ذكرى رحيل ابراهيم أبو لغد والعميد سعد الدين الريس
تاريخ النشر : 2016-05-23 02:50

الدكتور/ ابراهيم علي أبو لغد من أبرز الأكاديميين الفلسطينيين وهو أستاذ العلوم السياسية والرئيس السابق لدائرة العلوم السياسية في جامعة (نورثويسترن)، والذي أمضى أكثر من أربعين عاماً في المنفي محاضراً ومدرساً في أرقى الجامعات الأمريكية وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني حيث عاد إلى أرض الوطن عام 1992م وعين نائباً لرئيس جامعة بيرزيت بالضفة الغربية.

الدكتور/ ابراهيم علي أبو لغد ولد في مدينة يافا 1929م، حيث غادرها مع أسرته بعد حرب عام 1948م إلى بيروت ومنها إلى نابلس ثم توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

التحق بجامعة ايلينوي وحصل منها على درجتي البكالوريوس والماجستير في الأدب وعلى شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة (برينستون).

التزم منذ شبابه الباكر بالنضال من أجل استقلال وطنه فلسطين وكان من النشطاء البارزين على الساحة الأمريكية.

تولي الدكتور/ ابراهيم ابو لغد موقع أستاذ العلوم السياسية غير المتفرغ بجامعة (نورثويسترن) بالولايات المتحدة سنوات طويلة.

عمل الدكتور/ ابراهيم ابو لغد في منظمة اليونسكو (للثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة) وعمل مدرساً في (كلية سميث) التي تعتبر واحدة من أرقى الكليات الجامعية الخاصة في ولاية ماساتشوستس.

أسهم الدكتور/ ابراهيم ابو لغد مع زميله الدكتور/ أدوارد سعيد في تشكيل رابطة خريجي الجامعات الأمريكية العرب عام 1968م، الأداة السياسية الرئيسية للعرب الأمريكيين، وأسهم كذلك ورعي إطلاق حملة فلسطين لحقوق الإنسان، وهي منظمة قومية مكرسة لحماية الحقوق الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية.

عمل الدكتور/ ابراهيم ابو لغد استاذاً للعلوم السياسية بجامعة نورثويسترن الأمريكية، وفي الثمانينيات جرى اختياره رئيساً لدائرة العلوم السياسية فيها، فاشتهر أثناء ذلك في الأوساط الأكاديمية وكان على علاقة مميزة مع البروفسور/ أدوارد سعيد.

شغل الدكتور/ ابراهيم أبو لغد عضوية المجلس الوطني الفلسطيني وذلك في الفترة الواقعة ما بين عامي (1977م- 1991م).

كان الدكتور/ ابراهيم ابو لغد من أنشط الأكاديميين العرب على الساحة الأمريكية وكانت لمحاضراته وكتاباته عموماً مساهمة ملحوظة في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقضايا العرب بشكل عام.

ألف الدكتور/ ابراهيم ابو لغد العديد من الكتب بعضها باللغة العربية والبعض الآخر باللغة الانجليزية ومن بينها:

•         دليل واختبار وتقويم المسائل السمعية والبصرية عام 1958م.

•         اثر التدريب في تغيير الاتجاهات – عام 1959م.

•         التقويم في برامج تنمية المجتمع – عام 1960م.

•         اعادة الاكتشاف العربي لأوروبا – دراسة في المواجهة الثقافية – عام 1963م.

•         تطور معنى القومية – عام 1963م.

•         تهويد فلسطين – عام 1972م.

•         أنظمة الاستيطان في أفريقيا والعالم العربي (أوهام البقاء) – عام 1974م.

•         حقوق الفلسطينيين (تأكيد ورفض) – عام 1982م.

•         اعلان المبادئ الفلسطيني – الاسرائيلي – عام 1995م.

•         المشهد الفلسطيني – عام 1999م.

•         المقاومة والمنفي والعودة – حوارية مع هشام أحمد فرارجة عام 2003م، صدر بعد وفاته.

أستقال الدكتور/ ابراهيم أبو لغد من (جامعة نورثويسترن) عام 1992م، وعاد إلى مدينة رام الله وعمل استاذاً أكاديمياً للعلوم السياسية في جامعة بيرزيت، وساهم في تطوير قسم الدراسات العليا في الجامعة، وإنشاء برنامج الدراسات الدولية، ووفر العديد من التخصصات للخريجين خلال الفترة من عام 1995-1997م.

تولي د. ابراهيم ابو لغد مركز تطوير المناهج الدراسية الذي تولي مسؤولية انشاء منهج فلسطيني تعليمي مستقل من الابتدائية وحتى الثانوية، ووضع الخطوات الأولى لإنشاء مكتبة فلسطينية مستقلة، ومتحف للذاكرة الفلسطينية عبر العصور المختلفة.

