سويدان يطيح في حركة فتح بغزة ويتهم الرئيس عباس بعدم الأخذ بالنصيحة
تاريخ النشر : 2016-05-21 14:14

أمد/ غزة : كشف مستشار الرئيس محمود عباس لشئون الشباب مأمون سويدان لصحيفة القدس العربي اليوم السبت أنه رفع تقاريره الى قيادة حركة فتح بما فيها الرئيس عباس نفسه، والتي عبر فيها عن قلقه من سيطرة "تيار دحلان" على الحركة ومفاصلها في قطاع غزة ، وأن الرئيس عباس واللجنة المركزية للحركة لم يستجيبا لتقاريره ، رغم تكرار محاولات التوضيح والبيان.

وأكد سويدان  الذي تم طرده سابقاً من العمل التنظيمي داخل حركة فتح ، ويعتبر أحد أذرع عضو اللجنة المركزية للحركة نبيل شعث ، أنه قرر الانسحاب من العمل التنظيمي بشكل نهائي، وهو لا يشغل منذ فترة طويلة أي مهمة تنظيمية ، ولكنه يقول أن انسحابه المزعوم جاء لعدة أسباب ، من أبرزها ضعف الهيئة القيادية المشرفة على الحركة في القطاع، وعدم تصديها لـ"تيار دحلان" الآخذ بالتنامي، وكذلك لعدم وجود برنامج تنظيمي واضح للحركة.

وقال في تصريحاته لموقع «القدس العربي» إن من بين الأسباب الرئيسية التي دفعته لاتخاذ القرار هذا «ذبح المشروع الوطني وتسليم الحركة لمأجورين».

وأضاف أنه بسبب ذلك قرر اعتزال العمل التنظيمي حتى لا يصبح «شاهد زور».

 واستطرد «قررت الانسحاب حتى لا يسجل علي أني كنت شاهدا على المؤامرة»، مشيرا إلى أنه لم يترك أي وسيلة أو طريقة إلا وانتهجها من أجل توضيح الحقائق وبيان خطورة المشهد خلال السنوات الماضية.

وتابع القول إنه خلال السنوات الماضية من العمل التنظيمي في قطاع غزة «لم تطرح أي مشاريع منطقية من قبل قيادة الحركة للارتقاء بالعمل التنظيمي»، لافتا إلى أن تلك السنوات شهدت في المقابل «تغلل تيار الشر والفساد». حسب قوله.

وأكد أنه تحرك في عدة اتجاهات وأبلغ المستوى التنظيمي الأول عما يحدث من غياب لأطر التنظيم لحركة فتح في غزة، غير أن الاستجابة للمطالبات كانت «دون الصفر».

وأضاف «أبناء حركة فتح في حالة تيه وضياع وجمهور الحركة في حالة إحباط شديد»، مؤكدا أن من أهم الأسباب التي دفعته لاتخاذ القرار الجديد هو عدم وجود أطر تنظيمية حقيقية للحركة في قطاع غزة، وأن ما هو موجود عبارة عن أجسام وهمية بلا مهام وبلا فاعلية، وفي حالة تناقض مع ذاتها.

وانتقد سويدان كذلك الطريقة التي جرت فيها الانتخابات لاختيار قيادات حركة فتح في أقاليم الحركة في غزة، وقال إنها جرت بطريقة مخالفة للنظام الأساسي للحركة.

وأكد أنه قام بكشف التلاعب في تلك الانتخابات للقيادة، وأوصل ذلك إلى الرئيس محمود عباس رئيس الحركة وإلى اللجنة المركزية، غير أنه لم يلق أي تجاوب.حسب قوله

وجاءت تصريحات سويدان بعد رفض مشاركته في أي مهمة تنظيمية كان يتوقع أخرها أمانة سر الهيئة القيادية العليا خلفاً لإبراهيم ابو النجا ، ورفض اللجنة المركزية طلبه وبعد  أيام قليلة من لقاء الرئيس عباس الهيئة القيادية لحركة فتح في غزة في مقر المقاطعة في رام الله، حيث جدد خلال اللقاء الثقة بهذه الهيئة القيادية التي يشرف عليها الدكتور زكريا الأغا، عضو اللجنة المركزية للحركة.

وحسب صحيفة "القدس العربي" يعتبر سويدان من أكثر الشخصيات في غزة المعروفة بعداوتها للنائب محمد دحلان، ، وكذلك من أبرز المعارضين لتوحيد الحركة وإعادة لحمتها بسبب خلافه مع دحلان.

وقال إن من بين الأسباب التي دفعته لاعتزال العمل التنظيمي هو «صمت القيادة التنظيمية على مخططات دحلان وجماعته، والاستهتار بمشروعهم الذي يهدف إلى السيطرة على حركة فتح، وحرفها عن مسارها الوطني».

وفي هذا السياق اتهم سويدان ، النائب دحلان بالعمل في هذا التوقيت على «شراء ولاءات من اليسار الفلسطيني». وأضاف وهو ينتقد قيادة حركة فتح في غزة يقول «لم تقم الحركة في غزة بمواجهة مخططات دحلان، والقيادة في رام الله لم تستجب لتحذيراتنا من هذه المخططات».حسب قوله

وعاد خلال حديثه وأشار إلى فقدان شريحة الشباب في حركة فتح الأمل في تحسن الوضع التنظيمي، في ظل وجود الهيئة القيادية الحالية للحركة في غزة.

 وأصيب ب"خيبة أمل" بسبب ضعف الاستجابة للمناشدات، والطلب منه الانتظار حتى عقد المؤتمر السابع للحركة. وقال إن ذلك الأمر تجاوز العامين. واتهم في هذا السياق قيادات فتحاوية كبيرة بينها أعضاء من اللجنة المركزية، بالعمل على تأجيل عقد المؤتمر السابع للحركة، لإدراكها بأنه لن يكون لها دور أو منصب في حال أجريت انتخابات جديدة ، في إشارة الى توفيق الطيراوي .

وعاد وقال في توصيفه للمشهد من وجهة نظره، إن ما يتم في غزة من أمور تنظيمية ومنها الانتخابات الأخيرة يشير إلى وجود توجه لـ"تسليم الحركة لدحلان بشكل ممنهج". وقال إن هناك بعض العناوين الفتحاوية في غزة التي تتوجه إليها شريحة كبيرة من أعضاء فتح "باتت عاجزة عن إحداث أي تغيير أو تقديم أي شيء".

واتهم سويدان جهات لم يسمها في الحركة بالعمل على «المغامرة بمستقبلها»، مؤكدا أن «المغامرة بالحركة تعني المغامرة بالمشروع الوطني، كون حركة فتح صمام أمان القضية الفلسطينية». وأكد كذلك أن ضعف حركة فتح يعني «السماح باستمرار الانقسام السياسي»، وقال إن الضعف «يجعل حماس تدير ظهرها للمصالحة».

يذكر أن سويدان لم يكن معروفاً حتى الانقلاب الذي نفذته حركة حماس في قطاع غزة ، بإعتراف اعضاء في اللجنة المركزية للحركة ، وأن نشاطه بدأ بمحاولة نبيل شعث تشكيل حالة تنظيمية موالية له لمواجهة النائب دحلان في قطاع غزة ، الأمر الذي أدى الى زيادة تفسخ في الحركة ووجود أطر تنظيمية متعددة ومتضاربة ، مما أسفر عنه ضعف هيكلي في التنظيم معطوفاً على ملاحقة حماس للحركة في القطاع .