفة قبل وبعد شهر رمضان؛ والذين يخاطرون بحياتهم في سبيل تحقيقها؛ عبر القفز عن الجدار وتخطيه رغم إطلاق النار والجرح والاعتقال.

لا يكتمل أجر التحضير لشهر الصيام وصيامه بشكل مناسب؛ إلا إن قدم المسلم والعربي والفلسطيني شيئا لمدينة القدس وتعزيز صمود أهلها. أضعف الإيمان الدعاء بالصبر والثبات لأهالي القدس، وتسليط الأضواء على معاناتهم، من تهويد للمقدسات، وتهجير وطرد، وهدم للمنازل، وملاحقة حتى أطفالهم وسجنهم جهارا نهارا.

قبل أيام من شهر رمضان؛ يخطط الاحتلال لأمنه المزعوم بمنع الصلاة في المسجد الأقصى؛ كون منظر عشرات ومئات آلاف المصلين سيملئون باحات المسجد الأقصى، ويصطفون بسلاسة ورتابة ونظام دقيق؛ برغم توجيه مئات البنادق نحو صدورهم، في منظر يغيظ الاحتلال خلال شهر رمضان؛  والذي يتمنى أن تبتلعهم الأرض.

لا تدعم أمة المليار ونصف القدس؛ إلا بالخاطبات والتصريحات؛ بينما يهودي واحد يدعم الاستيطان في القدس بعشرات ملايين الدولارات. شعب أو مقدسات واقعة تحت الاحتلال تكون الأولوية القصوى والعاجلة هو التحرر منه؛ ولذلك وجب أن نزيد من أجر التحضير لشهر الصيام بدعم القدس وأهلها، الذين يستصرخون الأمة الإسلامية صباح مساء.

ماذا يتوقع الكاتب والمحلل الصهيوني "نداف شرغاي" من فلسطينيين محرومين من كل شيء وابسط حقوق الإنسان؛ وحتى من الصلاة في المسجد الأقصى ودخول القدس المحتلة؛  فذهب يقول في صحيفة "اسرائيل اليوم " عن مخاوف من ارتفاع أعمال المقاومة خلال شهر رمضان القادم؛ الذي سيكون الاختبار الأول ل"افيغدور ليبرمان". ففي السنة الماضية، مثلما في غير قليل من السنوات الماضية، كان هذا الموعد مؤشرا لبداية موجة عمليات.

وتابع:" الآن أيضا توجد مؤشرات مقلقة. في الشهر القريب سيكون الشارع الفلسطيني عرضة بعدة أضعاف للتحريض في المساجد والشبكات. مواقع حماس والجهاد لا تنتظر بداية رمضان. ومثلما في السنة الماضية، بدأت منذ الآن بإشعال النار والشرح بأنه في رمضان، شهر الجهاد والانتصارات اللامعة في الإسلام، يتعاظم الاستعداد للتضحية بالنفس".