الدكتور/ ابراهيم أبو لغد باحث ومثقف وأكاديمي وناشط سياسي، ساهم في إنشاء العديد من المؤسسات في أمريكا الشمالية والشرق الأوسط وكان من أبرز المدافعين والمتحمسين للتعليم والديمقراطية الفلسطينية، حيث نشط طوال حياته في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

تزوج الدكتور/ ابراهيم ابو لغد عام 1951م من السيدة (جانيت أبو لغد) وأنفصل عنها عام 1991م ولديه ثلاثة بنات وهن (ليلى، مريم، دنيا، وابن عواد).

لقد كان الدكتور/ ابراهيم ابو لغد قائداً عظيماً ومثقفاً واعياً وأكاديمياً لامعاً.

لقد أستمر الدكتور/ ابراهيم أبو لغد في دفاعه عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والهوية الفلسطينية إلى أن توفاه الله في مدينة رام الله.

أصيب الدكتور/ ابراهيم ابو لغد بمرض الرئة ثم ما لبث أن توفي بتاريخ 23/05/2001م عن عمر ناهز الثانية والسبعين عاماً في مدينة رام الله.

وتخليداً لأسمه قامت جامعة بيرزيت بإنشاء مركز ابراهيم أبو لغد للدراسات الدولية.

----

ذكرى رحيل العميد سعد الدين يوسف أنيس الريس (أبو مازن)

ولد/ سعد الدين يوسف أنيس الريس في مدينة غزة عام 1947م، من عائلة مناضلة وطنية، تفتحت عيناه على قضية شعبه منذ الصغر، تلقى دراسته الأساسية والاعدادية والثانوية في مدارس غزة حيث حصل على الثانوية العامة عام 1966م، والتحق بكلية الشرطة المصرية في نفس العام، حيث تخرج من الكلية عام 1974م حاصلاً على ليسانس حقوق وليسانس علوم شرطة، عمل بعد التخرج في إدارة الحاكم العام لقطاع غزة في القاهرة والتي تعتني بشؤون الفلسطينيين وتقديم خدمات لهم واصدار وثائق السفر الخاص بهم.

أجتاز سعد الدين الريس العديد من الدورات التخصصية الأمنية من معهد تدريب ضباط الشرطة بالقاهرة.

أثناء عمله في إدارة الحاكم العام لقطاع غزة بمصر تنقل بين العديد من إداراته منها (إدارة الشرطة – المباحث – الجوازات).

بعد توقيع اتفاق أوسلو وعودة قيادة المنظمة إلى أرض الوطن وتشكيل جهاز الشرطة الفلسطينية، كان سعد الريس من أولئك الضباط المتخصصين في إدارة الحاكم الذي عاد مع زملاءه حاملين على اكتافهم مهمة أنشاء هذا الجهاز الوليد في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث عمل في العديد من إدارات الشرطة المتخصصة.

عين العميد/ سعد الدين الريس مديراً لمركز شرطة الشجاعية، ومن ثم نقل إلى مدينة خان يونس حيث عين مديراً لمركز شرطة خان يونس وبعدها عين مديراً عاماً للشرطة القضائية في المديرية العامة للشرطة، وبقى في هذا الموقع حتى توفاه الله.

العميد/ سعد الدين يوسف الريس ضابط خلوق، محباً لعمله ومتفانياً فيه، منضبط، يقوم بتنفيذ المهام على أكمل وجه.

سعد الدين الريس ساهم مع زملاءه الأوائل في بناء صرح الشرطة الفلسطينية مساهمة فعالة حتى وصلت إلى شرطة عصرية يفتخر بها الجميع، كان هادئاً بطبعه، متفانياً في عمل الخير، كان انساناً بكل معنى الكلمة، واعطي نموذجاً من خلال موقعه الوظيفي لخدمة المواطنين وحل قضاياهم.

أنتقل العميد شرطة حقوقي/ سعد الدين يوسف أنيس الريس (أبو مازن) إلى رحمة الله تعالي في مدينة غزة بتاريخ 23/5/2002م أثر مرض عضال ألم به ودفن في مدينة غزة، حيث شاركت قيادة الشرطة وضباطها وأفرادها في وداع الراحل إلى مثواه الأخير.

العميد/ سعد الدين الريس كان حريصاً على إداء المؤسسة الأمنية الفلسطينية لدورها في خدمة الجمهور، وكان سباقاً للالتزام والقيم والمثل العليا التي تبنتها تلك المؤسسة الأمنية، فكسب احترام الجميع.

رحم الله الفقيد العميد/ سعد الدين الريس (أبو مازن) وأسكنه فسيح جناته.