سباق التضليل السياسي..إفلاس أم تعمية!
تاريخ النشر : 2016-05-26 10:21

كتب حسن عصفور/ فجأة تسابقت "فصائل فلسطينية" شرقية وغربية، شمالية وجنوبية، سلفية ومش سلفية، كي تعبر عن ذاتها وحضورها بحملة إعلامية نحو "مخاطر" تعيين حارس الملاهي الأسبق، والوزير متعدد المواهب أفيغدور ليبرمان في منصب وزير الجيش لدولة الكيان - كان وزيرا لخارجية الكيان قبل ذلك-.

الفصائل ذاتها، المصابة بكل أمراض الكون، من العمى الى الطرش، إكتشفت أن تعيين ليبرمان سيفتح باب "جهنم" على "المودة السياسية" التي عليها حكومة بيبي نتنياهو، وأن وجوده سيحيلها الى حكومة "متطرفة" "كارهة" ومعادية للشعب الفلسطيني، وسيكون "عقبة كأداء" أمام أي "حل ممكن"..

والحق أن كل من أصدر بيانا يشتق أو يشتم من رائحته، أن ليبرمان سيكون إضافة للتطرف ليس سوى "غبي مطلق" و"ساذج بلا حدود"، في حال أردنا "حسن النوايا" فيمن قال ذلك القول الإستهبالي، وغيره يكون جزءا من لعبة تبييض صفحة حكومة نتنياهو، "التي تحمل كل ملامح الفاشية والعنصرية والكراهية"، وفقا لأقوال قادة صهانية ومسؤوليين أمنيين في دولة الكيان، بل أن نائب رئيس أركان جيش الإحتلال غولان، قالها صريحة أن لديهم ما كان مثيلا لسلوك جيش هتلر النازي..

وكي تكتمل الصورة، شاركت خارجية أمريكا، الغائبة عن أي فعل سوى تأييد مطلق للفاشية الإسرائيلية، بـ"تساؤلات" تبرز لديها من تعيين ليبرمان، وطبعا دون أن تنسى تأييدها وتعاونها المطلق مع حكومة بيبي..

أي دجل يفوق هذا الدجل الذي نقرأ ونسمع..وكأن ما سبق ليبرمان، كان قريبا من "الودائعية السياسية" في حكومة تحمل في طياتها الرغبة نحو "تسوية الحال الصراعي مع الجار الفلسطيني" ليس بالحروب والتهويد الاستيطاني في القدس وما يصفونه رسميا في لغتهم مخالفة للإتفاقات كلها، بـ"يهودا والسامرة" بديلا تهويديا للضفة الغربية، مصطلح يستخدم في كل أوراقهم، رغم أن العالم أجمع، بما فيه كل من يدعم الفاشية في تل أبيب، من واشنطن حتى باريس مرورا لبندن، يقول غير ذلك..

حكومة شنت 3 حروب تدميرية على قطاع غزة، وقبلها حرب وافقت عليها، حروب أعادت القطاع الىالوراء زمن بعيد..

حكومة تضم "حزب بينيت - البيت اليهودي" الذي يقود هو ووزيرته شاكيد حرب تهويد المقدس الفلسطيني علانية، ويطارد الفلسطيني الذي قرر البقاء في وطنه، متمسك بأرض لن يسمح لـ"القادمين الجدد" بأن يحيلوها "وطنا قوميا خادعا"..تمسكوا بالعبارة الخالدة لتوفيق زياد شاعر الوطن والأرض، وشهيد عشق فلسطين، "هنا باقون" وسيبقون رغم كل ما لعدوهم أن يفعل..

ليبرمان، ليس أقل ولا أكثر عنصرية وفاشية من مجموعة بينيت "البيت اليهودي"، وحتما لن يكون أكثر تطرفا وسفالة سياسية من "العنصري الإستيطاني غليك" الذي بات عضوا في الكنيست من حزب نتنياهو ذاته، وهو مواز لنتياهو ومساو  له في السفالة والإنحطاط السياسي..

كان بالإمكان كيل التهم الى ليبرمان، كفاشي وعنصري، كعنصر مضاف للفاشية التي تجسدها حكومة نتنياهو، أما ان يتم ذلك الخلط العجيب وكأن "البعض" الفلسطيني جاء من يأمره بأن يقول ما قال، كي تستند لهم أمريكا و"تثير تساؤلات"ـها..

لماذا يذهب هؤلاء السذج الى ما يذهبون، أهو مظهر تضليلي للمشهد، وخلق جو مختلف عما هو قائم، أم أن هناك تحت الأكمة وورائها ما ليس معلوما عاما، وأن المصابين بـ"رعشة هلع" مفاجئة من "التطرف والعنصرية" الآتية مع ليبرمان كان لديهم "وعودا خاصة" يظنون أنها قد لا تأت بعد ذلك التعيين المفاجئ..

ومع أن كلام الفاشي الجديد، مختلف عما كان يقول قبل أن يكون وزيرا للحرب وجيش الكيان، وتحدث عن "تسهيلات خاصة جدا" لقطاع غزة، لكن كل ذلك لن يزيد أو يقلل من حقيقة ان حكومة نتنياهو جملة وتفصيلا هي حكومة فاشية، لا مستقبل سياسي معها ولها في خلق أي مظهر للتسوية مالم يكن هناك "قوة سياسية شاملة" يمكنها أن تكون عنصر إجباري - إكراهي لتلك الفئة الباغية..

ليت البعض يعيد قراءة برنامج تلك الحكومة، وتصريحات رئيسها قبل أيام من الاتفاق مع حزب ليبرمان، وما هي "أسس الحل السياسي" الذي يريد، تهويد فلسطين الأرض والوطن، ومنح جيب خاص لبعض سكان من فلسطينيين، يسموا أنفسهم ما يسمون، ما دامت اسرائيل باتت "وطن قومي لليهود" بعاصمتها القدس و"جبل الهيكل طامسا للحرم القدسي الشريف"..أليس تلك أقوال بيبي..وهل هناك فاشية وعنصرية وكراهية وحقد أكثر..فما زاد ليبرمان في الإرهاب خردلة.."!!

هل نرى سابقة فصائلية تعتذر ما نطقت به جهلا، أم تصر على أنها باتت "فصائل أفلاس سياسي"، تستحق الرجم الوطني العام، وهي من إستجوب تنفيذ حكم الشعب بها "إعداما شنقا" قبل غيرها..

الخطأ التقديري وارد في رؤية سياسية لموقف ..ولكن الإصرار عليها حماقة مركبة وجب معاقبة فاعلها!

ملاحظة: إعلان "بيت المقدس" مسؤوليتها عن إطلاق "قذائف صاروخية من غزة نحو الكيان" رسالة الى حماس بأن رسائل الأشقاء في مصر تستحق القرءاة بطريقة مختلفة..أظن قيادة حماس تعي ذلك جديا، لو أريد للقطاع خيرا!

تنويه خاص: من طرائف القول شكوى بعض من فتح عن كونهم تنظيم شبه محظور في غزة..وبعيدا عن سلوك أجهزة حماس الأمني والسياسي لكن فتح في غزة تعيش "رفاهية سياسية عالية جدا" مقارنة بوضع حماس في الضفة..مش هيك يا ضمير الغائب!