إعادة انتخاب الغنوشي رئيساً لحركة النهضة بعد منافسة ساخنة
تاريخ النشر : 2016-05-23 11:43

أمد/ تونس - وكالات: أعيد انتخاب الزعيم التاريخي للحركة الإسلامية في تونس، راشد الغنوشي، كما كان متوقعاً، الإثنين، رئيساً للحركة التي أقرت خلال مؤتمرها العاشر تحولها إلى "حزب مدني".

وعقدت حركة النهضة، أحد أبرز حزبين سياسيين في تونس، نهاية الأسبوع الماضي مؤتمرها العاشر لانتخاب قيادة جديدة وتقييم عملها وتحديد استراتيجيتها للسنوات الأربع القادمة.

وحصل الغنوشي على 800 صوت مقابل 229 صوتاً لفتحي العيادي الرئيس المنتهية ولايته لمجلس شورى الحركة أعلى هيئة فيها، وحصل القيادي محمد العكروت على 29 صوتاً.

وإثر إعلان النتائج ردد المشاركون في المؤتمر النشيد الوطني التونسي.

وكان تقدم ثمانية مرشحين لمنصب رئيس الحركة قبل أن يعلن بعضهم انسحابه من السباق، بحسب مسؤولة في الحزب.

وأقرت الحركة خلال المؤتمر بدفع من الغنوشي فصل أنشطتها الدينية عن أنشطتها الدعوية.

وكان راشد الغنوشي (70 عاماً) وهو أحد أبرز وجوه الإسلامي السياسي في تونس والعالم الإسلامي، عاش في المنفى في لندن نحو عشرين عاماً قبل أن يعود إلى تونس بعد ثورة 2011.

وهي اليوم القوة السياسية الأولى في البرلمان بعد الانقسامات التي شهدها حزب نداء تونس الذي تقيم معه ائتلافاً حاكماً.

وقال الغنوشي: "نتجه بشكل جدي وتم تبني ذلك اليوم باتجاه حزب سياسي وطني مدني ذي مرجعية اسلامية ويعمل في إطار دستور البلاد ويستوحي مبادئه من قيم الاسلام والحداثة".

وأضاف الغنوشي الذي يتوقع أن يعاد انتخابه رئيساً للحركة، "أن دستور البلاد نص عى استقلالية منظمات المجتمع المدني عن الأحزاب. ونحن إذن نستجيب لتطور داخلي في البلاد".

وبعد ان كانت حركة النهضة عرضة لقمع شديد خلال حكم زين العابدين بن علي، خرجت منتصرة من أول انتخابات ديموقراطية جرت بعد ثورة عام 2011. لكنها وبعد أن امضت سنتين في غاية الصعوبة في الحكم قررت التنحي وسط أزمة سياسية خانقة ضربت البلاد.

ونهاية العام 2014 جرت الانتخابات التشريعية وحلت النهضة ثانية بعد حزب نداء تونس بقيادة الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي. لكنها تبقى حزباً مؤثراً في البلاد والسياسة التونسية رغم ان قرار الدخول في ائتلاف حكومي مع حزب نداء تونس اثار جدلاً داخلها.

وقال رفيق عبد السلام وزير الخارجية السابق وصهر الغنوشي لوكالة فرانس برس "لم يعد هناك حاجة للإسلام السياسي الاحتجاجي في مواجهة الدولة، نحن الآن في مرحلة البناء والتاسيس، نحن حزب وطني يعتمد المرجعية الإسلامية ويتجه إلى تقديم إجابات أساسية على مشاغل واهتمامات التونسيين في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية".

ويتلاءم هذا التغيير في مسار حركة النهضة مع اقتناعات غالبية الشعب التونسي، إذ أفاد استطلاع اخير للرأي ان 73% منهم يؤيدون "الفصل بين الدين والسياسة". وأجرت مؤسسة سيغما التونسية هذا الاستطلاع بالتعاون مع المرصد العربي للديانات والحريات ومؤسسة كونراد اديناور.

وتتابع بقية الأحزاب السياسية في تونس مع وسائل الاعلام باهتمام شديد هذا التحول، وتتساءل عن مداه الفعلي وتأثيره السياسي في البلاد.

وتساءلت صحيفة "لابرس" في عددها الأحد "هل تريد حركة النهضة دمقرطة الإسلام أو أسلمة الديموقراطية؟".

وقالت بشرى بلحاج حميدة البرلمانية التي استقالت من حزب نداء تونس خصوصاً بسبب نقص "الوضوح" في العلاقة مع النهضة، إنها تنتظر إثباتات على هذا التغيير المعلن.

وأضافت "في مستوى التصريحات هذا مطمئن لكنه غير كاف. يجب أن يثبت هذا الحزب ذلك في خطابه السياسي اليومي وفي علاقاته مع الجمعيات".