وداعا علي الخليلي
تاريخ النشر : 2013-10-03 15:42

رحل رجل القصيدة، استفاق اخيرا من غفوة الراهن، ليذهب الى ابدية الحضور في النص الذي انجزه بالاشتباك الحر، مع الواقع المر ليحيله الى حياة ممكنة بالتحدي والامل معا. اقول رجل القصيدة واعني انه زوجها الحنون المحب، بتجلياته الفروسية التي نازلت بمقاومة فذة، كائنات القباحة والعدوان والتوحش والعنصرية، من كل لون ونوع، ولطالما تغلبت عليها وهي تتمثل روح الناس وتتحدث باحلامهم وتبشر بتحققها.

رحل ابوسري الذي لم اعرف شاعرا من قبل، بمقدار حنوه وعطفه وطيبته وصلابته معا، لم يكن ليختلف مع احد في طريق الحرية، ولكنه لم يكن يرضى بسوء الطوية، ولا بغيرة الشعراء ونكاياتهم، ولا بانحيازات الحزب او السياسة، ولم يكن ليقبل الكلام على عواهنه ايا كانت المسألة

علي الخليلي رجل فريد من نوعه، يقتحم الصعب دائما بابتسامة، ولا يقرب المساومة على قضايا الحق والعدل والجمال فلا يعرف التراجع ولا التردد، بشاربين كثين، كان يوحي برومانسية الثورة ونبل مراميها بعيدا عن الشكل، وبعيدا في الروح والمعنى والمضمون، هو من حرضني على الكتابة في الصحافة اليومية، وكنت كلما احن الى ابتسامة صادقة وحميمة اذهب اليه في وزارة الثقافة!.

رحل العزيز ابو سري.. رحل لينقص جسد الروح فينا يدا اخرى كانت تدل على افق الحرية وتلوح لغدها ان يقترب، رحل الشاعر والانسان الذي حارب ضغينة الانانية وكراهية القلوب المريضة، بالقصيدة والضحكة الحرة الخالية من كل كبت او غاية سلعوية، رحل الشاعر المقاوم الذي نازل بالنص والموقف والسلوك، الفكرة العنصرية البغيضة للاحتلال وسياستها الدموية العنيفة

رحل اذا علي الخليلي... وداعا ولا شيء عندي الان سوى البكاء.